Site icon سيريان تلغراف

طريق الكباش .. وطريق النعاج .. بقلم محمود كامل الكومى

لم يكن يدرى رمسيس الثانى وهو ينقل كباش من الحجر ليضعها على جانبى طريق الكباش الذى يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك , حيث يبدأمن الشاطىء شارع فسيح تحف به تماثيل لأبى الهول , تجدها فى معابد الكرنك مثلت على شكل ابى الهول برأس كبش , والكبش يرمز للاله آمون – ربما لحمايه المعبد وأبراز محرره , – وقد أطلق المصرى القديم على هذا الطريق اسم (وان نتر ) بمعنى طريق الاله – أما طريق الكباش فى معابد الكرنك فقد عرف بأسم (نا- ميت – ريمنت )وترجمتها طريق الكباش أيضا , – لم يكن يتخيل رمسيس الثانى قبل آلاف السنين من الميلاد أن الأنسانيه فى القرن الواحد وعشرين بعد الميلاد سيكون من بينها من يطلق على نفسه النعاج , ذلك أن الكبش هو أكثر حيويه وذكوريه وأقتدار من تلك النعاج التى ما أنفكت فى عالم الحيوان الا أن ترفع مؤخرتها لكل من ثارت فى نفسه شهوه متدنيه من البهائم .

لكن عذرا رمسيس الثانى , فأنت ملكا للمصريين القدماء أصحاب الحضاره والأنتصارات , كانت حضارتك رمزا لنهضه مصر فى زمن لم يكن يدرى الا كيف تكون مصر مناره العالم القديم تهزم الحيثيين وتدرك قيمه العزه والأنتصار – لذلك لم يكن أدراكك لتدنى قيمه الأنسان العربى فى عصرنا الحالى المهان ليس فى الحسبان , فقد فعلها حمد بن جاسم -رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها – معلنا فى أخر أجتماع لمجلس وزراء الخارجيه العرب فى الجامعه العربيه لمناقشه العدوان الصهيونى الأخير على غزه (أنهم النعاج ) قالها بصريح العباره أنه وحاكمه القطرى نعاج وبسكوت المأتمرين عن مقولته – صار كل من حضر هذا الأجتماع وحكامهم نعاج .

على أثر هذا التصريح ,الصريح ,أستقبل فى حينه الرئيس الأخوانى المصرى , حمد بن خليفه حاكم قطر ,فى قصر الأتحاديه بالقاهره , وعلى مسيره النعاج صار الأجتماع , ويبدو أن طريق النعاج قد مهد له منذ الثوره المصريه , – كان يوسف القرضاوي المصرى الأخوانى فى الدوحه مفتيا خصوصيا لحمد بن خليفه وزوجته موزه , وعلى أثرها منح الجنسيه القطريه وأغدق عليه بالمال , وكانت فتاويه بأجازه تدخل حلف الناتو وتد ميره للبنيه التحتيه الليبيه وجعلت ذلك حلال وكذا التدخل بالمال والعتاد لتفكيك وحده الأرض السوريه , قد أزكمت الأنوف ,وكان الخط البيانى فى تصاعد بين حكام قطر (مدفوعين من الناتو والموساد) وبين الأخوان المسلمين فى مصر قد وصل منتهاه , مولوهم بمئات الملايين من البترودولارات للوصول الى حكم مصر ,, ليكونوا رأس حربه فى خروج حماس الأخوانيه من المعركه مع الصهاينه , وتوحيه سلاحها الى الداخل السورى (المحتضن لهم على مر الزمان), ولتكون مصر الأخوانيه حركه الوصل مع أخوان سوريا بالمساعده والتحريض حتى تسقط سوريا الأسد فى يد الأخوان – ليسود المخطط الأمريكى الصهيونى – الذى تنفذه قطر بالبترودولار – والذى يرمى الى انهاء حلف المقاومه الذى يقوده محور ايران , سوريا , حزب الله – وبذلك يخضع النعاج المنطقه لأسرائيل والأمريكان .

هذا هو طريق النعاج يدشنه الآن – بعد أن مهد له فى أجتماع الجامعه العربيه منذ اشهر – حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر بأجتماعه مع الرئيس الأخوانى المصرى محمد مرسى ومع رئيس وزرائه هشام قنديل , وهاهو يمهده بالعشب والكلأ- متمثلين فى خمسه مليارات من الدولارات يمنحها حكام قطر لحكومه الأخوان فى مصر لتسير فيه النعاج , دون تلكأ أو أنتظار .

لكن اذا كان طريق النعاج الذى بدأته حكومه قطر مع أخوان مصر ,, ب رساله مرسى الغراميه الى بيريز واصفا اياه بالصديق العزيز الوفى , مرورا بأخراج حماس الأخوانيه من خندق المقاومه ضد أسرائيل , وتوجيه سلاحها الى الداخل السورى ,, والى منتصف الطريق حيث التحريض على حكم الرئيس بشار ومحاوله اسقاطه بالتواصل مع جماعه الأخوان المسلمين فى سوريا , وتعظيم الأرهاب على الشعب السورى –فأن السؤال يبقى ؟ الى اين يصل طريق النعاج الى منتهاه ؟ يراهن حكام قطر (المدفوعين بعمالتهم للموساد وال c.i.a-بأن يشارك الشعب المصرى النعاج (الأخوان وحكام قطر) طريقهم —لذلك كانت الخمس مليارات من الدولارات الآن , الآن وليس غدا معتمدين على أن الأخوان المسلمين فى مصر سيضفون على طريق النعاج قدسيه الاههم الأخوانى .

ولما كان رمسيس الثانى والمصرى القديم قد أطلق على طريق الكباش أسم (وات ,نتر )بمعنى طريق الاله , وطريق الكباش فى الكرنك قد عرف بأسم نا, ميت, ريمنت,, وترجمتها طريق الكباش —فان حمد بن جاسم وحاكمه ومن يسير معهما نعاج , ولذلك فطريقهم طريق النعاج وهو طريق الأله الأخوانى .

أما طريق النعاج فقد عرفه الشعب المصرى ب خان , يخون , أخوان , وترجمتها طريق النعاج

لكن ابدا لن يكون الشعب المصرى كبش فداء للنعاج , فالشعب المصرى قادر على ذبح النعاج وسلخها وشويها وتقديمها قربانا لكل الثائرين على حكم حكم الأخوان وحكام قطر كمان .. اسف (النعاج ).

محمود كامل الكومي | بانوراما الشرق الاوسط

Exit mobile version