حسم الجيش فجر أمس معركته مع الإرهابيين في مدينة داريا بريف دمشق ودمر ما تبقى من أوكار لمسلحيهم وأوقع إرهابيي جماعة «النصرة» بين قتيل وجريح ومستسلم وسط توقعات أن يتم إعلان داريا آمنة مساء اليوم، ومع انتهاء معركة داريا بات محور دمشق الجنوبي آمناً في حين لا تزال وحدات الجيش والقوات الأمنية تلاحق ما تبقى من إرهابيين في الغوطة الشرقية وتم خلال الساعات الـ٤٨ الماضية تصفية العشرات منهم بين قتيل وجريح وتدمير عدة أوكار وغرف عمليات للإرهابيين في ضربات وصفت بالقاصمة.
وواصل الجيش تقدمه على محور الذيابية والبحدلية والحسينية وحجيرة وعقربا كما تقدم في مزارع دوما والشيفونية وذلك بعد «سلسلة من العمليات الدقيقة والناجحة» قضى خلالها على عدد من الإرهابيين. وفي بيان صحفي صادر عنها ، طالبت اللجنة الشعبية لمخيم اليرموك بدمشق الفصائل الفلسطينية بـ«الضغط على العصابات الإرهابية بكل الوسائل لطردها» من المخيم، واعتبر أن «تهجير» الشعب الفلسطيني من المخيم «جريمة سياسية وإنسانية ومؤامرة على حق العودة».
وفي ريف الحسكة تصدى الأهالي في منطقة تل علو والقرى المحيطة الليلة قبل الماضية لمجموعة مسلحة حاولت السطو على مركز الحبوب في المنطقة.
وفي حلب خفت صوت فصائل المعارضة المسلحة بعد أسبوعين من بدء ما يسمى «معركة المطارات» التي أكد متابعون أنها ستصب في مصلحة الجيش العربي السوري. ولم تستطع المجموعات المسلحة تحقيق أي تقدم أو نصر معنوي في اعتداءاتها على مطارات كويرس ومنغ والنيرب العسكرية فصوبت بنادقها نحو مطار حلب الدولي لوقف حركة الملاحة فيه إلا أن وحدات الجيش تعمل على تخليص محيط المطار من فلولهم لإعادة الحركة إليه في موعد يتوقع أن يبدأ اعتباراً من اليوم بالتزامن مع أعمال الصيانة التي يجريها الفنيون فيه.
وكبدت القوات المسلحة المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات استنزفت طاقتهم وقدرتهم على استمرار القتال على الرغم من الدعم اللوجستي الذي يتلقونه من المتآمرين على وحدة الأراضي السورية، ما حدا بهم إلى محاولة نقل المعركة إلى مناطق أخرى أكثر تحصيناً من المطارات مثل مدرسة المدفعية وأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية حيث تلقوا ضربة موجعة في محاولتهم الأولى أخيراً.
ولم تستطع المجموعات المسلحة تحقيق أي تقدم أو نصر معنوي في اعتداءاتها على مطارات كويرس ومنغ والنيرب العسكرية فصوبت بنادقها نحو مطار حلب الدولي لوقف حركة الملاحة فيه، إلا أن وحدات الجيش تعمل على تطهير محيط المطار من فلولهم لإعادة الحركة إليه في موعد يتوقع أن يبدأ منذ اليوم بالتزامن مع أعمال الصيانة التي يجريها الفنيون فيه.
ولفتت مصادر إلى أن بعض الدول تضخم من قدرة المعارضة المسلحة القتالية وتدعي أن بوسعها السيطرة على مساحات واسعة من البلاد لحسم المعركة لمصلحتها مجافية ومتجاهلة ما يحصل على أرض الواقع حيث يوجه الجيش ضربات موجعة لمخططات وأجندة المسلحين. وأشارت المصادر إلى أن قوى المعارضة المسلحة، ومعظمها غير متجانس ولا تربط فصائلها رؤيا وقيادة موحدة، أعطيت فرصة أخيرة بتاريخ محدد لتحقيق نصر مهم بحجم مطار عسكري من شأنه أن يقوي شوكة المسلحين ويغير موازين القوة والصراع على الأرض، ما يدعم مآربهم غير المشروعة وأحلامهم الضيقة وحججهم الواهية وغير الواقعية بقدرتهم على الحسم العسكري والاحتكام إلى السلاح بعيداً من الحلول والمبادرات السياسية ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعب السوري ومستقبل البلاد.
ولا يخفى على الجميع مقدرة الجيش على الحسم السريع لكن الكلفة البشرية والمادية المرتفعة تجعله يخوض معاركه بتأن وترو للحفاظ على مقدرات البلاد وأرواح ومصالح المواطنين بخلاف ما يسعى إليه المسلحون المراهنون على سراب أحلام ترسم إطاره الأجندة الإقليمية والدولية التي تشرع الباب أمام مزيد من نزيف الدم السوري. وفي إطار عملياتها ضد الإرهابيين نفذت وحدة من الجيش العربي السوري أمس عملية نوعية دمرت خلالها وكراً لمجموعة إرهابية مسلحة في ناحية الخفسة بريف حلب بما فيه من أسلحة وذخيرة وأدوات إجرامية.
وذكر مصدر مسؤول لوكالة الأنباء «سانا» أنه تم القضاء خلال العملية على عدد من أخطر الإرهابيين من بينهم المدعو عمر مرعي متزعم إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة. وأضاف المصدر: إن وحدة من الجيش قضت على عدد من الإرهابيين كانوا يرتكبون أعمال قتل وتخريب وسطو وسلب في منطقة السويقة بمدينة حلب.
إلى ذلك أحبطت وحدات الهندسة محاولة إرهابيين تفجير 20 عبوة ناسفة زرعوها في عدد من أحياء حلب القديمة.
وفي حماة أحبطت الجهات المختصة محاولات مجموعات أخرى كانت تنوي السيطرة على الطريق الدولي حماة حلب. كما فككت لجان الدفاع الوطني بمدينة سلمية، عبوة ناسفة زنتها 5 كغ، زرعتها مجموعة مسلحة قرب مقر شعبة الحزب في المدينة، كما فجرت قنبلة صوتية لترويع الأهالي. وفي منطقة مصياف، اشتبكت دورية من حفظ النظام مع مجموعة مسلحة على طريق السقيلبية البحوث الزراعية، ما أدى لاستشهاد عنصرين، وامرأة.
سيريان تلغراف