Site icon سيريان تلغراف

السفير : “الجبهــة الإســلامية” تنافــس “النصــرة” بالارهاب

مع تحول «جبهة النصرة» في الآونة الأخيرة إلى كابوس يشغل بال العالم لدرجة إقدام أميركا على إدراجها في لائحة الإرهاب، تراجعت أسماء الكتائب والمجموعات المسلّحة الأخرى لحساب «النصرة» التي حازت الاهتمام كأكثر القوى تنظيماً على الأرض وقدرة على تنفيذ ضربات نوعية.

ولكن ما بدا واضحاً مؤخراً، بحسب تقرير لـ«معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، صعود نجم الجناح العسكري لـ«كتائب أحرار الشام»، الذي يعمل تحت اسم «الجبهة الإسلامية السورية»، التي بدأ نفوذها العسكري يتنامى في حلب وإدلب ومناطق أخرى.

من هنا يشير التقرير إلى ضرورة أن تتخذ واشنطن الإجراءات الكافية لتلحظ هذه الجماعات المتنامية، التي قد لا تقلّ خطورة وفعالية عن «جبهة النصرة».

وفي تعريف لعمل الجبهة، قال المتحدث باسمها عبد الرحمن السوري انها تتبع الأنظمة السلفية، وهدفها إسقاط نظام الأسد وحلفائه ثم تأسيس دولة تعتمد على الشريعة، وتركز على الدعوة في «التربية الثقافية والمساعدة الإنسانية».

وتضم «الجبهة الإسلامية السورية» 11 كتيبة موزعة على الأراضي السورية، وهي «حركة الفجر الإسلامية» (التي تنشط في حلب وجوارها)، و«كتائب أنصار الشام» (في اللاذقية ومحيطها)، و«لواء الحق» (في حمص)، و«جيش التوحيد» (في دير الزور)، و«جماعة الطليعة الإسلامية» (في مناطق إدلب الريفية)، و«كتيبة مصعب بن عُمير» (في ريف حلب)، و«كتيبة صقور الإسلام» و«كتائب الإيمان المقاتلة» و«سرايا المهام الخاصة» و«كتيبة حمزة بن عبد المطلب» (في دمشق). يُذكر أن الكتائب الخمس الأخيرة لم تسجل أي عملية على شبكة الانترنت ما يوحي بأنها غير ناشطة فعلياً على الأرض.

لا تختلف الشرعة التنظيمية لأهداف الجبهة عن غيرها من الجماعات السلفية، فهي تعمل على بناء الدولة وفق الشريعة الإسلامية. وفيما تنحو إلى طمأنة الرأي العام بعدم لجوئها إلى التكفير، تعتبر أن دور المرأة ثانوي، وحقوقها وفق التوصيف الغربي تتعارض مع الإسلام وتطالب بأن يصبح دين الدولة الإسلام.

ولكن ماذا الذي يفرق «الجبهة الإسلامية» عن «جبهة النصرة»، مع العلم أن الاثنتين تتشاركان التوجه الإيديولوجي ذاته؟ في الواقع، وبينما يبدو ارتباط «النصرة» بـ«القاعدة» في العراق واضحاً، لا يظهر أي ارتباط أو علاقة للجبهة الإسلامية مع القاعدة، ففيما تظهر «النصرة» على صفحة «فايسبوك» التابعة لـ«القاعدة»، تمتلك «الإسلامية» حسابها الخاص على «تويتر» و«فايسبوك».

من جهة أخرى، بدا لافتاً أمس التسجيل المصور الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه خطيب «جبهة النصرة» أبو حفص الليبي ليعبّر عن رفضه الشديد لمبادرة رئيس «الائتلاف» السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، متوجهاً للأخير بالقول «ثكلتك أمك».

ثمة الكثير مما يمكن استخراجه من هذا التسجيل، وإن كان لا يُعدّ جديداً ربما في سياق التهديدات السلفية التي تطلقها «جبهة النصرة». أبو حفص كان أشبه بجندي من العهد الجاهلي، يحمل سيفاً طويلاً يهدّد به بأن «قتله لن ينفع، فهناك الكثير من أبو حفص، وأحسن منه».

أوصى الحضور، الذي بدا شديد التأثر وبعضهم كان يبكي، وهو يلوّح بالسيف بأن الحوار لن يكون إلا به (السيف)، مؤكداً «الرؤوس قد أينعت وحان وقت القطاف». (التسجيل المصوّر على الرابط http://www.youtube.com/watch?v=Obrz6I37HJ4).

ومن التسجيلات المصورة التي انتشرت أمس، كان هناك واحد أظهر قيام مسلحين معارضين في سوريا بإعدام ثلاثة أشقاء، أحدهم كان ينتمي لـ«الجيش السوري الحر»، وشخص رابع قريب لهم، بعد اتهامهم بالتعاون مع الجيش السوري، وقتل أحد المسلحين.

كما أظهر تسجيل ثان مجموعة من المسلحين تنتمي إلى «كتيبة المهاجرين والأنصار»، التي تتبع «لواء صقور الشام»، وهم يذبحون رجلا قائلين إن إعدامه جاء «عقابا له على محاربة الله».

سيريان تلغراف

Exit mobile version