قبل ان يضع العام الماضي اوزاره، أعلن المجلس العسكري الثوري في محافظة حماة على لسان شخص قدّم نفسه على أنه “العميد الركن المنشق احمد بري” عن بدء معركة تحرير مدينة حماة وريفها لما لها من موقع إستراتيجي، المحافظة السورية الرابعة من حيث تعداد السكان تقع في وسط البلاد وتحدها محافظة حمص من الجنوب، وإدلب، وحلب من الشمال.
فجأة بدأ مقاتلو ميليشيا الجيش الحر بالتوافد إلى المحافظة التي بقيت المعارك بعيدة عنها نسبيا طوال الفترة الماضية، توحدت جبهة النصرة مع لواء احرار العشائر ،وكتائب احرار الشام، وكتائــــب أبــــو بكــــر الصديــــــــق وكتائــــب الفــــاروق، وكتائــــب خالد بــــن الوليــــد، وكتائب الحق، والعشرات من المجموعات الأخرى غير المعروفة تحت لواء المجلس العسكري الثوري ظاهرياً لقتال الجيش السوري المتواجد في المدينة وريفها.
معركة التحرير إفتتحتها ميليشيا الجيش الحر في حلفايا ومورك، سرعان ما هدد قادة المجموعات المسلحة سكان بلدات ربيعة والسقيلبية، ومحردة، وغيرها متوعدين بإقتحامها، مرّت الأيام وميليشيا الحر تعلن عن تحقيق إنتصارات مؤزرة على النظام السوري ليستفيق انصار المعارضة على أخبار تتحدث عن بسط الجيش السوري سيطرته على معظم مناطق ريف حماة( بإعتبار ان المدينة تحت سيطرته منذ امد بعيد)، وخسارة المسلحين لأماكن تواجدهم السرية، والتي لم يكن أحد يعرف مواقعها.
“تخاذل ثوار إدلب وحمص عن نصرتنا فكانت النتيجة إجتياح الجيش السوري لمناطق ريف حماة” هكذا يوصّف قائد إحدى السرايا المنضوية تحت راية ميليشيا الجيش الحر المعارك التي شهدها ريف حماة، ويقول ” اردنا تحرير حماة لفك الحصار عن مدينة حمص، ولربط المدينة بإدلب، ولكن قيام الجيش الأسدي بشن هجوم مسعور إضافة إلى حدوث خلل على صعيد عدم الإلتزام بالخطط المرسومة افشل المعركة، وجعلنا نتراجع إلى الوراء كثيرا بدل ان نتقدم”.
يتابع محدثنا بالقول ” للجيش الحر خلايا نائمة في مدينة إدلب، وأخذنا وعداً منهم بالمشاركة في معركة تحرير حماة، طالما ان معركة مدينة إدلب لن تفتح في الوقت الراهن، ولكننا تفاجئنا بعدم إستجابتهم للرسائل التي وصلتهم منا”، ويسخر قائلاً ” يبدو ان الجيش الحر في إدلب فضّل تجارة السيارات المسروقة على القتال من اجل تحقيق النصر، فمعظم المسلحين في المدينة تخلوا عن السلاح لصالح تجميع الأموال، ويعتقدون ان النظام غير عالم بما يفعلون”، مضيفاً ” لم ننتظر وصول مقاتلين من حمص، لأننا ندرك أن إخواننا هناك يعانون من جراء حصار النظام لهم، ولكننا في نفس الوقت لم نطلب من رئيس المجلس الثوري في محافظة حمص العقيد فاتح حسون ان يتظاهر بتعرضه لإصابة بالغة من اجل الإمتناع عن إرسال عناصره لنجدتنا، فالوقت الحالي لا يسمح بتقديم المسرحيات التي لا يمكن ان يصدقها عاقل”.
وفي رده على سؤال حول الأوضاع الميدانية الحالية يشير محدثنا “إلى ان الجيش الحر فقد السيطرة على كامل ريف حماة، بإستثناء تواجد قليل لعناصره في مدينة طيبة الإمام، وهؤلاء العناصر معرضون للقتل كما حدث مع مقاتلي حي دير بعلبة، فالجيش الأسدي وبعد سيطرته على مدينة مورك، اقدم على حصار مقاتلي كتائب الحق، وكتائب أحرار الشام في مدينة طيبة الامام من اربع جهات: قمحانة من الجهة الجنوبية و حاجز القبان و المطحنة من الجهة الشرقية، وحاجز صوران من الجهة الشرقية الشمالية ومن الجهة الشمالية مدينة مورك، ولذلك ما زلنا نستغيث بكتائب الجيش الحر في حماة للتوجه لمساندة اخوانهم، والعمل على فتح ثغرة على الطريق الدولي بين معردس و مورك”.
“خسائر المجموعات المسلحة في ريف حماة كبيرة، كتب محدثنا على ورقة بيضاء اسماء بعض قتلى الجيش الحر الذين سقطوا في معركة تحرير المحافظة، وهم: عامر مخلص العتر، محمد رياض الرزوق، أسامة عبدالله الرزوق، خالد ذيبان الذيبان، سليم عبدالرحمن السح، خالد الخلف، فوزي العرير، معند الطوقاني، خالد الصطوف، علي الراضي ونجله، عبد الله خضير المحمد، محمد خضير المحمد، عبد الناصر محمد الرفعات، حسين عبد الله المحمد، جبر جبر، أحمد مخلص الخرمة، فيصل الخرمة، احمد حمود الأحمد، بلال يحي بكور، محمد خالد الحسن، جاسم ديري،عمار الحسين، محمد عبد الكريم الأخرس، فيصل الاخرس، عبد الله الاخرس، مصعب العبد الله، احمد الحجي، محمد عبد الكريم العظم، احمد عبد الرزاق الحسين، غسان قدور، حكمت القصابي، ابو عبدو بسيرين، سامي حمودي المحمد، ابراهيم يوسف الذيبان، أنس عبدالله العليوي،أحمد محمد الحضيري، عبد السلام الخراط، حسن مشعان”.
غياب التنسيق بين الكتائب المقاتلة كان له هو الآخر دور كبير في هزيمة ميليشيا الحر في ريف حماة يشير محدثنا الحر “فجبهة النصرة التي كانت قد أعلنت أنها ردت على مجزرة حلفايا بعملية إستشهادية إستهدفت حاجـــــــز”الشــــــؤون” تبين لنا فيما بعد لسوء الحظ وغياب التنسيق أن الإستشهادي الذي فجر نفسه إستهدف عن طريق الخطأ عناصر ينتمون إلى الجيش الحر كانوا قد سيطروا على حاجز الشؤون بعد إنسحاب عناصر الجيش الأسدي، ولكن نظرا لغياب غرفة العمليات المشتركة لم تعلم الكتائب الأخرى بسيطرة كتيبة ابو العلمين على الحاجز، وقد أدت العملية إلى سقوط إحدى عشر قتيلاً”.
سيريان تلغراف | عربي برس