Site icon سيريان تلغراف

بعد سوريا .. قطر متورطة بتمويل الجماعات المسلحة في مالي .. بقلم يوسف الصايغ

يظهر أن الربيع الذي تدعمه قطر لم يعد “عربيا” فقط بل تعداه الى كل ما يخدم مشروعها التدميري في أي بقعة على سطح الأرض سواء كانت عربية او غير ذلك مما يصب في خدمة مصالحها السياسية في تأمين سيطرة الجماعات السلفية الموالية لها على مقاليد الحكم في دول الربيع المزعوم، الى جانب تأمين مصالحها الاقتصادية المتمثلة بالسيطرة القطرية على مصادر الطاقة والنفط والغاز واستثمارها عبر شركاتها في خطوة للهيمنة على الاقتصاد العالمي.
وفي جديد الدور القطري المشبوه وبعد افتضاح دورها في دعم المجموعات المسلحة في ليبيا التي مهدت الطريق أمام ثورة طائرات الناتو التي عاثت قتلا ودمارا بذريعة “الربيع الليبي”، كما ان دور قطر لم يتوقف عند ما تم افتضاحه من تورط الدوحة في سوريا والذي بات واضحا كالشمس في تمويل وتسليح المقاتلين بهدف إقامة الإمارة الإسلامية وتحويل سوريا الى دولة الخلافة، فقد تم الكشف عن الدور الخبيث الذي تؤديه قطر في مالي والمفارقة ان أوساطا سياسية فرنسية هي التي وجهت الانتقادات للمهمة القطرية إزاء دعم الجماعات المسلحة في مالي وخاصة بعد استيلاء 3 جماعات منها وهي “القاعدة في المغرب الإسلامي” وجماعة “أنصار الدين” وحركة “التوحيد والجهاد” على شمال مالي.
وكان كل من زعيمة حزب الجبهة الوطنية في اليمين المتطرف مارين لوبان ، وميشيل ديسمين، الشيوعي في مجلس الشيوخ، نددا بالدعم المالي الذي تقدمه قطر لهذه المجموعات.
وتعقيبا على تصريح لحمد بن جاسم آل ثاني الذي اعلن فيه إن القوة لن تحل مشكلة شمال مالي، قالت لوبان :” قطر غير راضية عن التدخل العسكري الفرنسي في مالي لأنه يهدف إلى دحر الإسلاميين المتشددين الموالين لهذه الإمارة في كل أنحاء العالم”.
ونقلت صحيفة “لوكانار أنشينه” الفرنسية الإسبوعية في حزيران الماضي عن مصادر استخباراتية فرنسية أن أمير قطر منح مساعدات مالية للجماعات المسلحة التي احتلت شمال مالي، دون أن تذكر قيمة هذه المساعدات وطريقة منحها، مضيفة أن السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين في شمال مالي.


وفي تموز الفائت وجّه عمدة مدينة غاو في شمال مالي سادو ديالو ، اتهامات لقطر بتمويل الإسلاميين المتواجدين في هذه المدينة، ومما زاد من شكوك عمدة غاو حول طبيعة الدور القطري في شمال مالي، هو النشاط الإنساني الذي كانت تقوم به جمعية “الهلال الأحمر القطري” الصيف الماضي بشمال البلاد، حيث كانت توزع مساعدات غذائية لسكان غاو، وكانت وكالة “فرانس برس” نقلت عن عنصر من حركة “الجهاد والتوحيد” لم تكشف هويته حينها، “أن قطر كانت تساعد هذه الحركة لكي تتقرب من السكان”.
كما يرى خبراء فرنسيون أن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى علاقة ما بين قطر والجماعات الإسلامية المسلحة المتواجدة في شمال مالي. إذ يشير أندريه بورجو، وهو باحث في المركز الوطني للبحوث العلمية ومتخصص في شؤون مالي أنه بالرغم من عدم توفر أدلة دامغة عن وجود رابط بين الجماعات المسلحة وقطر، إلا أن هناك مؤشرات تدل على ذلك.
وبينما تنفي قطر الاتهامات الموجهة إليها وتبرر تواجد جمعية “الهلال الأحمر القطري” في غاو بذريعة تقييم الأوضاع الإنسانية والغذائية يرى رئيس المركز الفرنسي المكلف بالبحوث في مجال الاستخبارات إريك دينيسي ، أن قطر اعتادت لعب أدوار كثيرة في المناطق التي تتواجد فيها الجماعات الإسلامية، كما هو الحال في ليبيا وسورية. كما يقول مهدي لزار، وهو متخصص في علم الجغرافيا، في مقال نشرته أسبوعية ” الإكسبريس” ، أن العلاقات بين قطر والجماعات المسلحة ليست جديدة، بل سبق لهذه الإمارة النفطية أن مولت مدارس وجمعيات دينية في مالي، وأضاف :” مالي لديها ثروات نفطية كبيرة وتحتاج إلى استثمارات من أجل استغلالها وقطر تمتلك كل التقنيات والإمكانيات اللازمة لذلك. وأضاف أن ” قطر تسعى إلى رفع مستوى تأثيرها الاستراتيجي في دول غرب إفريقيا ودول الساحل وتريد منافسة السعودية في العالم الإسلامي”.

يوسف الصايغ | عربي برس

Exit mobile version