التقارير الامنية والسياسية والعسكرية في عواصم التأثير في المنطقة والساحة الدولية، بدأت تتحدث عن “المستحيل” بعينه، تحت عنوان “الأسد اجتاز محاولات اسقاطه وضرب الدولة السورية”.
(المنـــار) حصلت عبر مصادر خاصة واسعة الاطلاع على تقارير مفصلة تناقشها دوائر صنع القرار في الدول المشاركة في المؤامرة الارهابية على الشعب السوري وقيادته، وتكشف التقارير عن الأسباب والعوامل التي أوصلت الجهات الاستخبارية التي أعدت هذه التقارير الى هذه النتيجة.
تقول التقارير:
ان احداثا ميدانية واخرى تتعلق باعادة الحسابات في بعض الدول التي تشارك في الحرب على سوريا، تثبت استحالة تدمير الدولة السورية، واسقاط نظامها برئاسة بشار الاسد.
لذلك، بعض الدول التي تحاول البقاء على الحياد الايجابي والسلبي اتجاه الازمة السورية بدأت تتعامل مع هذه الازمة بشكل مختلف حتى أن السعودية تشهد أصواتا تتصاعد داخل النظام تدعو الى اعادة مراجعة ما أسمته التقارير بالتورط السعودي في الساحة السورية، كما أن دولا عدة في الخليج قدمت الكثير للارهابيين واستجابت لرسائل قطر والولايات المتحدة قد اصدرت مؤخرا قرارات لاجهزتها بمن فيها تلك التي تتابع ما يحدث في سوريا، بأن يقتصر الدعم الذي تقدمه تلك الدول في المرحلة المقبلة على المساعدات الانسانية فقط، وبشكل خاص المساعدات المقدمة للنازحين اضطرارا، وهذا ما تعتبره التقارير بداية تصدع في جبهة العمل السياسي والعسكري ضد سوريا، وتضيف التقارير أن دول العالم الغربي وبعض الدول الاقليمية التي تسرعت في الاعلان عن قرب سقوط الدولة السورية وقيادتها ستضطر قريبا الى التعامل مع هذه القيادة من جديد، كما أن الولايات المتحدة وفور تولي أعضاء الطاقم الجديد أعمالهم بصورة رسمية سيبدأون في عقد اللقاءات الثنائية مع ادارة الرئيس الروسي بوتين املا بالخروج من هذا الوضع السوري بأقل الخسائر للمصالح الامريكية.
وجاء في هذه التقارير أن التقديرات التي تصل الى غرف العمليات التابعة للجهات المساندة والممولة للعصابات الارهابية في سوريا تتحدث عن تراجع في الانتصارات وفقدان السيطرة على مواقع حيوية كانت عصابات الارهاب قد تمكنت من السيطرة عليها واحتلالها، كما أن الحديث عن “تكتيك الحفرة” بدأ يتردد كثيرا في غرف العمليات وهي استراتيجية يتبعها النظام السوري في استدراج اكبر عدد من الارهابيين الى اطراف المدن ليتم القضاء عليهم في ضربات جوية مركزية، وتشير التقارير الى أن الاستراتيجية التي ابتعت لاسقاط النظام السوري قد فشلت، وهي لم تحقق ما كانت الولايات المتحدة وغيرها تأمل بتحقيقه، وسقط الرهان على اسقاط دور الجيش خلال الازمة.
وتفيد التقارير الاستخبارية التي تحاول الجهات الداعمة للارهاب والعاملة على اسقاط النظام السوري ابقاءها بعيدا عن عيون الصحافة، تجمع على أن الجيش السوري هو صاحب المبادرة، وأن ما تخوفت منه الجهات الراعية للعصابات الارهابية، وحاولت تبديده أو تأجيله على الاقل قد بات أمرا واقعا على الارض، وهو الاقتتال الخطير بين العصابات الاجرامية، وفقدان السيطرة على مواقع استراتيجية في منطقة حلب، والانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري وضعت الموقف السياسي للولايات المتحدة ودول اخرى في وضع صعب للغاية على طاولة العمل السياسي التي أعلنت موسكو انها ستنصبها لتستقبل عليها من يرغب بحلول سياسية حقيقية للازمة السورية خلال الاسابيع القليلة القادمة.
كما أن خطاب الرئيس الاسد الاخير الذي كان مليئا بالتحدي والاصرار أغلق الباب أمام أية آمال وتمنيات بسقوط قريب للدولة السورية ونظامها الحاكم، كما شكل دفعة قوية ورفع من معنويات القوات العسكرية التي تقاتل في الميدان، كذلك، جاء خطاب الرئيس الاسد في مرحلة شهدت انتقالا في زمام المبادرة من أيدي الارهابيين وداعميهم الى أيدي الجيش السوري.
وجاء في هذه التقارير ايضا أن اطالة مدة الازمة السورية جعلت الكثير من الدول المشاركة في المؤامرة الارهابية على الشعب السوري أكثر تحفظا لعدم قدرتها على التغطية على ما تقوم به العصابات الارهابية على الارض السورية، خوفا من تحقيقات وملاحقات مستقبلية للمسؤولين عن الجرائم، والفضائح التي تتعلق بجرائم حرب، فالعصابات التي تقاتل في سوريا وتسفك دماء السوريين عبارة عن خليط غير متجانس بضم بعض العناصر التي انطلقت فرنسا وأمريكا ودول غربية لمحاربتها في دولة مالي، وهي العناصر نفسها التي عملت على استهداف المصالح الامريكية في افريقيا والسعودية واليمن والعديد من المناطق الاخرى، فالغطاء بدأ يتكشف شيئا فشيئا عن تلك العصابات ولم يعد بمقدور الحكومات التي سارعت الى الانضمام للمشروع الامريكي الصهيوني الجديد في الشرق الاوسط تسويق مواقفها أمام الرأي العام، ولم تعد التسميات البراقة التي يدمج فيها مصطلح “الحرية والاحرار” قادرا على طمس الهوية الحقيقية لمن حاولت الولايات المتحدة ودول في الخليج العربي كقطر والسعودية ترويجهم وتسويقهم على أنهم “محاربون من أجل الحرية”.
سيريان تلغراف