Site icon سيريان تلغراف

رئيس لبنان وآل طلاس والفضيحة الإماراتية المصرية .. بقلم جواد الصايغ

سرق الضابط السوري المنشق محمد حسن طلاس الأضواء من حادثة عرسال، وإستشهاد النقيب بيار بشعلاني والمؤهل إبراهيم زهرمان، بعد ان اصبح إسمه يتناقل بكثرة على السن السياسيين اللبنانيين الذين وعلى ما يبدو ملوا الحديث عن الكمين الذي تعرض له عناصر الجيش اللبناني، ووجهوا انظارهم إلى سورية حيث المعارك الدائرة اصبحت تهدد لحمة الميليشيات المسلحة.
محمد طلاس الضابط السوري المنشق الذي اوقف في البقاع بتهمة دخول الأراضي اللبنانية خلسة، وحكم عليه بالسجن شهرين ثم ترحيله إلى بلاده، إنضم إلى قافلة ضباط آل طلاس المشهورين، فإذا كان مناف طلاس قد إزدادت شهرته شهرة بعد إنشقاقه، وساهم برنامج “سكايب” في بزوغ نجم عبد الرزاق طلاس، فإن محمد طلاس بدأ يحنو نحو المجد بمساعدة لبنانية حيث أصبح الرجل بين ليلة وضحاها حديث البلد عقب المواقف التي صدرت إثر إعلان قرار ترحيله.
هو وهج “الثورة السورية” الذي دفع وما زال بمسؤولين عرب كبار إلى الخروج للحديث عن معاناة مواطنين سوريين عبر تسميتهم بأسمائهم، فبعدما خرج رئيس الجهورية الحالي في تونس المنصف المرزوقي على شاشة الجزيرة القطرية ليتهم النظام السوري بحرق زينب الحصني، وتقطيع اوصالها قبل ان تظهر الأخيرة على شاشة التلفزيون السوري حية ترزق لم يظهر عليها اي اثر لتشويه او تقطيع اوصال داحضة كلام المرزوقي، شدد رئيس جمهورية لبنان، والقائد العام لقواته المسلحة ميشال سليمان على “عدم ترحيل أي شخص سوري إلى سوريا تنفيذا لشرعة حقوق الإنسان”!!، واللافت ان كلام الرئيس اللبناني أتى عقب قرار المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت، بترحيل الضابط السوري الطبيب المنشق محمد حسن طلاس بعد قضائه مدة حكمه.


بعد كلام رئيس الجمهورية عن موضوع ترحيل الضابط السوري المنشق سرت احاديث بين اللبنانيين مفادها ان الرئيس سليمان قد توقف مليا عند الكلام الذي اطلقه الناطق الإعلامي بإسم ميليشيا الجيش السوري الحر لؤي المقداد، والذي كان قد توعد مسؤولي السلطات اللبنانية بأن “ساعة تسليم محمد طلاس للنظام السوري لن تكون كما قبلها، لإنكم ستذكرون ما قبل وما بعد جريمتكم إن حصلت”، مضيفاً ” قيام السلطات اللبنانية بتسليم الضابط السوري المنشق يعني المشاركة بجريمة قتله عمداً”.، لكن الوقائع قد تثبت ان قائد الجيش اللبناني السابق هدف من وراء إطلاق مواقفه بخصوص طلاس إلى تحقيق اهداف أخرى.
صحيح ان الرئيس ميشال سليمان لم يتمكن من فعل اي شيء إزاء قرار الإمارات العربية المتحدة بترحيل مواطنين لبنانيين من اراضيها رغم قيامه بزيارة الدولة الخليجية لثنيها عن قراراتها، لكن الرئيس نفسه قد يكون إنتظر الوقت المناسب ليرد الصاع صاعين، ويساهم عبر تصريحه الذي صدر بإحراج الإمارات التي سبق لها و(ان اقدمت على ترحيل معارضين سوريين لم يتخذوا من اراضيها قاعدة إنطلاق لتنفيذ هجمات عسكرية ضد الجيش السوري، بل جل ما فعلوه كان إقدامهم على تنظيمهم تظاهرات على اراضيها)، وبذلك يكون سليمان قد حشر السلطات الإماراتية امام المجتمع الدولي كاشفاً عدم إلتزامهم تطبيق شرعة حقوق الإنسان رغم توقيعهم عليها.
كلام الرئيس سليمان لم يستهدف الإمارات العربية المتحدة وحدها، فسهام الإنتقاد طالت ايضا جمهورية مصر التي كان قد سبق لها وان اصدرت قرارا بترحيل ثلاثة عشر مواطنا سوريا دون الإكتراث إلى شرعة حقوق الإنسان، ولهذا اصبح بإمكان والد الضابط بيار بشعلاني الإطمئنان لأن من يحمل لواء الدفاع عن شرعة حقوق الإنسان، لا بد وان يجد الوسيلة المناسبة في يوم ما لفتح تحقيق في موضوع حادثة عرسال.

جواد الصايغ | عربي برس

Exit mobile version