“الشيخ” معاذ الخطيب يغادر استانبول ويتوجه لمقابلة مرجعياته السياسية والدينية في الدوحة ، وقيادي في “الائتلاف” يقول إن الفشل “ضربة كبيرة للثورة” .
فشل “ائتلاف الثورة والعارضة” في تشكيل “حكومة منفى انتقالية” بسبب خلافات تتعلق بعدم وثوقية بعض أعضاء “الائتلاف” من أن الحكومة العتيدة ستلقى الدعم المالي والسياسي الكافي لتعويمها ، وهو ما دعا الشيخ معاذ الخطيب إلى مغادرة استنانبول إلى الدوحة للاجتماع بمرجعيته السياسية .
وقرر “الائتلاف” تأجيل مناقشة أمر الحكومة إلى لقاءات أخرى ربما أبرزها الاجتماع الذي دعته إليه الخارجية الفرنسية في 28 من الشهر الجاري. هذا فيما نعى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مهمة الأخضر الإبراهيمي ، معلنا أنه لا بارقة أمل لمهمته في سوريا .
وقال “الائتلاف” في بيان يوم أمس إنّه لم يتمكن من الاتفاق على حكومة انتقالية لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة .
وأشار إلى أنّه شكّل لجنة لوضع مقترحات بخصوص الحكومة ، وتقديمها للائتلاف خلال عشرة أيام بعد أن انفضت المحادثات دون الاتفاق على رئيس الوزراء الموقت .
وكان “الائتلاف” بدأ يوم السبت في اسطنبول اجتماعات هي ثاني محاولة للائتلاف لتشكيل حكومة. وقال أحد المعارضين البارزين (طلب عدم نشر اسمه) ، من داخل الاجتماع : «هذه ضربة كبيرة للثورة على بشار الأسد» .
وكشف عن أنّ نصف أعضاء الائتلاف يعارضون فكرة تشكيل حكومة انتقالية تماماً ، حتى بعد أن تخلى الائتلاف عن شرط سابق بالسماح لأعضاء الائتلاف بالعمل في الحكومة .
من ناحيته ، قال “الائتلاف” إنّ اللجنة ستتشاور مع قوى المعارضة ، و “الجيش الحر” والدول الصديقة لمعرفة آرائها بشأن تشكيل الحكومة ، وإلى أي مدى يمكن أن تراعي هذه الأطراف الالتزامات الضرورية حتى تكون قادرة على البقاء مالياً وسياسياً .
وكانت مصادر في اسطنبول قد أفادت ، أول من أمس ، بأنّ رئيس “الائتلاف” الشيخ معاذ الخطيب توجّه إلى قطر للحصول على تعهدات بمساعدات مالية لحكومة انتقالية .
والخطيب عضو في اللجنة إلى جانب رجل الأعمال مصطفى الصباغ ، الذي تربطه صلة وثيقة بقطر ، والشخصية القبلية أحمد الجربا الذي تربطه علاقات بالمملكة العربية السعودية ، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا ، إضافة إلى أحمد سيد يوسف ، وبرهان غليون .
من ناحية أخرى، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، نبيل العربي ، أمام القمة العربية الاقتصادية في الرياض ، أنّه لا توجد حتى الآن “أي بارقة أمل” بنجاح مهمة الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي . وأضاف العربي ، في كلمته : «أضع أمام هذا المحفل طرحاً ضرورياً، هو دعوة مجلس الأمن لأن يجتمع فوراً، ويصدر قراراً ملزماً بوقف إطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سوريا» . ودعا إلى «انتشار قوة مراقبة دولية للتحقق من أنّ القتال قد توقف، حتى يمكن أن تتحقق طموحات ومطالب الشعب السوري الذي انتفض منذ عامين”.
من جهة أخرى ، أكد وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج ، أنّ سورية «ستفشل المؤامرة» عليها و«تحقق النصر» بعد «تدمير العصابات الارهابية». وقال الفريج، خلال تفقّده تشكيلاً عسكرياً ، إنّ «سوريا هي الدولة الوحيدة التي تعمل على تحرير فلسطين والدول العربية المحتلة، لذلك يتآمرون عليها بقيادة صهيونية أميركية، وبتمويل من بعض الأنظمة العربية لمصلحة إسرائيل».
وتابع أنّ الجيش السوري «استطاع خلال العامين الماضيين من المؤامرة أن يوقع الخسائر الجسيمة في صفوف العصابات الارهابية المسلحة، التي أدخلها المتآمرون وجندها المتآمرون في داخل القطر العربي السوري».
في سياق آخر، أكد وزير الكهرباء، عماد خميس، أنّ الورشات المختصة تواصل عملها لإعادة التيار الكهربائي إلى المنطقة الجنوبية، الذي انقطع أول من أمس ، نتيجة اعتداء إرهابي مسلح على خط تغذية رئيسي .
في موازاة ذلك، أفاد حلف شماليّ الأطلسي بأنّ بطاريات صواريخ باتريوت ألمانية وهولندية، وصلت صباح أمس إلى ميناء الاسكندرونة المحتل. وأضاف المصدر نفسه أنّ سفينة أخرى تنقل بطاريتي صواريخ باتريوت أخريين، لكنها هولندية هذه المرة، وصلت، أيضاً، إلى قبالة الاسكندرون على أن تفرغ حمولتها صباح اليوم “على الأرجح”.
سيريان تلغراف