كشفت مجلة تايم الأميركية إن عمليات التمويل والتسليح التي تقدمها قطر والسعودية للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية
تشهد فوضى ناتجة عن الانتقائية التي تتصف بها هذه العمليات في إطار لعبة تضارب المحسوبيات وهو الأمر الذي أثار حالة من التناحر بين مسلحي ميليشيات المجموعات الإرهابية المسماة بالجيش الحر سعيا وراء هذا التمويل.
وأوضحت المجلة في تقرير نشرته اليوم صحيفة السفير اللبنانية أن قطر والسعودية الراعيتين للمجموعات الارهابية المسلحة تعملان بشكل انتقائي فيما يتعلق بتحديد من يحصل على السلاح كما أنهما لا يسيران على الخط ذاته في هذه العملية وقد ظهر هذا الشرخ تحديداً في آب الماضي عندما بدأ ممثلا قطر والسعودية بدعم مجموعات مختلفة من بينها ميليشيات متطرفة واخرى علمانية تحت مظلة مليشيا ما يسمى الجيش الحر.
وكشفت المجلة الأمريكية وقائع تدحض ادعاءات تيار المستقبل بأن أحد نوابها عقاب صقر في إجازة من واجباته السياسية وعدم علاقته بأي اتفاقيات تسلح وبأنه في بلجيكا موضحة أن الوقائع التي اطلعت عليها تشير إلى أنه كان موجودا في أنطاكيا جنوب تركيا في آب الماضي وأن هذا الامر تأكد عبر مراجعتها لحجوزات أحد الفنادق في المدينة.
وأوضحت المجلة الامريكية أن مصادر من المجموعات الإرهابية المسلحة ممن تعامل مع صقر وصفته بأنه “رجل السعودية في اسطنبول” أكدت أنه كان في أنطاكيا للإشراف على توزيع دفعة صغيرة من المعدات من بينها 50 ألف رصاصة كلاشينكوف وعشرات القذائف الصاروخية لأربع مجموعات مختلفة في ميليشيا المجموعات المسماة بالجيش الحر في محافظة إدلب على الأقل فضلا عن كميات أكبر لمناطق أخرى من بينها حمص مضيفة إنه التقى بعدد من متزعمي هذه المجموعات الارهابية بطريقة انتقائية الأمر الذي سبب على ما يبدو مشاكل بين المجموعات.
وأوضحت المجلة نقلا عن المصادر من أعضاء في غرفة اسطنبول المسؤولة عن تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة إن صقر كان مسؤولا بشكل أساسي عن تصنيف الممثلين في المحافظات السورية الذين تستطيع الغرفة تزويدهم بدفعات من الأسلحة الخفيفة لإيصالها إلى تلك المجموعات بينما أشار أحد العاملين في الغرفة والذي يمثل المجموعات الارهابية المسلحة في شرق سورية إلى أن الذين حصلوا على هذه الأسلحة بدؤوا بتوزيعها كما يريدون..على أساس أنها هدية أما آخرون فسعوا إلى الحصول على ضمانات بالولاء من المجموعات الإرهابية المسلحة.
ولفتت المجلة إلى أنه وفي مقابل وجود رجل السعودية عقاب صقر يتضاعف التناحر أكثر بوجود رجل قطر وهو ضابط فار من الجيش السوري و يعمل على التركيز على إيصال التمويل والسلاح إلى مجموعات مختلفة عن تلك التي تمولها السعودية.
وأكدت المجلة أن التضارب في توزيع التمويل بين السعودية وقطر أدى إلى حصول تناحر بين المجموعات المسلحة حيث تقوم قطر مثلا بتمويل مجموعات تابعة للإخوان المسلمين بينما لا يريد السعوديون أي علاقة مع أي شيء بالجماعة المذكورة .
وبحسب مصادر المجلة فإن المجموعة الإرهابية المسلحة الكبيرة في إدلب التي يدعمها صقر ممثل السعودية هي مجموعة تطلق على نفسها اسم جمال معروف لأن لديها نظرة محايدة من الإخوان بينما المجموعة الكبيرة الثانية فهي مجموعة تسمي نفسها صقور الشام وقد انسحبت من تحالف مع الإخوان المسلمين بسبب خلافات معهم.
ولفتت المجلة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي واحدة من مجموعات إسلامية أخرى من بينها السلفيون مثل مجموعة ما يسمى “أحرار الشام” التي تدعمها وتمولها أساسا الكويت والتي تعمل كل منها بشكل منفصل وتبعا لمن يمولها.
يذكر أن مجلة تايم الأمريكية نشرت تقريرا في تموز الماضي كشفت فيه عن وجود مركز سري في اسطنبول يدير عمليات توزيع الأسلحة والتمويل الذي تؤمنه سلطات قطر والسعودية وتساعد الاستخبارات التركية على نقله إلى الحدود مع سورية ومن ثم إلى المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعمل في سورية.
سيريان تلغراف