قد يكون شهر آذار/مارس تحديدا قد شهد مقتل أكثر من 6 آلاف شخص بكثير ، وفقا لإحصائيات غير رسمية . هناك خبراء كثر اتفقوا ضمنيا على أن سقوط هذا العدد الضخم يتزامن مع أمرين في غاية الأهمية . الأول ، زيادة وتيرة تسليح المعارضة . والثاني ، تدفق المقاتلين المدربين جيداً إلى سورية .
في بلجيكا أقرت الحكومة بوجود شباب بلجيكيين يقاتلون إلى جانب المجموعات المسلحة في سورية ، عددهم يصل إلى ما بين 50 و 80 شخصا ، إضافة إلى متطوعين من هولندا المجاورة .
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية غيرهارد شيندلر أكد بدوره أن نفوذ الإرهابيين المرتبطين بتنظيم “القاعدة” يتزايد في صفوف المعارضة السورية . وهو ما يتفق مع تقارير أمريكية وبريطانية وفرنسية .
بينما نشرت وزارة الداخلية البريطانية تقريرا عن وجود نحو مئة بريطاني يقاتلون في سورية . وأن هناك عددا آخر من فرنسا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي .
كل هؤلاء سيعودون ، حسب مصادر أمنية واستخباراتية ، إلى بلادهم عبر تركيا حيث مقر التدريب الذي تشرف عليه عناصر من استخبارات تركية وأخرى تابعة لحلف الناتو . ويبدو أن هناك مراكز تدريب أخرى قد تكشف عنها التقارير الاستخباراتية قريبا .
العدد الإجمالي للأوروبيين ، الذين يقاتلون في سورية ، بحسب الإحصائيات التي تذكرها السلطات الرسمية في الدول الأوروبية يصل إلى بضع مئات من الأشخاص . ولكنها تقديرات تقريبية جدا ؛ فمن الممكن أن العدد يفوق ذلك بكثير . إذ أن الجزء الأكبر من المسلحين جاء من منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا ، وعلى رأسها ليبيا وتونس ومصر . إضافة إلى أفغانستان والعراق والبوسنة .
لنفترض حسن النية ، وأن السلطات الأوروبية غير قادرة على ضبط حدودها ومواطنيها ، ولكن ماذا بشأن تدفق الأسلحة إلى المسلحين في سورية ، وهو الأمر الذي يربط الخبراء والتقارير الاستخباراتية بينه وبين تزايد أعداد القتلى في شهر مارس تحديدا ؟
بعض الدول الداعمة للمقاتلين ينفي على استحياء عملية التسليح ، والبعض الآخر مصمم على ضرورة التسليح ولكن فقط للمعارضة غير المتطرفة ..
إذن ، فمن أين وصلت كل هذه الأسلحة إلى سورية ؟ ومن يزود المسلحين بها ، خاصة وأن الحدود مع تركيا مفتوحة تماما ، والحدود مع العراق ولبنان لا يمكن ضبطها ؟ ولا يمكن أن نتجاهل البحر الأبيض المتوسط .
والسؤال الأهم ، كيف سيتعرف موردو السلاح على هوية المسلحين وإذا ما كانوا متطرفين أم معتدلين ؟
سيريان تلغراف