Site icon سيريان تلغراف

صمود الأسد .. والخيبة الإسرائيلية من الثورة السورية .. بقلم يوسف الصايغ

على عكس ما تسعى الغرف التي تحرك إعلام المعارضة السورية في أكثر من عاصمة غربية وعربية لتصوير النظام السوري بأنه لا يعادي اسرائيل وانه في هدنة غير معلنة معها، وفي دليل جديد على خيبة أمل إسرائيل من “الثورة السورية” التي كانت تنتظر منها العمل على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتوجيه ضربة قاصمة لظهر المقاومة في لبنان وفلسطين، وكسر محور طهران – دمشق المناوىء لمحور واشنطن – تل أبيب، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلا عن قائد المنطقة الشمالية، يائير غولان قوله أن صمود الرئيس الأسد يستند إلى ثلاثة معايير وهي: تماسك السلطة، الحصانة الاقتصادية، ونوعية العمل العسكري”. وخلص إلى أن “القيادة ما زالت موحّدة، والأسد صامد، صلب، لا يفرّ ولا ينكسر، خلافاً لما اعتقدنا، فقد ورث جينات والده حافظ الأسد”، وأكد غولان أن “كبار قادة الجيش لا يفرّون، وكان يفترض بالحرب الأهلية أن تقوّض اقتصاد سوريا، لكنّ ذلك لم يحصل بعد، رغم الأضرار الهائلة والتي تصل، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، إلى 90 مليار دولار”.


وفي سياق كلامه، رأى غولان أنّ “اتفاقية (سايكس بيكو) التي أبرمت قبل 100 عام تقريباً، وولّدت دولاً مثل العراق، سوريا، لبنان والأردن، تتهاوى أمام أعيننا والأنظمة تنهار، والدول تتفكّك. إن الأكراد على سبيل المثال، بعد القضاء على نظام صدام حسين، أقاموا لأنفسهم إقليماً مستقلاً شمالي العراق، وحين ينهار نظام الرئيس بشار الأسد، سيسعون للاتحاد مع أكراد شمالي سوريا. فيما سيقيم العلويّون إقليماً خاصا بهم، غربي سوريا، بجوار حلفائهم، شيعة لبنان. أمّا الدروز فسيسيطرون على جبل الدروز، ويستولي على مناطق أخرى قادة محلّيون، لتصبح سوريا اتحاد كانتونات ذات هوية إثنية”، على حد قوله.
من جهة ثانية تنقل الصحيفة عن قائد لواء “الحرمون” في جيش الاحتلال الاسرائيلي العقيد أريك حن ان المسلحين الموالين للمعارضة السورية في هضبة الجولان ينطلقون لمهاجمة مواقع الجيش السوري، ويقتلون الجنود، ويعودون إلى قواعدهم”، ويوضح حن بأنّهم “يفضّلون التحرّك مشياً على الأقدام على طول الحدود، قريباً قدر ما أمكن من السياج الأمني”، وبعضهم من عناصر الجهاد العالمي، يعملون واقعاً بغطاء من الجيش الإسرائيلي”.
وبحسب الصحيفة ، فإن “مصادر عسكرية اسرائيلية مقتنعة تماماً بأنّ بذور الحرب القادمة موجودة على الأرض حالياً في الجولان”، ورأت أن “المتشائمين منهم يتحدثون عن تدهور في غضون أسابيع، أمّا المتفائلون فيتحدثون عن أشهر معدودة”، وبحسب كلام المصادر فإن “لا مفرّ من توغّل عسكري إسرائيلي إلى العمق السوري، ومن ثمّ إقامة منقطة عازلة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي ويعمل فيها متعاونون محليّون، على طريقة جيش لحد (في جنوب لبنان ما قبل العام 2000)” ما يشكّل دليلا واضحا على الدور الذي تتوخاه اسرائيل من المعارضة السورية ان تلعبه، لا سيما في المنطقة الحدودية بين سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة حيث الخشية الإسرائيلية الدائمة من جبهة الجولان.

يوسف الصايغ

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

 

Exit mobile version