رئيس حكومة “سوريا الشمالية” عضو في مجلس أنشأه المحافظون الجدد ، ومهمة “الحكومة” الجديدة فصل شمال سوريا عن جنوبها وتوقيع عقود مستقبلية باسم الشعب السوري !؟
خطت سوريا يوم أمس خطوتها الجدية والعملية الأولى باتجاه التقسيم ، الفعلي أو التقسيم بقوة الأمر الواقع ، بعد أن عين “الائتلاف الوطني لعملاء الولايات المتحدة وتركيا والخليج” رئيسا لـ”حكومة مؤقتة” فرضته واشنطن ، بوصفه أحد عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية منذ عشر سنوات على الأقل ، وفق ما أكده مصدر لبناني مقرب من “القوات اللبنانية” في واشنطن . فبعد فشل عدة محاولات سابقة ، نجح “الائتلاف” يوم أمس في اختيار الكردي ـ السوري ـ الأميركي “غسان هيتو” رئيسا لحكومة “سوريا الشمالية” ، كما يفترض أن يكون اسمها عمليا في مقبل الأيام .
وهيتو من مواليد دمشق العام 1963 وهو المدير التنفيذي في شركة لتكنولوجيا الاتصالات في الولايات المتحدة ، وعمل على مدى 25 سنة في شركات عالمية في مجال التكنولوجيا والاتصالات . لكن ما لم يذكر عنه أنه أحد مؤسسي “مجلس العلاقات الأميركية ـ السورية” الذي أنشأه المحافظون الجدد في العام 2005 من سوريين مقيمين في الولايات المتحدة ، قبل أن تتولى وكالة المخابرات المركزية الأميركية إداراته من وراء الكواليس . ويقيم المجلس المذكور علاقات وثيقة مع اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ، المتمثل بمنظمة “إيباك” ، وكذلك مع لوبي “القوات اللبنانية” ، وفق ما أكده أحد أصدقائه مساء أمس .
في السياق نفسه ، كشفت مصادر مطلعة أن وكالة المخابرات المركزية خصصت 60 مليون دولار لـ”الحكومة” الجديدة بهدف إنفاقها على إقامة هياكل إدارية محلية شمال سوريا منفصلة عن هياكل الدولة الإدارية ، وبما يكرس عملية الانفصال بقوة الأمر الواقع .
أما مهمة “الحكومة” فهي توقيع وإبرام عقود اقتصادية وتجارية باسم سوريا مع تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة ، وهو ما يمكن وصفه بإعادة سوريا إلى ما قبل العصر الصناعي ، أي تدمير أوسع مساحة ممكنة من سوريا ومن بناها التحتية ، بحيث تتولى شركات الدول المشار إليها “إعادة إعماره” لاحقا بموجب العقود التي ستوقعها هذه “الحكومة” باسم الشعب السوري .
وهو شبيه بما كان يفعله رفيق الحريري خلال الحرب الأهلية ، كما أكدت الوثائق التي كشفت لاحقا ، حيث كان يمول الميليشيات على طرفي خط التماس ويطلب منهم تدمير وسط بيروت التجاري من أجل أن ينشىء مكانه لاحقا شركة “سولدير” التي سيطرت على وسط بيروت وشردت سكانه الذين لم يزالوا بدون تعويضات أو مأوى حتى الآن !!
سيريان تلغراف