كشفت مصادر مطلعة أن الاستخبارات الصهيونية نجحت خلال الأيام الأخيرة في تنفيذ “غارة نوعية” على المعبد اليهودي في ضاحية “جوبر” شرقي دمشق ، ونقل محتوياته كلها إلى خارج سوريا عبر الأراضي الأردنية والتركية بالتعاون مع “لواء الإسلام” الذي يسيطر على المنطقة .
وقال مصدر مقرب من الحاخام السوري ابراهيم حمرا ، زعيم طائفة اليهود العرب السوريين الذي غادر سوريا إلى إسرائيل في العام 1994 ، إن مجموعة كوماندوز مؤلفة من حوالي 15 شخصا ينتمون لوحدة “الفهود اليهودية السوداء” وصلت إلى “جوبر” مطلع الأسبوع الحالي بالتعاون مع جهات أمنية أردنية وتركية ومع “لواء الإسلام” الذي يسيطر على المنطقة ، وقامت بإنقاذ محتويات المعبد من المخطوطات والمقتنيات النفيسة التي لا تقدر بثمن ، بما في ذلك نسخة من التوراة تعتبر من أقدم النسخ في العالم ، قبل نقلها بحراسة “لواء الإسلام” ومجموعات أخرى من “الجيش الحر” إلى خارج سوريا عبر طرق مختلفة ، كاشفا أن فريق الكوماندوز انقسم في طريق العودة إلى أكثر من خمس مجموعات مؤلف كل منها من شخصين أو أكثر يحمل معه جزءا من المخطوطات للحيلولة دون فقدانها كلها في حال وقعوا في أيدي الجيش السوري .
وطبقا للمصدر ، فإن عناصر الكوماندوز كانوا في معظمهم من اليهود العرب العراقيين والمغاربة واللبنانيين الذين تنكروا بزي “مجاهدين إسلاميين” ، بينما تولت سيارات حربية تابعة لعصابات “الجيش الحر” حماية عناصر الكوماندوس حتى الحدود الأردنية والتركية عن طريق التتابع .
وبحسب المصدر السوري “اليهودي” ، فإن اتخاذ القرار بتنفيذ العملية حصل قبل نحو ثلاثة أسابيع فقط حين تعرض المعبد لقذائف هاون دمرت أجزاء من جدرانه الخارجية وبهوه الداخلي وكادت أن تدمره نهائيا .
وعندها بادرت الجهات الإسرائيلية المعنية إلى الاتصال بجهات تركية وأردنية طالبة المساعدة في إنقاذ محتويات المعبد من خلال القنوات التي تقيمها الدولتان مع “الجيش الحر” .
وأكد المصدر أن “المجلس العسكري في الجيش الحر” بمحافظة درعا ، الذي يلتقي بالاستخبارات الإسرائيلية على نحو منتظم في عمان منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي برعاية المخابرات الأردنية ومشاركة عنصر الارتباط بين الطرفين أحمد المصري (ممثل المعارض ميشيل كيلو و”المنبر الديمقراطي” في الأردن) ، لعب الدور الأساسي في العملية ، لاسيما في مرحلتها الثانية التي نجحت في إخراج المقتنيات من الأراضي السورية .
يشار إلى أن السلطات السورية المعنية رممت المعبد قبل بضع سنوات في سياق عملية واسعة كان مقررا لها أن تشمل ترميم المعابد اليهودية في مختلف المحافظات السورية، وهي العملية التي توقفت بعد انفجار الأزمة في سوريا ربيع العام 2011 .
سيريان تلغراف