سيؤدي الرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي اعيد انتخابه لمنصب رئيس الدولة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 ، اليمين الدستورية في منتصف نهار يوم الاحد 20 يناير/كانون الثاني (الساعة التاسعة مساء بتوقيت موسكو)، وذلك في القاعة الزرقاء بالبيت الابيض. اما مراسم تنصيبه رئيسا للدولة والفعاليات الاحتفالية الاخرى فستجري يوم الاثنين 21يناير/كانون الثاني، وذلك لان يوم الاحد هو يوم عطلة نهاية الاسبوع.
واستنادا الى التعديل الـ 20 على الدستور الامريكي، فان صلاحياته كرئيس للدولة تنتهي في منتصف يوم 20 يناير/كانون الثاني، وبعد هذا الوقت تبدأ فترة صلاحياته كرئيس للبلاد لدورة ثانية. وتجري في هذا اليوم عادة مراسم تنصيب الرئيس، ولكن لكون يوم 20 يناير/كانون الثاني هو يوم احد فتقرر تأجيلها الى اليوم التالي.
واعلن جي كارني، السكرتير الصحفي للرئيس الامريكي، ان اليمين الدستورية سيؤديها الرئيس في قاعة الضيافة الزرقاء بالبيت الابيض، امام جون روبرتس رئيس المحكمة العليا في الولايات المتحدة. وسوف يقتصر الحضور على اسرة الرئيس وعدد محدود من ممثلي وسائل الاعلام. كما سيؤدي جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي، هو الاخر اليمين الدستورية في هذه القاعة ايضا.
واستنادا الى المادة الثانية من دستور البلاد، يجب على اوباما ان يقول في اثناء اداءه اليمين الدستورية مايلي :
“أنا (باراك أوباما) أقسم أنني سأنفذ بأمانة مهمات منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وسأبذل كل ما بوسعي من أجل صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة، والذود عنه.” ويضيف “ليساعدني الله في ذلك”.
ومن الجدير بالذكر ان اوباما قبل اربع سنوات، اضطر الى اداء اليمين الدستورية مرتين امام جون روبرتس رئيس المحكمة العليا، لانه في المرة الاولى اخطأ رئيس المحكمة ومن بعده اوباما في قراءة نص اليمين الدستورية، مما اضطره الى اداءه في اليوم التالي في البيت الابيض، لكي لا يتمكن احد من الطعن في تحريف نص القسم الدستوري. ان الرئيس الوحيد الذي ادى هذا القسم لاربع مرات متتالية كان فرانكلين روزفيلت فقط، الذي اعيد انتخابه لاكثر من ولايتين.
وبموجب التقليد الذي بدأه جورج واشنطن، اثناء ادائه اليمين الدستورية في 30 ابريل/نيسان عام 1789 ، حيث وضع يده على الانجيل. اختار باراك اوباما لهذا اليوم، الانجيل الذي تحتفظ به عائلة زوجته ميشيل اوباما. اما في اثناء مراسم التنصيب، فقد اختار انجيلين، احدهما ادى عليه اليمين الدستورية عام 1861 الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الامريكية، ابراهام لنكولن، قدمته مكتبة الكونغرس الامريكي. اما الانجيل الآخر فيعود الى المناضل مارتن لوثر كينغ، الذي ناضل من اجل الحقوق المدنية لمواطني امريكا السود، يقدمه نجل مارتن لوثر كينغ.
وبدأ اوباما في اعداد الخطاب الذي سيلقيه في اثناء تنصيبه رئيسا للبلاد لولاية ثانية، امام اعضاء الكونغرس، بعد ادائه اليمين الدستورية. وينتظر ان يتضمن خطاب اوباما بالاضافة الى مهام ادارته خلال السنوات الاربع القادمة، المبادئ الاخلاقية والقيم الانسانية، التي يعتمد عليها ليس فقط التطور الاجتماعي، بل وادارة الدولة ايضا.
تستمر فعاليات تنصيب رئيس الولايات المتحدة، ثلاثة ايام، حيث بدأت يوم امس السبت، الذي اعلن يوما للعمل الطوعي في البلاد، حيث شارك الرئيس اوباما وزوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا في العمل الذي نظم في احدى مدارس العاصمة. في حين شارك نائبه جو بايدن وزوجته جيل، في تغليف الهدايا المرسلة الى افراد القوات المسلحة الامريكية والمحاربين القدماء، الذي نظمته احدى المنظمات الخيرية.
وكان باراك اوباما قد انتخب رئيسا للبلاد للمرة الاولى عام 2008 ، حيث اصبح اول رئيس امريكي من اصول افريقية، واعيد انتخابه لهذا المنصب في خريف عام 2012 بعد فوزه على ميت رومي مرشح الحزب الجمهوري. وينتظر ان يركز اوباما (51 سنة) اهتمامه خلال السنوات الاربع القادمة على تسوية الخلافات مع المعارضة في الكونغرس بشأن الميزانية والديونن وكذلك تجاوز آثار الازمة المالية العالمية ومكافحة البطالة، وتشديد الرقابة على الاسلحة النارية، واجراء اصلاحات في نظام الهجرة.
أما في مجال السياسة الخارجية، يواجه الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية مشاكل معقدة، من ضمنها سحب القوات الامريكية من افغانستان، الوضع بشأن البرنامج النووي الايراني، والنزاعات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. اضافة لذلك عليه ان يحقق عمليا قرار “التحول نحو آسيا” الذي اتخذ مؤخرا، وايضا العمل على تحديد جدول العمل في العلاقات الامريكية – الروسية التي تعقدت ف الفترة الاخيرة لعدة اسباب.
سيريان تلغراف | وكالات