تطرق الكاتب الاسرائيلي أمير أورن في مقال له في صحيفة هآرتس تحت عنوان «شيفرة الشمال» إلى التوتر السائد حاليا على الحدود بين إسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة أخرى، وكتب يقول: القوات الجوية والبحرية لإسرائيل وسوريا اصطدمت بينها في المرة الأخيرة في معركة الفرق والأسراب الجوية في تموز 1982 وفي معركة جوية لحظية – في تشرين الثاني 1985. منذ ربع قرن، الجبهة السورية هادئة، ولكن قابلة للانفجار – ويشهد على ذلك الفزع الذي ألم بالحكومة وبهيئة الأركان في الصيف المتوتر لعام 2007. منذ نحو 3 سنوات ونصف السنة وقائد المنطقة الشمالية هو جادي ايزنكوت، بعد استقالة اللواء أودي ادام من منصبه، يطارده فشله في لبنان، رفض ايزنكوت ان يتسلم المنصب
دون التقدم مع الفلسطينيين لن يكون تقدم مع السوريين. المبادرة هي في يد الاسد، الذي يستطيع العمل عسكريا في جملة من الاساليب: بصواريخ ارض ارض، للكوماندوس الذي يتسلل الى جبل الشيخ او الى بلدة درزية في الجولان، في عمليات حزب الله، وكبديل أخير اضطراري – لتحريك المدرعات نحو الخط. ستقع جلبة، والامريكيون سيتدخلون والمسيرة ستستأنف بأجواء من التصميم السوري لاستعادة الكرامة والأرض. من أقوال ايزنكوت وهكوهن يتبين ان للجيش الاسرائيلي في السيناريوهات المختلفة “ردا” ولكن ليس لديه جواب. اذا ما قرر الاسد اقتداء أبيه في 1973، وضرب اسرائيل لاصابتها بجراح، في قواعدها الجوية ومنشآتها من البنية التحتية وعزتها، فانها لن تتمكن من منعه من تحقيق انتصار في الوعي وفي السياسة، مهما كان الثمن العسكري والاقتصادي الذي ستجبيه منه.
هذه هي شيفرة الشمال، التي يعمد قادته على حل لغزها للجمهور الاسرائيلي الذي سيتحمل نتائجها. وفي صالحهم يحتمل ان يكونوا يخشون اجتياحا للارض المجردة من السلاح التي بين القيادة السياسية والعسكرية او تخوفهم من ان يكشفوا امام السوريين عن المزاج في القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي. وفي طالحهم، فان هذه خيانة لمسؤوليتهم العليا وهي منع حرب لا داعي لها