Site icon سيريان تلغراف

“ديبلوماسية المجازر الثورية” تحصد قرابة مئتي قتيل في حلب وقرية “العامرية” في ريف حمص الشرقي

“جبهة النصرة” تعدم العشرات في “بسنان القصر” بعد عرضهم على “محكمة شرعية” !؟

كما في كل مرة يجتمع فيها “مجلس الأمن” ، أصبح مقدرا للسوريين أن يكونوا على موعد مع مجزرة جديدة ، حتى أصبح هناك شيء يمكن أن نسميه “ديبلوماسية المجازر الثورية”! ويبدو أن هذا النوع من “السياسة” هو الوحيد الذي تستطيع المعارضة الأميركية ـ الإسلامية في سوريا ممارسته !

فيوم أمس ، وبينما كان مجلس الأمن يستعد لعقد جلسة خاصة حول الوضع في سوريا ، يستمع خلالها إلى تقرير من المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ، كانت وسائل الإعلام تتناقل خبر اكتشاف عشرات الجثث في مجرى نهر قويق في حلب . ومن المفارقات المذهلة أنها المرة الرابعة التي تحصل فيها مجزرة بينما يكون المجلس على وشك الانعقاد . وهو ” تقليد” بدأ مع مجزرة “الخالدية” في مثل هذه الأيام تفريبا من العام الماضي ، والتي تكشف الأمر لاحقا عن أنها نجمت عن تفجير مبنى كان يقيم فيها مسلحو “الفاروق” في “الخالدية” ، حيث قتل وجرح أربعون من الرهائن والمسلحين معا ، حين انهار المبنى فوقهم جميعا !

هكذا كان مجلس الأمن يفتتح جلسته يوم أمس بخبر من حلب ، مرفقا بشريط وزعه الثوار الوهابيون ، يتحدث عن العثور على قرابة 80 جثة في مجرى نهر قويق الذي ينبع من تركيا ويعبر أحياء حلب ، بما فيها حي “بستان القصر” حيث عثر على الجثث ؛ لكنه النهر الذي توقف تماما منذ العام 1950 بعد أن أقامت الحكومة التركية سدا على مجرى النهر في أراضيها .  لكن الحكومة السورية قامت بتحويل قناة ري من نهر الفرات إليه في فترات لاحقة ، ما أعاد إليه الحياة .

الخبر هذه المرة جاء من نصاب المرصد السوري لحقوق الإنسان ، رامي عبد الرحمن ، الذي أعلن أن الجثث عثر عليها “في منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة” ، حسب تعبيره . وقال مصدر أمني سوري رفيع المستوى في حلب لوكالة «فرانس برس» إن «المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر (في جنوب حلب) خطفتهم مجموعات إرهابية بتهمة الموالاة للنظام» . وأشار إلى أنه «تم تنفيذ حكم الإعدام بهم في حديقة طلائع البعث في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة هذه المجموعات وإلقاء الجثث في النهر” ، مشيراً إلى أن «الإرهابي حفص أبو إسلام التونسي الجنسية نفذ العملية” .

واتهم المصدر «المجموعات الإرهابية باستدعاء وسائل الإعلام وانتشال الجثث أمامها من نهر قويق» . وأشار إلى «معلومات أكيدة مفادها أن بين المقتولين أناساً تم خطفهم وأهاليهم يعرفون بوجودهم لدى المجموعات الإرهابية المسلحة ، وقد حاولوا التفاوض معهم أكثر من مرة” .

الرواية الرسمية لا تخلو كالعادة من المنطق ، فقد أكد لنا مصدر محلي في حلب ، خبير بشؤون المنطقة ، أن النهر ـ وتحديدا في المنطقة التي عثر فيها على الجثث ـ لا يمكنه نقل أو جرف جثة واحدة لأكثر من بضعة أمتار بسبب ضعف قوة تياره ، فكيف بعشرات الجثث !؟ وهذا يعني أن أصحاب الجثث “قتلوا على نحو مؤكد في المكان نفسه” ، أي في منطقة “بستان القصر” التي يسيطر عليها المسلحون .

لكن الأهم من هذا كله ، ربما ، هو أن الحيثيات المتصلة بالمجزرة ، تتقاطع تماما مع المعلومات عن قيام “جبهة النصرة” الاسبوع الماضي باعتقال المئات من المخطوفين في “حديقة الطلائع” وأماكن أخرى من حي “بستان القصر” وتنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق العشرات منهم بعد عرضهم على “محكمة شرعية” أقامتها العصابة المذكورة في “ثانوية الطلائع” الواقعة في المنطقة ذاتها .

وطبقا للمصادر المحلية فإن العشرات من جثث المعدومين جرى دفنها في الحقول الزراعية الواقعة في منطقة “كرم القصر” الواقعة إلى جنوب الحي المذكور ، والمتاخمة تماما لـ”نهر قويق” ، أي المكان نفسه الذي عثر فيه على الجثث يوم أمس !!

حمص

على صعيد آخر ، ولكنه يتصل بالمجازر أيضا ، قد أقدم مسلحو “الفاروق” و “لواء خالد ابن الوليد” يوم أمس على تنفيذ مجزرة جماعية في قرية “العامرية” الصغيرة الواقعة على بعد حوالي 25 كم إلى الشرق من مدينة حمص ، والتي يصنف أهلها على أنهم “شبيحة النظام” بسبب انتمائهم المذهبي والطائفي .

وطبقا لشهادات أدلى بها ناجون من المجزرة لوسائل إعلام عالمية مساء أمس ، فإن المئات من المسلحين هاجموا القرية بالرشاشات ومدافع الهاون .

وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام من القرية بيوتا محروقة ومدمرة جزئيا بفعل قصف الهاونات ، وقال الأهالي إن أكثر من مئة من سكان القرية قتلوا أو جرحوا بعد أن اقتحم المسلحون القرية قادمين من بلدتي الرستن وتلبيسة الواقعتين إلى الشمال الغربي من القرية .

سيريان تلغراف

Exit mobile version