ذكـرت مصادر دبلوماسية مطلعة في العاصمة الأمريكية لصحيفة المنار المقدسية أن من بين أهداف زيارة الرئيس باراك أوباما الى اسرائيل هو تحقيق ما طلبته الجماعات اليهودية في أمريكا بشكل خاص وفي العالم بشكل عام بمحاربة وانهاء ظاهرة التشكيك بشرعية اسرائيل، وأشارت المصادر الى أن أفضل الحلول والوسائل لتحقيق ذلك هو المرور عبر المفاوضات مع الفلسطينيين، والعودة الى الحديث بعبارات رنانة عن حل الدولتين، لأن التوصل الى أي حل مهما كان شكله مع الفلسطينيين هو مصلحة أمريكية اسرائيلية، ومن أجل ذلك، قام الرئس أوباما بزيارته الى اسرائيل.
وتضيف المصادر أنه عبر الحل مع الفلسطينيين، يمكن أن تمر مساعي تل أبيب وواشنطن لتوسيع التحالف الاسرائيلي الأمريكي مع الدول العربية، ومن شأن هذا التحالف المساهمة في استقرار الشرق الاوسط، وتحسين مكانة اسرائيل اقليميا ودوليا، حيث أخبر اوباما القيادة الاسرائيلية بأن عليها المحافظة على وجود شريك فلسطيني، وأن حديث وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن التطوير الاقتصادي هو تأكيد على الحفاظ على هذا الشريك وفي ذلك مصلحة لاسرائيل.
وتؤكد المصادر أن ما قام به الرئيس الأمريكي منذ اليوم الأول في ولايته الثانية، ليست خطوات ارتجالية أو وليدة الساعة، بل هي نتيجة لجلسات نقاش وتشاور طويلة بين القوى المؤثرة في الادارة الامريكية وجهات يهودية تجتمعان على دعم مصالح اسرائيل، فأوباما يقود اليوم توجها يهدف الى تحقيق حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني بملامح مقبولة اسرائيليا، ويمكن في نفس الوقت تمريره في الساحة الفلسطينية، متمنيا باعتراف اسرائيل بدولة فلسطينية مريحة للأمن الاسرائليي، فتحركات جون كيري ليست عشوائية، وهو ليس شخصا هاويا، يتجول في المنطقة للسياحة واضاعة الوقت، بل ينفذ سياسة موضوعة ومرسومة وواضحة لانجاز حل مبتكر للصراع الفلسطيني الاسرائليي، لا يعالج ولا يخوض في المسائل والقضايا الجوهرية، أي مجرد هيكل اتفاق خال من اي مضمون.
وترى المصادر أن الاسبوعين القادمين سيشهدان مساع نشطة لانجاز اتفاق برتوش اقتصادية، يساهم في كسر “الطوبة” الأولى في طوق العزلة الدولية، وتطوير حال الانفتاح الاقليمي الذي تعيشه اسرائيل هذه الأيام مع الدول العربية، ودول الخليج بشكل خاص.
سيريان تلغراف