بعد بضع ساعات فقط من اختتام المباحثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ، أعلن مصدر في الوفد الأمريكي عن احتمال انعطافة هامة في سياسة البيت الأبيض تجاه سورية. والمقصود بذلك على وجه الخصوص تزويد المعارضة السورية بمنظومات معينة من السلاح، وتقديم المساعدات الإنسانية لها مباشرة. وأوضح المصدر الأمريكي أن بلاده ستتخذ هذه الخطوة في حال فشل المفاوضات بين دمشق الرسمية وخصومها ،علما بأن هذه المفاوضات لم تبدأ بعد.
ومما لاشك فيه أن التصريح ، الذي صدر عن أوساط مقربة من كيري ، يحظى بموافقة أمريكية على أرفع مستوى. وهو من حيث المبدأ لا يتناقض مع الاتفاقات التي جرى الحديث عنها بعد اختتام المباحثات الثنائية بين لافروف وكيري، ولكنه يغير بعض الشيء في أهمية الجوانب التي ركزت عليها الاتفاقات. وتجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية كانت تتنظر مثل هذه اللهجة المتشددة من الخارجية الأمريكية. وتضيف الصحيفة أن كيري سيشارك يوم 28 شباط / فبراير في لقاء “مجموعة أصدقاء سورية ” في روما.
ومن المعروف أن معارضي بشار الاسد كانوا ينوون مقاطعة هذا اللقاء احتجاجا على موقف الغرب المتقاعس من نظام دمشق، ولكنهم وافقوا على حضوره بعد الوعود التي قطعها كيري بأن اللقاء لن يقتصر على الكلام ، بل سيتخذ قرارات ملموسة بشأن النزاع السوري.
وفي المحصلة وجد رئيس الدبلوماسية الأمريكية نفسه في وضع صعب، إذ سيتعين عليه بعد اجتماعه بلافروف أن يشرح لخصوم الأسد أنهم لن يستطيعوا الحصول على مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية قبل استنفاد كافة الوسائل الدبلوماسية للتسوية في سورية.
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أكدتا – حسب تصريحات لافروف – تفهمهما المشترك لعدم جواز استمرار العنف في سورية، وتصميمهما على بذل كل الجهود من أجل توفير الشروط الملائمة لانطلاق الحوار في أقرب وقت بين الحكومة والمعارضة. ومن جانبها علقت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند على لقاء برلين، فلفتت الانتباه إلى لافروف وكيري ناقشا سير تنفيذ ما يسمى “اتفاقات جنيف” الخاصة بسورية، إذ أن كلا من موسكو وواشنطن تفسر على نحو مختلف نتائج اجتماع جنيف الذي أسفر عن خطة لتسوية النزاع السوري سلميا.
ويعود تباين الموقفين إلى أن الاتفاق جاء حصيلة حل وسط في غاية الصعوبة، واتصف بقدر من الغموض في العديد من صياغاته. ورغم ذلك تأمل موسكو بأن يقنع كيري المعارضة السورية بتشكيل فريقها للاجتماع بممثلي دمشق الرسمية. وتخلص الصحيفة إلى أن خطوة كهذه من طرف معارضي الأسد ، ولو كانت محض شكلية ، قد تدفع إلى الأمام بعملية الحوار بين المعسكرين المتواجهين في سورية.
سيريان تلغراف