شهدت دمشق وريفها أمس 1/4/2013، يوماً عنيفاً بامتياز، حيث استهدفت مدفعية الجيش السوري وراجماته الصاروخية صباحاً، أماكن تحصن مقاتلي جبهة النصرة في الغوطة الشرقية وبساتين دوما وجوبر وزملكا وعربين وببيلا وحتيتة الجرش وجسرين، كما استهدفت المدفعية المعضمية، والجهة الشرقية من داريا، فيما تركز القصف المدفعي والصاروخي على العتيبة، التي تعد من أهم حصون جبهة النصرة.
وقال مصدر عسكري لـ”عربي برس”، أن الجيش السوري بدأ صباح اليوم 2/4/2013 بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في منطقة العتيبة، تستهدف أكبر حصن لمسلحي جبهة النصرة، وهو عبارة عن مدرسة قاموا بتحويلها إلى ثكنة عسكرية بشكل كامل، وذلك بتقوية جدرانها بالإسمنت المسلح، وتطويقها بمضادات أرضية “م. د” ومضادات جوية”م. ط”، فضلاً عن تواجد مئات المسلحين الذين يتمركزون في محيطها، وعدد غير معروف من القناصين.
هذا وقامت وحدات عسكرية سورية “مشاة”، بعدة عمليات استباقية في الحجر الأسود ويلدا وأطراف التضامن ومخيم اليرموك، تمكنت خلالها من قتل عدد كبير من مقاتلي جبهة النصرة، إلى أن ردت التنظيمات الإسلامية الفلسطينية المتعاونة مع جبهة النصرة، بمحاولة استهداف قوات الجيش السوري بمدفعية 107، وقذائف هاون و”آر بي جي”، سقطت جميعها قرب “دوار البطيخة”، دون تسجيل أي إصابة في صفوف الجيش السوري أو قوات الدفاع الوطني الفلسطينية التي تسانده.
فيما قصفت جبهة النصرة بقذائف الهاون كل من جرمانا وعش الورور وباب توما وحي تشرين، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا أو جرحى.
إلى ذلك، قال “مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق”، أن 34قتيلاً قد سقطوا خلال مواجهاتهم مع الجيش السوري، وقال أنه وثق مقتل 109 أشخاص”مجهولي الهوية”.
كما نشرت تنسيقيات الثورة السورية صوراً لمقاتلين من جبهة النصرة، قتلوا في معارك دمشق، وتداولت صفحات سلفية جهادية صوراً لمقاتلين عرب منتمين لجبهة النصرة قتلوا في المعارك ذاتها.
أما في مدينة جوبر، فقد رصد “عربي برس” حالة هروب شبه جماعية لعدد كبير من مقاتلي الجيش الحر من المدينة، وقال “مازن الـ” أحد مقاتلي الجيش الحر: “لقد انتميت للجيش الحر بعد فتوى من إمام مسجد الحي، ولم أبرح مكاني في الشارع الذي أقطن به، وحصلت من إمام الجامع على بندقية”كلاشنكوف” و 6 مخازن احتياطية، و 12 قنبلة يدوية، مقابل مرتب شهري 15ألف ليرة سورية”.
وحول سبب هروبه قال مازن: “دخلت جبهة النصرة إلى جوبر بأعداد كبيرة، ولم أعرف منها أي شخص، ومن ثم أعادوا ترتيب تموضعنا القتالي، وعينوا على كل مجموعة من الجيش الحر عنصراً منهم كي نقاتل تحت أمره، فأصبحت حبيساً لديهم، إلى أن تغيبت يوماً عن صلاة الفجر، فحكم علي بـ70 جلدة، ما دفعني للهروب مع مجموعة من أصدقائي المنتمين للجيش الحر، كما أن هناك حالات هروب بشكل كثيف”.
وعن آلية الهروب التي اتبعها مازن قال: “جبهة النصرة لا تقف بوجه من يريد الهرب من الرجال، ولكنها تتمسك بالنساء والأطفال فقط، بحجة أنها تريد حمايتهم، ولكن الحقيقة أنهم يريدون اغتصاب النساء، بناءً على فتاوي دينية تحلل ذلك”.
سيريان تلغراف | سليم ريشة – عربي برس