توشيفومو فوجيموتو سائح ياباني على طريقته. في أيام عطلته الأخيرة، شعر بـ«الوحدة والملل» فقرّر البحث عن وجهة «حامية» للحصول على «جرعة عالية من الأدرينالين»… واختار سوريا. خيار مفاجئ لقضاء عطلة في بلد يهرب منها أهلها خوفاً من القتل والدمار، لكنها كانت وجهة مثالية لسائق الشاحنة اليابانية (45 عاماً) الذي حلم بـ«سياحة حربية» يعيشها إلى جانب مسلحي «الجيش السوري الحرّ» في حلب.
في حلب، كان فوجيموتو يتوجه صبيحة كل يوم إلى خط المواجهة، وهو يرتدي الزيّ العسكري للجيش الياباني. يلتقط صورا إلى جانب معارضين مسلحين، وهو يمشي بمفرده لأن أي دليل يرفض مرافقته إلى الخطوط الأمامية، و«هو بحاجة إلى أن يخاطر ويشعر بالحماسة». كما أن «جرعة الأدرينالين التي توفرها تلك الأماكن لا تقارن بشيء»، بحسب صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
وكان «السائح» الياباني، وهو أب مطلّق لثلاث فتيات، أنفق حوالي 2500 دولار للوصول إلى تركيا، قبل الدخول سراً إلى سوريا. وهو يدفع حوالي 25 دولاراً يومياً لأحد السوريين الذي يؤمن له مكاناً يبيت فيه وخدمة إنترنت لتحميل الصور التي يلتقطها، واستخدام خاصيّة «غوغل» للترجمة كونه لا يتقن العربية والقليل من الإنكليزية.
وبقي فوجيموتو، على امتداد أسبوع، يجول في شوارع المدينة الشمالية، متسلحا بآلتي تصوير وكاميرا فيديو. كما كان مصراً على التنقل من دون خوذة أو سترة واقية من الرصاص، لأنهما «ثقيلتان جدا أثناء الركض»، في وقت عبّر عن عدم خوفه من الموت، فهو «مزيج من الساموراي والكاميكاز»، كما نقلت الصحيفة الفرنسية.
وبحسب «فرانس برس» و«واشنطن بوست» كان لافتاً بالنسبة لفوجيموتو هو أن العديد ممن يلتقي بهم كانوا يظنونه صينياً فيهرعون لالتقاط الصور معه، ظناً منهم بأنهم يضغطون على النظام المدعوم من الصين وروسيا.
سياحة فوجيموتو في سوريا ليست الأولى إلى البلد، ولا حتى في الشرق الأوسط الملتهب. فالياباني المغامر عندما لا يعمل، يزور مناطق الحرب «ليتسلى»، وينشر الصور على موقعه على «فايسبوك» ليراها رفاقه من دون ثمن في المقابل. وهو كان زار حمص في نهاية العام 2011، وزار اليمن في أيلول العام الماضي، خلال المواجهات العنيفة حول مقر السفارة الأميركية، كما زار القاهرة أثناء ثورة «25 يناير».
أما عطلته المقبلة فأين سيقضيها؟ بالتأكيد إلى جوار مقاتلي طالبان في أفغانستان، يجيب فوجيموتو متحمساً.
سيريان تلغراف
مواضيع ذات صلة :
ساموراي ياباني يحارب الملل بسورية مع العصابات الارهابية