Site icon سيريان تلغراف

مع شيخ سعودي مجاهد في سورية لحظة بلحظة

نفر الشيخ السعودي “عثمان آل نازح” إلى أرض الشام، مع بداية هذا العام، ووصل إلى ريف اللاذقية حيث نشط في صفوف “الجهاديين” لنشر العقيدة الوهابية وإقامة دورات خاصة بهذا المجال، وكانت له مشاهدات وآراء حول مواضيع مختلفة تتعلق بالأزمة السورية، حيث كان حريصاً على التغريد على موقع تويتر أولاً بأول منذ وصوله إلى أرض الشام.
الشيخ “عثمان آل نازح” حاصل على دكتوراه في أصول الفقه حديثاً من جامعة يوسف، واصبح عضواً في الهيئة التدريسية في جامعة الملك خالد قبل أن يصدر قرار بفصله من الجامعة بسبب ميوله القاعدية بحسب ما اتهمته به السلطات السعودية آنذاك، وقد اعتقل لفترة قصيرة ثم أفرج عنه ليخرج بعدها إلى الأراضي السورية.
وحسب الشيخ آل نازح فإن عدم النفير يوجب العذاب عملاً بالآية القرآنية “ألا تنفروا يعذبكم الله” وهذا يلقي ضوءاً كافياً على سبب نفيره إلى سورية فهو كما يقول “القتال من أجل الدين” ويضيف مصرحاً “نريد شريعة ربانية لا ديكتاتورية ولا ديمقراطية، لا شرقية ولا غربية أمةً وسطاً” بحسب تعبيره الذي يخلط عن قصد بين كلمات من آيات مختلفة لا علاقة لها ببعضها البعض.

ولم يذكر الشيخ آل نازح كيف دخل إلى سورية وعن طريق أي معبر، واكتفى بالإعلان عن وصوله بمساعدة “أحرار الشام” إلى ريف اللاذقية في الرابع عشر من شهر يناير حيث دخل قرية “سلمى” لدى كتيبة صقور العز وسط أجواء من الأنس والانشراح كما قال.
وعلى الفور بدأ نشاطه في نشر العقيدة الوهابية والترويج لها وذلك بشرح الأصول الثلاثة للجهاديين الذين بحسب رأيه أكثر ما يحتاجون إليه هو العلم، والأصول الثلاثة هي رسالة من تأليف مؤسس الوهابية الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وفي محاولة منه للتمجيد بمؤسس الوهابية وإضفاء هالة التقديس عليه فقد ذكر أنه عند قيامه بشرح كتاب الأصول الثلاثة كان كلما ذكر اسم “الشيخ محمد بن عبدالوهاب” تسقط قذيفة بالقرب منهم، فالتفت إلى من حوله وقال لهم: إن كلام الشيخ أشد عليهم من القتال.
وبحسب الشيخ فقد رأى بين صفوف الجهاديين جنسيات مختلفة “ليبيين ومصريين ومغاربة وتوانسة وشيشانيين ومن الخليج واوربا” وأنهم كانوا “يدخلون الشام لمناصرة اخوانهم ويرجعون الى بلادهم ثم يعودون بلا مسائلة واعتقال”، وذكر أنه التقى فرنسياً بلحية بيضاء أسلم منذ فترة قصيرة يرابط في ريف اللاذقية مع من سماهم “المجاهدين”.


ونظراً لكثرة المقبلين على “العلم” فقد اقترحوا على الشيخ أن يقوم بتنظيم دورات متكاملة لدراسة العقيدة الوهابية، وقد وافق لأنه لاحظ أن الكثير من أئمة المساجد يحتاجون لمن يبين لهم وجه الحق في المسائل الاعتقادية وذكر أن أكثر من عشرة خطباء أرسلوا له يريدون معرفة المذهب الحق في الصفات، وأن قادة الكتائب العسكرية يحتاجون إلى دورات توعية بحسب قوله، وأن قضاة المحاكم الشرعية بأمسّ الحاجة إلى دورات في الشريعة.
ويبدو أن فكرة الدورات لنشر المذهب الوهابي كانت أصغر من تطلعات الشيخ فقرر إقامة معهد شرعي لعدة مستويات، وحثَّ العلماء ورجال الدين للحاق به ومساعدته في هذه المهمة الشريفة كما وصفها، وقال أنه “ليس من يفتي أهل الثغور وهو جالس على الأرائك كمن يأتي بنفسه وينظر”. ومن أجل تشجيع العلماء للقدوم إلى أرض الشام فقد أطلق الشيخ مشروع عشرة أيام في الشام دعوة وجهاد وطلب علم
ومن أغرب مشاهدات الشيخ أنه التقى بـ “مجاهد” بريطاني كان جندياً شارك في الحرب على العراق لكنه ترك الخدمة وأسلم والتحق بالجهاد في بلاد الشام.
وتحدث الشيخ عن الخلافات التي تدور بين المجاهدين بسبب اقتسام الغنائم وقد حاول التخفيف من خطورة الاشتباكات التي تدور بين كتائب المسلحين بسبب هذه الخلافات حيث ذكر أنه سبقهم إلى ذلك من هو خيرٌ منهم يعني اختلاف الصحابة في معركة بدر والتي نزل بها وحي، لكنه لم يستبعد نشوب قتال بين الكتائب بسبب هذا الأمر حيث كرر التحذير منه أكثر من مرة، ورأى أن من أفضل الأمور التي ينبغي القيام بها هي الاصلاح بين المجموعات والكتائب حتى تحقن الدماء، مما يشير إلى خطورة المنازعات التي تحصل بين هذه المجموعات والكتائب وما يترتب عليها من سقوط قتلى في صفوفهم.
وفي إشارة إلى المخاوف من اندلاع القتال بين المجاهدين ومقاتلي الجيش الحر بعد سقوط النظام، قال الشيخ أنه التقى بمقدم منشق وأخبره هذا الأخير أن: من يطلب منا بعد سقوط النظام إخراج المجاهدين سنوجه البندقية إلى نحره”، ولا يخفى أن هذه مجرد محاولة من الشيخ لطمأنة المجاهدين ورفع معنوياتهم لأنه ذكر سابقاً حدوث اشتباكات بسبب الاختلاف على الغنائم فكيف إذا كان الاختلاف على تاج الغنائم اي السلطة ومناصبها؟.
هذا وما زال الشيخ السعودي في ريف اللاذقية حتى الآن، وقد ذكر في آخر تغريدة له أنه افتتح مركزين للدورات حول المذهب الوهابي.

سيريان تلغراف | عربي برس

Exit mobile version