Site icon سيريان تلغراف

روسيسكايا غازيتا : روسيا تخوض حربا دبلوماسية مع الغرب

صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تابعت في عددها الصادر يوم 20 فبراير/شباط “الحرب الدبلوماسية الدائرة بين روسيا والغرب”، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يعيش فيه الغرب حالة من الهستيريا وصلت إلى حد التهديد بشطب روسيا من مجموعة “أصدقاء سورية” التي شكلت للتعاون في إيجاد تسوية للأزمة السورية، نجد أن الخارجية الروسية تطرح في نقاشاتها مع الساسة الغربيين أسئلة محددة. فالولايات المتحدة والأوروبيون ينطلقون من قناعاتهم بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وهم غير مستعدين لتقبل أية معارضة من جانب روسيا والصين بهذا الشأن، علما أن موسكو وبكين تستندان في النقاش مع الغرب إلى القانون الدولي.

ومن الأسئلة التي أرادت روسيا أن تحصل على رد عليها:

أولا: هل أن السلطات السورية وحدها مطالبة بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، أم أن ذلك يسري أيضا على المعارضة المدججة بالسلاح؟

ثانيا: لنفترض جدلا أن الأسد أعلن عن استعداده للتخلي عن منصبه، فما هو المستقبل الذي ينتظر سورية ما بعد الأسد؟

وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” لم يحصل خلال الأسابيع الماضية على ردود مقنعة، على أي من هذه الأسئلة. فالفرنسيون يفترضون بسذاجة أن الأوضاع في سورية ستعود إلى طبيعتها بشكل تلقائي بعد تنحي الأسد. ومن غير الممكن الوثوق في ما يقوله الغرب. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأمريكيون أنهم لا ينوون مهاجمة سورية ترد معلومات تفيد بأن طائرات استطلاع أمريكية بدون طيار تحوم في الأجواء السورية. وإذا ما تذكرنا أن الحرب التي شنها حلف الناتو على ليبيا بدأت بطلعات استطلاعية، نفذتها طائرات بدون طيار، فان الوعود الغربية تفقد مصداقيتها.

إن حل الأزمة السورية يمكن أن يتحقق بطرق دبلوماسية من خلال تعاون الغرب مع روسيا والصين في مجلس الأمن، وليس باللجوء إلى الجمعية العمومية لتسويق قرار هزيل كما يفعل الغرب في الوقت الراهن، ولا باستخدام نبرة التهديد في الحديث مع موسكو وبكين. ويبدو أن الاستقرار في سورية لم يعد يشغل اهتمام الغرب، بقدر اهتمامه بمعاقبة روسيا والصين لموقفهما “المتعنت” كما يرى الغرب واستخدامهما حق الفيتو في مجلس الأمن.

وتعقد مجموعة دول “أصدقاء سورية” في الرابع والعشرين من الشهر الجاري مؤتمرا لبحث الأزمة السورية. وهناك أمل في أن يسهم المؤتمر في تهدئة “الهستيريا الغربية”. أما اذا استمر الغرب في سعيه لتوسيع الأزمة، فان ذلك يعني أنه لم يعد بحاجة لأصدقاء سورية لأن المجموعة تشكلت لوقف نزيف الدم السوري.

Exit mobile version