أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ، امس ، أن الاتحاد الأوروبي لن يرفع الحظر عن الأسلحة إلى المقاتلين السوريين طالما أن إمكانية الحوار السياسي لتسوية الأزمة ما زالت قائمة ، فيما اعتبر الرئيس التركي عبدالله غول أن حل الأزمة السورية يجب أن يتم عبر بلدان المنطقة ، وقلل من أهمية عدم مشاركة أي مسؤول سعودي في القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة الأربعاء الماضي ، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي انه شجع رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب على التحاور مع السلطات السورية ، مكرراً أن “الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة” .
وفي الوقت الذي تواصلـت فيه المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من ريف دمشق ، قمع مسلحو عصابات “جبهة النصرة” و “كتائب أحرار الشام” ، الذراع العسكرية الأساسية للمجلس الوطني السوري و “الائتلاف” ، تظاهرة معارضة للنظام السوري في محافظة ادلب ، وقاموا بنزع أعلام “الثورة السورية” وتكسير حواملها ، وهذه هي المرة الثانية التي يحصل فيها الأمر خلال أسبوع واحد .
وأعلن هولاند ، على هامش القمة الأوروبية في بروكسل انه لم تتم مناقشة موضوع رفع الحظر عن إرسال أسلحة إلى سوريا ، معتبراً أن الحظر “لا يمكن رفعه ، كما يرى بعض البلدان ، إلا إذا تأكد لنا انه لم تعد هناك أي إمكانية للحوار السياسي” ، وأضاف: “قبل أيام ، طرح رئيس الائتلاف (الخطيب) فكرة إجراء حوار مع نائب الرئيس السوري” ، وأوضح أن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي “ما زال متمسكاً بفكرة إجراء حوار سياسي ، على الرغم من الخلاصة المزعجة التي توصل إليها حول الوضع في سوريا” .
وكانت باريس ولندن من أكثر الدول الأوروبية الداعية إلى أن يعدل الاتحاد الأوروبي الحظر على الأسلحة إلى سوريا لتسليم أسلحة إلى المقاتلين .
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح ، ملمحاً إلى أن المعارضين يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة وأن السلطات السورية تتلقى الدعم من إيران ، وأعلن أن الأولوية بالنسبة لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن “الولايات المتحدة وسوريا أو إسرائيل” .
وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ، في تصريح لصحيفة “عكاظ” السعودية نشر أمس ، أن “إيران واثقة تماماً من التعامل الإيجابي من جانب النظام السوري مع المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب” . وأضاف صالحي “إننا واثقون من تجاوب الرئيس بشار الأسد مع المبادرة” ، مضيفاً أن “إيران شجعت الخطيب على الحوار مع الحكومة السورية أثناء مؤتمر ميونيخ ، وإيران على استعداد كامل لدعم الحوار بين المعارضة والحكومة السورية لقناعتها أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية” .
وقال غول ، للصحافيين الأتراك المرافقين له في القاهرة ، إن “الملف السوري كان من أهم الملفات والقضايا ، التي ناقشها الزعماء في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي ، حيث أن رؤساء الدول المعنية بالقضية التقوا وتبادلوا وجهات النظر ، واتفقوا على عدد من الأمور التي ستوضح تفاصيلها ، من قبل وزراء خارجيتهم” .
وأوضح غول أنه “التقى مع قادة المعارضة السورية على هامش القمة” ، معتبراً أن “حل القضية لا يكون من قبل الدول البعيدة عن سوريا بقدر ما يكون من دول المنطقة نفسها ، لأنها الدول التي تشعر بما يجري هناك من دمار” . وأشار إلى أن “القمة الثلاثية، التركية ـ المصرية ـ الإيرانية ، التي عقدت على هامش القمة ، كانت مثمرة من باب محاولة إيجاد حل للأزمة السورية ، إلا أن عدم مشاركة السعودية في الاجتماع ، لا يعني عدم اهتمامها بالملف ، ويبقى اتصال الأطراف معها ضرورياً” .
وكشف غول أن “تركيا وإيران جلستا حول طاولة حوار بشكل واضح وصريح ، برغم أن أنقرة تدعم تطلعات الشعب السوري الممثل بالمعارضة ، فيما إيران تدعم النظام” ، مشيراً إلى أن “وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيجري مباحثات في كل من عمان والرياض خلال الأيام المقبلة” .
في غضون ذلك ، استمرت المعارك العنيفة بين الجيش السوري وعصابات “جبهة النصرة” والمجموعات الوهابية الأخرى في محيط دمشق ، وسجل يوم أمس كثافة في استخدام سلاح الجو لضرب معاقل المسلحين الوهابيين في داريا وزملكا وجوبر والقابون .
سيريان تلغراف