اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان من يتمسك بمطالبة الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي يريد استمرار العنف في سورية، رافضا رفضا قاطعا هذا الطرح.
وقال المعلم في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري مساء السبت 19 يناير/كانون الثاني انه “طالما الأمريكي وأطراف المؤامرة على سورية، ومنهم بعض السوريين، يتمسكون بطرح التنحي فهذا يعني أنهم يريدون استمرار العنف وتدمير سورية”.
وأكد أن “قطر والسعودية وتركيا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هي الدول التي تدعم وتمول وتسلح الإرهابيين في سورية، وتعمل في إطار خطة دولية لها أبعاد سياسية واقتصادية وعسكرية ضد سورية، وليست لدينا أوهام بأن تلك الدول ستتوقف عن دعم الإرهاب، لكن إذا لم يتوقف العنف فهذا لا يعني ألا يكون هناك حوار وطني شامل”.
وفي ما يخص البرنامج السياسي لحل الأزمة، اكد المعلم انه ينطلق من “فكرة التشاركية ولا ينطلق من الأعلى الى القاعدة”، موضحا ان “الحكومة القائمة مسؤوليتها تنفيذ المرحلة التحضيرية، وحكومة الوحدة الوطنية يجب أن تكون ثمرة الحوار الوطني (…) والحكومة لن يكون لها دور فاعل في مؤتمر الحوار الوطني لأن الدور سيكون لفعاليات المجتمع وأحزابه وقواه السياسية والاجتماعية والدينية”.
واشار الى أن المرحلة التحضيرية في البرنامج السياسي لحل الأزمة ستستمر من شهرين الى 3 أشهر.
ونوه بأن “الميثاق الوطني وثيقة من انتاج المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني وليست معدة مسبقا، وهو لضمان مشاركة الشعب السوري في الحوار من خلال الموافقة على الميثاق أو عدم الموافقة”، لافتا الى ان البرنامج السياسي لحل الأزمة هو “التفسير السوري للمرحلة الانتقالية الغامضة في بيان جنيف. فنحن لن نحاور أحدا بأي شيء خارج هذا البرنامج”.
وتابع موضحا ان “الدستور الجديد هو من سيحدد الحكومة الجديدة التي ستكون حكومة الاستقرار، لان عليها وضع خطة لاعادة الاعمار واجراء مصالحة وطنية شاملة عبر مؤتمر موسع، كما عليها ان تقوم بتسوية الاوضاع بين الناس، لان العفو يسقط حق الدولة، لكن العفو لا يسقط حق الناس”، منوها بأن “الحكومة القائمة دفعت حتى الان نصف مستحقات المتضررين، والحكومة التي ستأتي بعد الانتخابات وبعد الدستور الجديد عليها ان تستكمل هذا العمل”.
وبالنسبة لمواقف المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي وتصريحاته الاخيرة، رأى وزير الخارجية السوري ان الإبراهيمي “لم يأت الى دمشق بمشروع للحل السياسي، بل تبنى موقفا يطابق الموقف الأمريكي والخليجي المتآمر على سورية، فخرج عن طبيعة مهمته وانحاز عن مبدأ الموضوعية في الوساطة”.
وشدد المعلم على انه “من غير المسموح لأحد التطاول على مقام الرئاسة”، مؤكدا أنه “لا أحد يملك قرار الشرعية في سورية إلا الشعب السوري”.
ولفت الى ان “الرئيس السوري بشار الاسد خاطب كل مكونات الشعب، بمن فيها المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، وذكر في الاساس الوطنية التي لا يختلف عليها اي سوري وهي رفض التدخل ونبذ العنف”.
كما تطرق وليد المعلم الى موضوع ادراج جبهة النصرة على اللائحة الامريكية للارهاب قائلا بتهكم ان ذلك “غير كاف ويدعو الى السخرية، فلو انها ارادت مكافحة الارهاب لامرت الاوروبيين بادراجها”، مشيرا باستغراب الى ان “فرنسا تكافح الارهاب في مالي وتغذيه في سورية، ونحن نعد الاجراءات لادراج جبهة النصرة على لائحة الارهاب الدولي”.
هذا وأوضح المعارض السوري المستقل حسين العودات في اتصال مع قناة “روسيا اليوم” أن المسألة في سورية ليست مسألة مستقبل الاسد، وانما تكمن في كيفية معالجة ومواجهة الظروف والوضع القائم لايجاد حل حقيقي. واشار الى ان المعلم لم يأت بجديد في حديثه الصحفي، ولم يأت بحلول ولا باقتراحات بل اعاد صياغة خطاب الاسد من جديد.
سيريان تلغراف