من أسرار أكبر دولة في العالم أن رئيسها باراك أوباما مدين بحياته لشاب لبناني يعمل في مطعم، ولم ينل لقاء ما فعل سوى وسام قدمه إليه مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي) ولا يدري ماذا يصنع به، لأنه ليس من النوع الذي يعلقونه على الصدر، فحجمه كقطر زجاجة كوكاكولا.
وما حدث كان قبل يوم من وصول أوباما للمشاركة بقمة العشرين التي عقدت في كان يومي 3 و4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحضرها زعماء دول المجموعة وعدد من المدعوين كضيوف للقمة التي طغت على أعمالها أزمة الديون السيادية الأوروبية في ظل تفاقم الوضع المتأزم في اليونان الى الآن.
وحدث أن بلال كان في “مطعم الشرق” الذي يعمل فيه حين دخل زبون عند الغداء يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وطلب سندويتش شاورما، وكان بحوزته ملف من 25 صفحة تقريبا ووضعه على الطاولة التي جلس عندها ليتناول ما طلبه، ثم خرج ونسي الملف، فأسرع بلال ليبحث فيه على عنوان أو رقم هاتف الزبون ليعيده اليه.
وفوجيء بلال بأن الملف يحتوي على كل تفاصيل الحماية الخاصة بأوباما الذي كان من المقرر أن يصل في اليوم التالي الى كان، وجد كل ما يتعلق بالطابق الخامس المحجوز لأوباما في فندق كارلتون البعيد عن المطعم 75 مترا تقريبا، ووجد أمكنة تواجد كل عنصر من حماية الرئيس والطرق والشوارع التي سيسلكها موكبه في كل مرة يتنقل فيها طوال يومين من انعقاد القمة.
ووجد في الملف صور بيانية عن مخطط الحماية، بدءا من وصول أوباما الى مطار مدينة نيس المشترك مع مدينة كان، الى حين مغادرته المدينة بعد يومين. وباختصار “فان مصير أوباما كان في يد شاب لبناني طوال 48 ساعة” بحسب ما ذكر بلال لـ “العربية.نت” من المطعم المعتبر أقدم وأكبر مطعم لبناني في كان، فقد أسسه خاله جمال دهيني منذ 21 سنة ويتسع لأكثر من 200 زبون.
حكاية بلال
وبلال، بحسب ما ذكر لـ “العربية نت” عازب عمره 26 سنة ومتخرج من جامعة نيس بالمعلوماتية، لكنه يفضل العمل بالمطعم الذي يتناوب على ادارته مع أخيه حسن، وقال انه من بلدة جباع الحلاوي القريبة من مدينة جزين الشهيرة بشلالها في الجنوب اللبناني، ويقيم منذ 15 سنة في كان.
ولم يشعر بلال بأي قلق أو ارتباك من عثوره على المخطط الأمني لأوباما “بل على العكس لأني قمت بما سيجعل الأمريكيين ممتنين للبنانيين بأن واحدا منهم ساهم بانقاذ رئيسهم، وسيعلمون بأننا لسنا ارهابيين وبأننا محبين للسلام” كما قال، وذكر أنه بحث عن رقم هاتف “الأف.بي.آي” حين علم بخطورة الملف واتصل بأحد مكاتبه في الولايات المتحدة ليخبر القيمين على المكتب بما عثر عليه “الا أن الشخص الذي رد على اتصالي شكك بما قلت”، وفق تعبيره.
لكنه اقتنع بعد أن قرأ له بلال بعض الصفحة الأولى من الملف “وبعدها بدقائق قليلة وجدت أمامي في المطعم عنصرين من “الأف.بي.آي” فسألاني اذا قمت بعمل نسخة عن الملف فطمأنتهما اني لم افعل، فشكراني وفي اليوم نفسه سلموني الوسام، وكانا من زبائني وقت الغداء والعشاء طوال يومين”، كما قال.
ومنذ اليوم بدأ بلال بكتابة رسالة الى أوباما سيخبره فيها بأن اللبنانيين محبين للسلام، وبأنه لم يكتب اليه عما حدث قبل الآن كي لا يسيء للقيمين على “الأف.بي.آي” ويكشف عن اهمالهم “أما وقد وصل الخبر الى الاعلام فيجب أن يعلم بتفاصيله أوباما مني على الأقل”