هكذا تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن الظروف التي أحاطت به في أول خطاب له بعد استشهاد ولده (هادي), حيث وقف خطيبا متمالكا متماسكا متزنا ليعلّم العالم أن الحكمة سور الشجاعة والشجاعة بلا حكمة تصبح رعونة وعصبية فارغة, وقويا صلبا ليثبت لعدوه أن والد الشهيد لا يزيده خبر استشهاد ولده الا صلابة وقوة و تمسكا بمبدئه, فأن يعانق ابنه الثرى ليعبر من خلاله الى عالم الآخرة مرتاحا مطمئنا مسجلا اسمه في سجل الاحرار والخالدين وليكون قدوة للرافضين للذل و الخضوع الى غير خالقهم, ما هو الا مفخرة وشموخ يضيفها الى قاموس أبيه و أهله ومحبيه وامته في نهاية المطاف .
فهذا نص ما قاله سماحته عن ذلك اليوم
لك الكلمة سيدي :
“حين وقفت فوق المنبر بعد استشهاد ولدي الأكبر واجهتني عشرات الكاميرات التلفزيونية بالمصابيح الكهربائية الهائلة الطاقة، كان الحر فوق الإحتمال، خصوصاً أن هذه المولدات تضج حرارة شديدة، إضافة إلى أنها تضايق البصر، لا سيما بالنسبة لمن يستخدم النظارات مثلي.
بدأت خطابي بالمعتاد في مناسبات كهذه…وفي لحظه معينة، شعرت أنني لم أعد أرى، إذ كان العرق ينهمر على وجهي غزيراً ويغطي زجاج النظارتين, هممت بأن أمد يدي إلى علبة المحارم على الطاولة أمامي، لكي أمسح عرقي،على الأقل عن نظارتي..لكنني فكرت أن بين هذه التلفزيونات التي تنقل الحفل من هي أجنبية الهوية، وربما يبيع بعضها إنتاجه لـ ” إسرائيل “… وسيفترض الجميع أنني أمسح دمعي لا عرقي إذا أنا أخذت منديلاً ومررته على وجهي، جمدت يدي وفضلت أن أسبح بعرقي على أن أعطي العدو صورة الأب المفجوع يقف على المنبر باكياً بكره، بينما هو يدعو الآخرين إلى الشهادة !”.
هشام الشروفي