Site icon سيريان تلغراف

نيزافيسيمايا غازيتا : هل يخضع المسلحون للحكومة المؤقتة السورية ؟

انتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إسطنبول يوم الاثنين 18 مارس/آذار غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة السورية. ويرى مراقبون أن المتمردين سيرفضون الخضوع للحكومة الجديدة لاسيما مع تنامي دور الإسلاميين الراديكاليين ميدانيا.

ويعول الائتلاف على التحكم في المناطق التي سيطر عليها المتمردون والحصول على المساعدات المالية من الخارج لاستعادة الرقابة الإدارية، حيث تسود الفوضى. ولكن الائتلاف يأمل أولا وقبل كل شيء في أن تعترف الدول الأخرى بحكومته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، مما سيتيح لها شراء الأسلحة واستخدام الأرصدة المجمدة.

ويرى غيورغي ميرسكي المستشرق الروسي البارز أن ما يجري هو تكرار للنموذج الليبي. سيتم تشكيل الحكومة أولا، ثم تفرض منطقة حظر الطيران على الحدود مع تركيا، حيث سيتركز الجيش السوري الحر وسيحصل على السلاح والدعم من الغرب. وقال ميرسكي إن “الأسد الذي يتوقع مصير صدام حسين ومعمر القذافي في انتظاره، سيوجه كل دباباته إلى هناك، مما سيؤدي في أي حال من الأحوال إلى استمرار التصعيد. سيسير الأسد حتى النهاية، مدركا أنه لا يوجد شيء يفقده. وفي هذه الحالة هناك سيناريوهان محتملان لتطور الأحداث. فإما ان يعمد الاشخاص المقربون من الأسد الى إسقاطه ، وإما ان يستمر في الحكم لمدة عامين آخرين، ولكنه سيخسر في نهاية المطاف لا محالة”.

ومن المقرر أن تقوم الحكومة الانتقالية بدفع مبالغ مالية لمسلحي الجيش السوري الحر، وهو ما تقوم به السعودية وقطر حاليا، وتوزيع الأسلحة عليهم، مما قد يوحد المجموعات الميدانية المتفرقة تحت مظلتها. إلا أن المراقبين يرون أن أغلب المتمردين يرفضون الاعتراف بسلطة زعماء المعارضة لاسيما وأن عددا كبيرا منهم يقيم بالخارج. حتى إذا كان هؤلاء أشخاصا مهتمين بالحوار، فعلى أية حال، لن يخضع من يقاتل ويحسم نتيجة الحرب للسادة المقيمين في فنادق خمس نجوم في باريس وزيوريخ والقاهرة، بحسب ميرسكي.

ومن المشكوك فيه أن تتمكن الحكومة السورية البديلة من تهدئة المتطرفين الذين يزيد وزنهم ويشكلون هيئاتهم الاجتماعية والسياسية.

وأشار ميرسكي إلى تنامي دور أشخاص لهم صلة بتنظيم “القاعدة” مع استمرار الحرب.

وأضاف أن “الجيش السوري الحر والائتلاف بزعامة الخطيب قد ابتعدا إلى المشهد الخلفي. لا يحسم الأمر في إسطنبول، وإنما في دمشق وحلب، حيث تدور المعارك.

وقد وصل الإسلاميون المتطرفون إلى الواجهة خلال العام الماضي هناك، ليحولوا الحرب إلى مواجهة طائفية ويستقطبون السنة تحت علم الكفاح من أجل استئصال الهيمنة العلوية”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version