لم يتفق الكرادلة في اليوم الاول من التصويت على اسم من سيخلف بنديكتوس السادس عشر في الكرسي البابوي بالفاتيكان. وتصاعد الدخان الاسود من مدخنة كنيسة سكستينا كرمز عدم اتفاق الكرادلة.
وكان الاجتماع قد بدأ بعد انتهاء القداس في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار. وعلى مدار عدة الايام القادمة سيواصل الكرادلة اجتماعهم لانتخاب البابا الـ266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. ويشارك في الاجتماع 115 كاردينالا.
وقبيل بدء انتخاب البابا خطب في المجتمعين بروسبير غريك كاردينال مالطا (87 عاما) والذي لا يحق له المشاركة في الاجتماع بحكم كبر سنه. وبعد ذلك بقى في كنيسة سكستينا فقط الكاردينالات وأفراد الخدمات الذين أدوا القسم على عدم كشف اسرار اجتماع الكرادلة. وتم ختم بوابة الكنيسة.
وبعد التصويت سيقام القداس الرباني وبعد ذلك سيتوجه الكرادلة الى دار القديسة مارتا حيث يمضون ليلتهم حتى الصباح. وفي يوم الاربعاء والايام التالية سيجرون التصويت اربع مرات في اليوم حتى ينتخب البابا عندما يحصل أحد المرشحين على 77 او أكثر من مجموع 115 صوتا. واجتماع الكرادلة الحالي هو الـ 25 في تأريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يعقد في كنيسة سكستينا.
علما ان متوسط أعمار الكرادلة الناخبين يبلغ 72 عاما. وغالبيتهم يمثلون اوروبا – 60 كاردينالا، بينما يمثل 19 كاردينالا امريكا اللاتينية و14 – امريكا الشمالية و11 – افريقيا و10 – آسيا وواحد من اوستراليا.
والآن يمكن تسمية ما لايقل عن 10 من كبار رجال الكنيسة الذين يمكن يحصلوا على الرداء الابيض لبابا روما الـ 266. ويعتبر انجيلو سكولا رئيس اساقفة ميلانو (71 عاما) من أقوى المرشحين الايطاليين ، وهو يترأس واحدة من أكبر الابرشيات في العالم ويتمتع بمكانة رفيعة في الاوساط الكاثوليكية الدولية وضمنا بفضل رئاسته للجمعية الخيرية “الواحة”(Oasis) التي أسسها. ويذكر من بين المرشحين الآخرين لمنصب البابا جان فرانكو رافازي(70 عاما) رئيس المجلس البابوي للثقافة وهو من رجال اللاهوت المعروفين والمتضلع في دراسة الانجيل ، وكذلك انجيلو بانياسكو(70 عاما) رئيس مؤتمر الاساقفة الايطالي.
وغالبا ما يتكرر من بين المرشحين الاجانب إسم مارك كويليه (68 عاما) غير المعروف كثيرا لعامة الناس والذي يترأس لجنة شؤون الاساقفة ذات النفوذ الكبير.
من الطبيعي ان يتوقع كثير من المراقبين الدوليين من اجتماع الكرادلة الحالي مرة أخرى صدور قرار ثوري بإنتخاب “بابا أسود” مثلا لأول مرة في التأريخ. ويوجد بين المرشحين السود الكاردينال النيجيري فرانسيس ارينزه(80 عاما) الذي لن يشارك في التصويت بحكم كبر سنه لكنه يتمتع بعلاقات ممتازة مع ادارة الفاتيكان. لكن يتمتع بفرص أكثر لأن يغدو أول افريقي يشغل الكرسي الرسولي بيتر توركسون(64 عاما) الكاردينال من غانا رئيس المجلس البابوي “العدالة والسلام”.
ولدى الحديث عن المرشحين من أمريكا اللاتينية غالبا ما يذكر اسم اوديليو شيرير (63 عاما) البرازيلي الالماني الأصل كبير اساقفة سان باولو صاحب النفوذ الكبير. كما لا يجوز تجاهل أول كاردينال من هوندوراس اوسكار ماردياغا كبير اساقفة تيغوسيغالبا رئيس المنظمة الخيرية المعروفة في العالم “كاريتاس”.
وطبعا ستكون خطوة ثورية حقا بالنسبة الى كنيسة روما الكاثوليكية انتخاب احد ممثلي “العالم الثالث” الآخرين لشغل الكرسي الرسولي. والمقصود بالأمر لويس تاغله (55 عاما) كبير اساقفة مانيلا الذي تسلم طاقية الكاردينال الحمراء من يدي بنديكتوس السادس عشر أبان الاجتماع الاخير للمجمع المقدس في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012.
سيريان تلغراف