Site icon سيريان تلغراف

فشلوا بالجملة وانتصر الأسد .. بقلم مفيد سرحال

«خلصت وفشلت» عنوان احد مواقع التواصل الاجتماعي السورية المؤيدة للنظام، هذا العنوان بات يصلح دون ادنى شك لخواتيم الحرب الكونية الهادفة الى شطب سوريا من معادلة المنطقة دورا وموقعا وقوة اقليمية وازنة تعيق مذهبة المنطقة ودفعها مجزأة للاعتراف بالكيان الصهيوني كجزء من الخارطة الجديدة المشرّحة طائفيا وتحت مسمى «الدولة اليهودية».باختصار، تقول مصادر في الاكثرية الحرب على سوريا «خلصت وفشلت» وحطت المؤامرة احمالها بين ظهراني قوى اقليمية ودولية تلوك عجزها وتبحث عن سبل التخفيف من وطأة الفشل في تحقيق الاهداف المعلنة والمضمرة من استهداف آخر معاقل الممانعة والمقاومة في امة العرب، وبدلا من سايكس بيكو جديدة ابتكرها وخطط لها العقل الغربي المتفصل مع العقل اليهودي ينتظر العالم «يالطا2» بين الروس والاميركيين لتوزيع مناطق النفوذ تحت سقف ثبات النظام ورسوخ ركائزه والنظام العالمي الجديد المتعدد الرؤوس ما كان ليستولي او بالحد الادنى ان يضع الروس مع الاميركيين على طاولة الندية العالمية بدلا من القطيعة الاحادية لولا الحسم العسكري المتسارع للجيش العربي السوري في مختلف ميادين النزاع الدامي والمترامي كبقع الزيت الملتهبة في غالبية المدن والارياف السورية، ممسكا بزمام المبادرة الميدانية في قتال استثنائي عجزت عنه كبريات الجيوش دون نسيان العمليات النوعية التي اعتمدت الجهد الاستخباري والعملياتي في آن وابرزها تحرير المدن وزرع الضباط والعناصر في قلب الجماعات المسلحة وتوزيع الهدايا الامنية على دول اقليمية انغمست في الحرب ضد سوريا.
فالمعلومات التي قدمتها الاستخبارات السورية للحكم في الاردن تضيف المصادر نفسها منعت السقوط المدوي للحكم الملكي تحت وطأة الارهاب والعمليات الامنية المعقدة ضد المملكة ومؤسساتها ومسؤوليها.
ايضا السعودية تضيف المصادر، نالت نصيبها من المعلومات الدقيقة حول تحركات مجموعات ارهابية كانت تتحضر لزعزعة استقرار المملكة وتقويض الحكم فيها، وبالتالي فإن سوريا قيادة واجهزة باتت تمسك بأدق التفاصيل المتعلقة بالحراك المسلح في المنطقة وآليات اشتغاله دعما وتدريبا واهدافا وابرز النجاحات اصطياد خلايا تابعة للموساد وضباط يهود دخلوا سوريا بجوازات سفر عربية وتركية وكان في رأس اهتماماتهم وجهدهم الوصول الى ترسانات الصواريخ وشيفراتها واماكن تخزين الاسلحة التكتية السورية.
اما الصيد النوعي تقول المصادر في الاكثرية فتجلى بإلقاء القبض على الضابط السوري الفار رياض الاحمد في عملية استخبارية ناجحة لوحدات النخبة في الجيش السوري داخل الاراضي التركية والذي رشح منه معلومات خطرة ووقائع محرجة سيكون الاعلان عنها بمثابة صاعقة تحل على تركيا وبعض الدول الخليجية خاصة قطر نظرا لتقاطعات الدور الاسرائيلي في تخريب سوريا وتفتيتها وتشتيت جيشها وقدراتها العسكرية والامنية والاقتصادية.
وتقول معلومات متابعة للشأن الميداني في سوريا: ان الجيش السوري خاض الـ48 ساعة الماضية معركة حاسمة في ريف دمشق لا تخلو من جهد استخباري خارق حيث دفع بالعشرات من قادة المعارضة المسلحة الميدانيين الى محرقة قصف على مفاصل عمل اساسية وقادة بارزين ومتخصصين في مجال التفجير واستخدام الاسلحة الثقيلة وان من تداعيات هذه المعركة هو فقدان الجماعات المسلحة للقدرة على اعادة تنظيم الصفوف وتجميع القوى وتحولها الى شراذم لا فاعلية عسكرية لها..».


وتقول المعلومات: لقد اعطت التغييرات في القيادات السعودية لصالح مقربين من القيادة السورية، اعطت مؤشرات واضحة على تعاط مغاير من قبل السعوديين مع النظام وخاصة ان السوريين بالمعلومات التي قدموها للسعوديين انقذوا السعودية من كارثة حقيقية في امنها واقتصادها وشعرت من دعم الجماعات المسلحة انها ستكون لاحقا على لائحة الاهداف بعد ان تستقر الامور لصالح هذه الجماعات في سوريا ولن تنجو السعودية ولا الاردن وحتى تركيا من بصماتها في حين بادرت الامارات جهارا الى اتخاذ الحيطة وشن حرب استباقية على هذه القوى، والامر نفسه ينطبق على الاوروبيين الذين بدأوا كما قادة تركيا يتلمسون الخطة القاتلة لاحمد داود اوغلو مهندس الحراك العربي فالتراجعات بشأن الملف السوري ستكون بالجملة ولن تحصى التصريحات من الان وصاعدا باتجاه تغيير زاوية النظر حتى تأتي القمة الروسية – الاميركية وتبلور الحل النهائي في المنطقة ومن ضمنه تفاهم سعودي ايراني وايراني اميركي قطع شوطا الى الامام وسيعيد للسعودية دورها المحوري الصانع للوحدة الاسلامية مع ايران واقصاء دور قطر الذي صنع السلفية المتطرفة ورعاها بحيث باتت تشكل قلقا للعديد من الدول الاسلامية والعربية في المنطقة ولم تنجح في مصر وتونس وليبيا في ارساء قواعد حكم مستقر بقدر ما قدمت نموذجا للفوضى واللاأمن..
وتقول المعلومات: ان هذا المناخ الدولي والاقليمي الذي اقر بانتصار سوريا جيشا وقيادة وارتفاعا في المنسوب الشعبي المؤيد للنظام خاصة بعد الغارة الاسرائيلية على مركز البحوث السوري بات اسير امر واقع فرضه النظام السوري وقيادته الشجاعة ورئيسه الذي اثبت جدارة وكفاءة وصلابة غير مسبوقة في هكذ استحقاقات.
وتتخوف المعلومات من قيام اسرائيل بإرباكات امنية في الساحتين اللبنانية والعراقية بعد ان فشلت غارتها في توسيع رقعة الاشتباك من جهة او تحقيق اهداف نوعية في قصفها الجوي او ان تكون بدلاً عن ضائع للتدخل الدولي المكبل بالفيتو الروسي علما ان سوريا حضّرت للرد ووضعت بنك اهداف الا ان التدخل الروسي حال دون ذلك كي لا تتدحرج كرة النار في المنطقة.
وتنصح المعلومات بالقول: لقد خسر كل من تآمر على سوريا وستتضح الخسائر تباعا اما الروزنامة الجديدة فهي مرسلة ما بعد بقاء انتصار الاسد ليس في سوريا وحسب بل طول المنطقة العربية وعرضها حيث سيبرز الاسد كأول رئيس عربي وسيؤسس لجبهة عربية واسعة ستشارك فيها معظم الدول العربية التي شهدت تآمرا وليس ربيعا عربيا وخاصة ان نجاح الثورات الارتدادية سيكون حاسما..».

مفيد سرحال | الديار

Exit mobile version