اعتبر رئيس “الجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات” جورج صارجي أن أي شطحات مقبلة في سعر صرف الدولار في السوق السوداء المحلية سيكون عاملاً رئيسياً في اقتراب غرام الذهب من سعر 5 آلاف ل.س مهما كان سعره عالمياً في وقت لا تبدو فيه هذه الشطحات بعيده جداً عن التحقق تبعاً لأن تدخل المركزي خلال الأسبوعين الماضيين ساهم في وضع حد لارتفاعات الدولار المتوالية وخفض سعره جزئياً بحيث منعه من تجاوز حاجز 100 ل.س.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأسعار المتداولة في السوق السوداء هي أسعار وهمية غير حقيقية الهدف منها تكريس ارتفاع سعر الدولار بحيث يقبل المواطن البيع والشراء بهذا السعر، وهي عمليات بيع وشراء لا تؤثر كثيراً في مضاربات السوق السوداء في حين أنها تخدم المضاربين والقوى الفاعلة في السوق السوداء، وتحقق لها واقعية السعر الوهمي الذي أطلقته.
مؤكداً في الوقت نفسه أن بيع وشراء الدولار بهذه الأسعار قليل، وما من صفقات تذكر لجهة أن أي مضارب بسعر الدولار لا يقبل أن يشتري الدولار بالسعر نفسه الذي طرحه هو، ما يبين مرة أخرى أن هذا السعر وهمي يصلح للمداولة، لكنه لا يصلح للتداول.
وأوضح صارجي إن ارتفاع غرام الذهب بمقدار 100 ل.س بعد انخفاضه مطلع الأسبوع الماضي يعود إلى عاملين اثنين حيث شهدت اونصة الذهب في ختام تداولات البورصات العالمية في نيويورك ولندن تذبذباً في أسعارها لتقفل على ارتفاع بمقدار نصف الانخفاض الذي شهدته في بداية التداولات وبمقدار نصف الارتفاع الذي سجلته أسعارها خلال زحمة التداولات، حيث انخفضت الاونصة من 1667 دولاراً إلى 1657 دولاراً كسعر للاونصة الواحدة في حين ارتفعت بعدها بمقدار 5 دولارات وصولاً إلى سعر إقفال بمقدار 1662 دولاراً.
ما أفرز ارتفاعاً جزئياً في سعر غرام الذهب محلياً، وما عزز الارتفاع الاهتزاز الجزئي الذي شهده سعر صرف الدولار في السوق السوداء السورية، فبعد الانخفاض الذي شهده سعر صرف الدولار ليصل إلى حدود 92 ل.س للبيع و91 ل.س للشراء، ارتفع سعره ليصل خلال اليومين الماضيين “الجمعة والسبت” إلى 93.5 ل.س للشراء و94.5 ل.س للبيع.
وعن حركة المبيع والشراء في السوق المحلية قال صارجي: “إن الحركة متوقفة تماماً خلال الأيام الماضية لجهة الأحوال الجوية القاسية ومامر بالبلاد من عواصف مطرية وثلجية حيث توقفت حركة البيع والشراء، فمن جهة لم تشهد المحال التي فتحت أبوابها إقبالاً بسبب بقاء المواطنين في منازلهم نتيجة البرد والثلج، ومن جهة أخرى لم يفتح الكثير من الصاغة أبواب محالهم لقناعتهم أن المواطنين لن يطلبوا شراء الذهب في ظروف جوية قاسية كتلك التي مرت، ما أفرز ثبات سعر الذهب “.
إضافة إلى عاملي ارتفاع سعره عالمياً وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء المحلية.
متوقعاً وفق صحيفة “الثورة” الحكومية، أن تتحسن مبيعات الذهب ولو بشكل جزئي خلال الأسبوع الحالي بالنظر إلى أن الارتفاع يجذب الزبون لشراء الذهب تحسباً لارتفاعات لاحقة، ليتمكن من بيع ما اشتراه وتحقيق بعض الأرباح نتيجة هذا البيع.
أما عن سعر اونصة الذهب محليا في الأسواق السورية أوضح صارجي أنها سجلت سعر 52500 ل.س معتبراً في الوقت نفسه أن الاختلافات التي يشهدها سعر غرام الذهب محلياً بسبب الدولار ولو جزئياً يعود إلى آلية التدخل الايجابي التي يعتمدها “مصرف سورية المركزي”.
فإن باشر المركزي التدخل وباع الدولارات في السوق السورية انخفض السعر وانخفض بالتالي سعر غرام الذهب وإن أحجم عن التدخل وطرح الدولار في السوق السوداء كما حصل خلال الأسابيع الماضية ارتفع سعر الدولار وارتفع سعر غرام الذهب تبعا لذلك، مقللاً في الوقت نفسه من أهمية انخفاض سعر غرام الذهب في تداولات البورصات العالمية إن لم يترافق بانخفاض أو حتى ثبات سعر صرف الدولار محلياً تبعاً لارتباط سعر الذهب محلياً بالدولار في حال اهتزاز سعر صرفه، أما إن كان سعر صرفه ثابتاً فمن البديهيات أن يرتبط سعر الغرام بالبورصات العالمية ارتفاعاً وانخفاضاً.
وارتفاع جديد بمقدار 100 ل.س سجله غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً مقارنة بيوم السبت من الأسبوع الماضي في وقت سجلت فيه اونصة الذهب عالمياً ارتفاعاً طفيفاً بمقدار 5 دولارات في تداولات البورصات العالمية.
وهو ارتفاع ساهم بشكل طفيف كذلك في رفع سعر غرام الذهب محلياً، في حين تعزو “الجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات” ارتفاع سعر غرام الذهب إلى الارتفاع الذي سجله سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء السورية بمقدار ليرة ونصف الليرة إلى ليرتين.
غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً سجل يوم أمس السبت سعر 4350 ل.س في استمرار لنفس السعر الذي سجله يوم الجمعة “اول امس” في حين سجل غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً على مدى نفس اليومين سعر 3729 ل.س، في حين سجلت الليرة الذهبية الرشادية سعر 33000 ل.س، والليرة الذهبية الانكليزية عيار 22 قيراطاً سعر 36800 ل.س، والليرة الذهبية الانكليزية من عيار 21 قيراطاً سعر 35200 ل.س.
سيريان تلغراف