لم يسلم الشعب العربي السوري و قيادته القومية الصامدة و المقاومة و الممانعة من أشكال التظليل و الكذب و تشويه القيم الدينية بكل ما تعني هذه القيم و تم تطويعها لخدمة المشروع التأمري القذر كالطائفية والقتل و ارتكاب المجازر وتحميلها للجيش العربي السوري العقائدي و لم تفلح الفتاوى التي سخرتها القدرات المالية الخليجية التي جندت علماء دين أمثال القرضاوي و … العلم و الدين منهم برئ فإن دماء كل الأبرياء الذين قتلوا في سوريا و غيرها من الدول العربية هي في رقبة القرضاوي و حلفاؤه الذين يدفعون للمحرًض و القاتل على قتل الأبرياء كي يصلوا إلى مبتغاهم في تفكيك الشعوب العربية و من ثم احتلالها ونهب ثرواتها و لم يحصدوا غير العار و الذل من الناس فيما عند الله سيكون العقاب أشد قساوةً و إيلاماً ومع كل هذه القدرات والامكانيات والجرائم لم يفلح المتآمرون في تركيع الشعب السوري الأبّي بل عاش عبر تاريخه مرفوع الهامة لا يحني قامته و لا تسقط رايته بل صمدت وستبقى صامدة لتعانق السماء .
لقد تجاوزت جرائم العصابات المافياوية التي تتخفى تحت عباءة الإسلام الفارغة من الأخلاق حدودها حين خططت و نفذت هذه الجريمة الشنعاء التي لا تغتفر لتطال أيديهم القذرة الشيخ الشهيد العلامة محمد البوطي خيرة العلماء في وقت صلاة العشاء داخل المسجد مع مجموعة من المصلين و اغتيال العلامة الكبير الإمام البوطي جاء لتوجيه عدة رسائل ملغمة للشعب العربي السوري و منها نستنتج أن العصابات المافياوية بدأت بانتهاج اسلوب جديد في الإجرام و هو اسلوب الصهاينة حيث يتم تجنيد عملائهم من أشخاص بعيدين عن الشك ليزرعوا في عقول عامة الشعب الشكوك لتبدأ مرحلة الشك القاتل و هو سلاح ذو حدين يقتل صاحبه قبل أن يقوم بارتكاب أي جريمة و هذا الاسلوب الصهيوني هو القاعدة الأساسية التي تعتمد عليها أميركا و اسرائيل مصدر الارهاب في العالم لتحقيق النصر بحروبهم .
و قد أثبت العلماء أن حرب الأعصاب و الحروب النفسية هي الحروب المدمرة بقوة أكبر و على نطاق أوسع من الحروب العسكرية من حيث نتائجها المضمونة التي لا تحتاج إلى بذل مجهود كبير .
و جريمتهم النكراء هي الدليل القاطع على بداية التخلص من فقهاء الدين الإسلامي الحنيف لينقص عددهم و يزيد عدد شيوخ الفتنة في العالم و هكذا تسهل مهمتهم في تشويه الدين الإسلامي الحنيف من جهة و لنشر جهادهم على الطبقة الغير مثقفة من جهة أخرى ليسهل عليهم في ما بعد تجنيدها بشكل أفضل و أن هذه الجريمة هي البداية لاغتيالات شخصيات مهمة على الصعيد الديني و السياسي و هذا بحد ذاته رسالة لعامة الشعب أن الجيش الحر قد وصل إلى ذروته في البطولة و حقق نصراً و نجاحاً كبيراً و هذا من أجل تغطية خسارتهم في السيطرة على مدينة دمشق و حلب و هذه آخر ورقة يلعبون بها على وتر الدين و الطائفية لإثارة الفتنة و ليدب الرعب و الذعر بين عامة الشعب السوري فمن إحباطهم و خوفهم لن يمارسوا حياتهم بالشكل الطبيعي و لن يمارسوا طقوسهم الدينية المعتادة و بالتالي الشعب السوري سينهار من كثرة الضغوطات عليه و يستسلم للأمر الواقع و يتخلوا عن تأييدهم للسيد الرئيس بشار حافظ الأسد و لكن الشعب السوري شعب ما زال يرفض الذل و يأبى الركوع و لن يستسلم و سيحارب من أجل نيل الحرية من الصهاينة و العصابات المافياوية و إلا سيكون مصيرنا كالعراق فمنذ تسع سنوات حتى الآن ما زال العراق يعاني من الدمار و الخراب و التهجير الذي لحق به و لكنهم أخطأو الهدف فسورية ليست العراق و لن نستسلم فإما بالوطن أو بالكفن الشيخ محمد سعيد البوطي هو أكبر شهداء سورية عمراً و أكبر شهداء سورية قدراً و علماً و سمحاً و من أعمال الشهيد العلّامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الخيرية العظيمة قام في عام 2005 ببيع بيته ليتبرع بثمنه لحركة حماس أبان حصار غزة و سيسجل التاريخ أن الفكر التكفيري الذي قتل الإمام علي بن ابي طالب في مسجده هو ذاته الذي قتل سماحة العلامه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ذات الفكر التكفيري تتناقله أياد مجرمة عبر التاريخ ليطال علماء و مفكري و مبدعي و محدثي هذه الأمة فللتاريخ رجال و للزمن حكاية و رواية لقد استطاعوا أن يخطّوا البداية و لكن نحن من سيخط نهايتهم إلى الجحيم بورك التراب الذي سيحضن هامتك العظيمة و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا على فراقك يا شيخ بلاد الشام لمحزونون سلام على روحك الطاهرة و بورك التراب الذي سيحتضن هامتك العظيمة .
سورية عصية عن الهزيمة و شعبها لا يركع إلا سجوداً لله تعالى .
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)