صحيفة “مير نوفوستيه” تسلط الضوء على فقرة من المراسلات التي جرت بين مؤسس إحدى الشركات البريطانية وأحد مدرائه جاء فيها أن واشنطن تدعم فكرة إيصال أسلحة كيميائية إلى حمص. وما علينا إلا أن نوصله إلى هناك، ونصور ذلك الحدث بالفيديو. أما السلاح موضوع الحديث فعبارة عن قديفة سوفيتية سنحصل عليها في ليبيا من بقايا الترسانة التي تركها نظام القذافي، مماثلة لتلك التي يمتلكها نظام الأسد. ويمكننا لهذا الغرض أن نستعين بكوادرنا الأوكرانيين الذين يجيدون اللغة الروسية، إن هذا الأمر لا يروق لي في الحقيقة، لكنهم سيدفعون لنا بسخاء نظير هذا العمل… ما رأيك؟.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة المذكورة تعمل في مجال تأمين مدربين عسكريين وتنفيذ عمليات سرية في أراضي الدول الأخرى. وهذه الرسائل تم اعتراضها بواسطة قراصنة، وقد عُثر عليها في سيرفر الشركة البريطانية، بالإضافة إلى السيرة الذاتية لرئيس الشركة، وصور لجوازات سفر الأشخاص المأجورين العاملين في الشركة.
ويرى الخبراء الذين اطلعوا على هذه الوثائق أن هذه الوثائق صحيحة دون أدنى شك، لكن الشركة البريطانية ووزارة الخارجية الأمريكية لم تعلقا على تلك الرسائل المثيرة للجدل. وإذا كان الأمر كذلك، فذلك يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها خططوا للقيام بعمل استفزازي كبير في سورية، لكي يقدموا ذرائع لقوات الناتو لشن هجوم على سورية.
في العام الماضي زودت الولايات المتحدة المتمردين السوريين بأقنعة مضادة للغازات. وجهزت السعودية 1400 سيارة إسعاف بأنظمة فلترة متطورة في حال التعرض لهجوم بالغاز السام. وتعمل الشركة البريطانية المتورطة في الحرب الخفية الدائرة في سورية في منطقة الشرق الأوسط منذ مدة طويلة. ومن أنشطة هذه الشركة تأمين مدربين عسكريين للحرس الوطني السعودي، ووضع خطط لتنفيذ عمليات تخريبية في إيران. من الواضح أن البريطانيين يعملون تحت رقابة صارمة تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لأصدقائهم الأمريكيين، وهم يفضلون الاستعانة بالمتعاقدين غير الرسميين. وإذا ما تسنى تأكيد الأدلة والبراهين المضبوطة فقد يؤدي ذلك لحدوث فضيحة عالمية.
سيريان تلغراف