تقول دوائر اسرائيلية أن مصر تحتاج الى سبع سنوات على الاقل حتى تستعيد عافيتها ، وسوف يتخلل هذه المدة صراع قوي مستميت بين الجيش وحماعة الاخوان المسلمين التي مهمتها التغلغل في كل عصب من أعصاب الدولة معتمدة على طريقتين :
الأول : التغلغل والسيطرة على مفاصيل الحكم وبشكل خاص المؤسسة العسكري، وحملة التعيينات في الجيش المصري مؤخرا انتهت باستبعاد مخضرمين في المؤسسة العسكرية، وهي اخف الشرور بالنسبة لنظام الاخوان، وانتقالية مرحلية استعدادا للانقضاض على كل مفاصل المؤسسة العسكرية من خلال الاستعانة بضباط ليسوا من الصف الأول من أبناء الجماعة كانوا قد تسللوا في السابق الى صفوف الجيش .
الثاني : من خلال ضخ الأموال واعادة احياء الاقتصاد وبشكل خاص اعادة احياء العصب الأهم في القطاع الاقتصادي المصري وهو السياحة .
تونس.. استقرار مفقود وأساليب غير ديمقراطية
أما بالنسبة للاوضاع في تونس، تقول الدوائر أن هذه الاوضاع لن تتغير، ولن يكون هناك استقرار حقيقي، والصراعات في هذا البلد مرتبطة بالطبيعة الاجتماعية، وفي محاولات الاسلاميين تأسيس قواعد متينة لهم تسمح بالبقاء في الحكم سنوات طويلة قادمة، ولو كان ذلك عبر استخدام طرق وأساليب غير ديمقراطية.
قرار ضرب الدولة السورية .. هدف اسرائيلي
وتقول الدوائر أن ما يهم اسرائيل بشكل اساسي هو العاصفة الموجودة في سوريا، هذه العاصفة التي لن تهدأ لسنوات، وهدفها الاساسي اعادة تقسيم سوريا، وما يهم اسرائيل من هذا التقسيم الجديد، هو المناطق الجنوبية وتحديدا المقطع الجنوبي القريب من الحدود مع الجولان.
وتضيف الدوائر أن القتال في سوريا يمكن أن يستمر لسنوات طويلة قادمة وصحيح أن الجيش السوري يتعرض لحالة انهاك، وهو موجود في حرب استنزاف،لكن، التدخل الميداني من جانب الجيش ما زال محدودا، ولم يتم الاستعانة بكافة الوحدات والقطاعات.
وتؤكد الدوائر أن قرار ضرب سوريا اتخذ، واسرائيل تتساوق معه، لأنه يقطع انبوب تغذية حزب الله والقادم من طهران مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى جنوب لبنان ، وهذه ليست مصلحة اسرائيلية فقط، بل أصبحت مصلحة عربية، لكن الدوائر لا تستبعد أن يتم التوصل في النهاية الى تسوية سياسية، وحجم الاطراف الرابحة والخاسرة وشكلها ستحدده حالة الميدان والواقع على الأرض.
تطورات أسقطت الأخطار التي تهدد اسرائيل
وتقول الدوائر أن الحالة العربية المستجدة أسقطت العديد من العناصر التي كانت على قائمة الاعداء المحتملين لخوض حروب ومعارك معهم، وهذه القائمة تواصل تقلصلها وانكماشها منذ بداية الحرب الامريكية على الارهاب، ومرت بمحطات كثيرة في العراق ومناطق اخرى، واشارت الدوائر الى أهمية استبعاد القوة العسكرية المصرية من قائمة التهديد الاستراتيجي لاسرائيل بفضل معاهدة كامب ديفيد ، والآن لا تهديد بحرب شاملة من مصر وسوريا.
واحتمالات انزلاق الاوضاع نحو مواجهة مع الجيشين المصري والسوري في أدنى مستوى من التقديرات، لكن، يجب الحذر من ظاهرة أخرى قد تتنامى في المرحلة المقبلة لتصبح تحديا لا يمكن تجاهله واغماض العين عنه، وهو تصاعد قوة مجموعات “جهادية” تنشىء لها جيوبا بعيدة عن تأثير النظام المركزي كما هو الحال في سيناء، غير أن التهديد الأكبر هو الخطر الايراني ، وهذا ما يقلق اسرائيل وأمريكا بنفس المستوى والقدر.
سيريان تلغراف