أكدت مصادر خاصة أن تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات السورية إلى ريف اللاذقية وصلت إلى أماكن تمركزها على تخوم المناطق المتوترة في الريف، فيما شهدت أحياء في المدينة مداهمات، توازياً مع قصف مدفعي استهدف مناطق جبل التركمان بالريف. وقالت المصادر إن تعزيزات عسكرية تمثلت بالدبابات وعناصر من القوات الخاصة مدعومة بعناصر من وحدات الدفاع الوطني التي تم تدريبها مؤخراً مزودين بالرشاشات والبنادق الآلية والأسلحة المتوسطة وصلت إلى أماكن تمركزها على تخوم المناطق المتوترة في الريف الشمالي من المحافظة.
وتوقعت المصادر أن تبدأ هذه القوات عملياتها في الأيام القليلة المقبلة في إطار عملية التطهير الشامل للريف الذي تعمل عليه القوات السورية على أن يشمل كافة خطوط الجبهة تزامناً مع عمليات مشابهة من ريف إدلب الغربي المجاور للاذقية، وباتجاه الحدود مع تركيا.
وفي إطار العمليات العسكرية بالريف، قال مصدر رسمي في المحافظة إن أغلب العمليات تركزت يوم السبت باتجاه منطقة جبل التركمان ومحيطها، توازياً مع استهداف خطوط النقل والإمداد التي تستخدمها الميليشيات المسلحة، وأوضح أن هذه الميليشيات عملت على تغيير خطوط الإمداد وجعلت من منطقة كنسبا حلقة وصل بين الأراضي التركية وبين أماكن تمركزها، فقامت المدفعية باستهدافها حين تجمع عشرات المسلحين في مدرسة خان الجوز وأدى ذلك إلى مقتلهم جميعاً.
وأضاف المصدر إنه تم القضاء على ثلاثة من قادة الميليشات منهم اثنان يتبعان لجبهة النصرة الإرهابية هما “أبو طلحة الزرقاوي” أردني الجنسية و”أبو زبيدة الدرني” ليبي الجنسية، والثالث سوري يدعى “عبد الحكم باريش” قائد ما يسمى “كتيبة أنصار أم المؤمنين عائشة”، كما تم جرح عدد من قادة كتائب أخرى منهم “عبد الحكم خطاب” و”هيثم طبنجا”، موضحاً أن ذلك تم في إطار عملية نوعية قامت بها الجيش السوري في قرية “عين العشرة” بريف اللاذقية، وأسفرت هذه العملية أيضاً عن مقتل ١٩ إرهابياً آخر ووقوع عدد من الجرحى.
واستهدف القصف المدفعي بلدة ربيعة والمناطق المحيطة بها، في إطار التمهيد المدفعي والجوي للعملية العسكرية المرتقبة، وقال المصدر ذاته إن الطيران العمودي والمدفعية استهدفت أوكاراً للإرهابيين في بلدة ربيعة وقرية عين الحلوة القريبة، فيما تحدث ناشط معارض عرف عن اسمه بـ”محمد الشيخ” بأن الطيران العمودي ألقى قنابل عنقودية على البلدة والقرية.
وتابع المصدر بالقول: أن وحدات الدفاع الوطني وقوات الجيش السوري اشتبكت مع مجموعتين ارهابيتين مسلحتين في قريتي “بيت شرق” و”الخضرا” وكبدتهما خسائر فادحة، حيث سقط جميع أفراد المجموعتين بين قتيل ومصاب، مشيراً إلى أن هذه العملية تأتي في إطار التقدم البري للقوات السورية في الريف.
إلى ذلك، نفذت وحدات من الأمن السوري عمليات مداهمة في أحياء “علي جمال” و”قنينص” و”بساتين الريحان” ألقت خلالها القبض على عدد من المطلوبين والمشتبه بهم، وقال مراد، صاحب محل تجاري في حي “علي جمال” أنه حضرت منذ الصباح سيارات محملة بعناصر الأمن إلى الحي، ونفذت عمليات مداهمة لعدد من البيوت قامت على إثرها باعتقال عدد من الأشخاص المطلوبين والمشتبه بانتماءهم أو تعاملهم مع الميليشات المسلحة في الريف، وخاصة في جبل التركمان، باعتبار أن الغالبية من سكان المنطقة المستهدفة هم من التركمان. وقال أبو عامر، أحد سكان حي قنينص أنه بعد المداهمة تم اعتقال عدد من الأشخاص فيما ذكر “أبو رامز” من بساتين الريحان أن المداهمة استهدفت وكراً قيد التجهيز لمجموعة مسلحة وتم خلالها إلقاء القبض على عناصر المجموعة ومصادرة ما بحوزتهم من أسلحة ونقود.
وفي جبلة، قامت قوات الدفاع الوطني بإلقاء القبض على عدد من المنشقين بعد تسللهم إلى أحد المنازل في المناطق المحيطة بالمدينة، وذكر مصدر إعلامي في المدينة أن قوات الدفاع الوطني ألقت القبض على عدد من العساكر المنشقين في منطقة “جب جويخه” عرف من بينهم (رضوان متعب الحسين من جبلة، أدهم مصطفى السخطة وجمال أكرم درويش ومحمد عبد الرزاق بلبل وأحمد عبدو ياسمين من اللاذقية).
سيريان تلغراف