بعد خطف المسيحيين وتهجيرهم وإغتصاب نسائهم في الحسكة من قبل الإرهابيين، بدأ هؤلاء المجرمون بقتل المسيحيين في رأس العين، الذين بدأوا بالهرب والهجرة نحو مناطق آمنة أو إلى بلاد مجاروة، وهذا ما كان يسعى ويخطط له الإرهابيون، الذين لا يريدون الإبقاء على أي مسيحي في سورية، ويسعون إلى إقامة دولتهم التكفيرية، على جثث السوريين مسلمين ومسيحيين. حيث يلاحق هؤلاء المسيحي أينما ذهب، فلا يريدون تركه يعيش بأمان، ولا يحلو قتله بالنسبة لهم إلا عن طريق ذبح الوريد وقطع الأطراف، وإذا لم يهرب رب العائلة سيقتل وتغتصب بناته وزوجته، هذا ما وصل إليه حال المسيحي في سورية.
هذه الايام، يتعرض المسيحيون في رأس العين لتهجير كبير، وقد دخل الإرهابيون على أهالي المنطقة، وقتلوا من قتلوه وسرقوا ما سرقوه واغتصبوا بعض الفتيات وأخذوا بيوت الأهالي، وامهلوا من تبقى ساعات قليلة للخروج من المنطقة. ولم نسمع أية كلمة من الفاتيكان، أو أية دولة مسيحية لا أميركا ولا أوروبا، أو على الأقل مسيحيي “14 اذار” في لبنان، حيث لم يعد يهم “الحكيم جعجع” أي مسيحي وذلك لأنه لا يلبي مصالحه، وباتت الديمقراطية عند أميركا وأعوانها مجسدةً “بجبهة النصرة”.
وقال مصدر مسيحي من المنطقة لـ”الاخبارية اللبنانية ـ الخبر برس” إن “العتب ليس على قطر والسعودية ودول متطرفة، فهؤلاء يغذون الإرهاب بالمال والسلاح، ومعروفين بتطرفهم وتكفيرهم أي شخص من غير مذهبهم وطائفتهم، وهم الذين يحرضون على قتلنا وتهجيرنا وانتهاك حرماتنا، ولكن العتب على الفاتيكان الذي لم يتحرك جدياً لنصرتنا إلا بالكلام، وكذلك على أميركا ودول أوروبا والدول المسيحية المجاورة التي لم تنصرنا، وتقوي جبهة النصرة علينا وتعطيهم الغطاء، حيث يحصل بنا كمسيحيي العراق أيام الإحتلال الأميركي، حيث تهجر أكثر من مليون مسيحي كانوا يلونون النسيج العراقي، ودمرت الكنائس وقتل المصلون”.
وأكد المصدر للخبر برس أن “ما يحصل في رأس العين في سورية مهين جداً، ومناظر القتل والتهجير والإغتصاب تدمي القلوب، وسيسجل التاريخ مدى فظاعة الجرائم التي ترتكبها جبهة النصرة التكفيرية بحقنا. نأسف لكل ما يحصل، ويا ليت باراك اوباما (المدعي) يأتي ويرى الفتيات التي تم اغتصابها، والرجال الذين قتلوا، حتى أطفال يقتلون إذا بكوا، مناظر تجعلنا نبكي كثيراً”، مضيفاً “كنا نسمع كثيراً عن كربلاء وما حصل مع الحسين ابن علي، ولم نكن نفهم مدى جرم الذين قتلوه، حتى جربنا ذلك بعد أن دخلوا عناصر جبهة النصرة إلى المناطق المسيحية، وبدأوا باجرامهم، لا يعرف المرء ما يقول عن هذه الجرائم لأنها لا توصف”.
وأضاف “نشكر كل من قام بتقوية جبهة النصرة علينا لتقتلنا وتذبحنا، وهؤلاء سيصلون إلى مزابل التاريخ بكفرهم واجرامهم وظلمهم”، وتابع “اليوم نحن ليس لنا غير الجيش العربي السوري، الذي سيدخل المنطقة ويحمينا ويقتل التكفيريين، وعلى السوريين ان يعرفوا ان لا احد يحميهم غير ابناء بلدهم أبناء الجيش السوري، وان المرتزقة هم مجرمون يذبحون ويقتلون ويغتصبون من أجل المال”.
سيريان تلغراف | الخبر برس