سيطر الجيش السوري تماما على حي “دير بعلبة” بعد أربعة أيام من القتال انتهت بمقتلة كبرى في صفوف عصابات “الجيش الحر” راح ضحيتها قرابة مئتي قتيل ، وفرار بقية المسلحين .
وكان الجيش السوري تمكن من حصار معظم المسلحين في الحي ، وهم قرابة خمسمئة مسلح ، قبل أن يجهز على المئات منهم دون أن تتمكن المجموعات المسلحة الأخرى في ريف حمص من إمدادهم بالرجال والسلاح ، أو الاستجابة للنداءات التي أطلقتها تنسيقيات المنطقة خلال الأيام الماضية .
وبحسب مصادر ميدانية مقربة من “لواء خالد ابن الوليد” الارهابي ، الذي فر زعيمه “العقيد الفار قاسم سعد الدين” إلى جهة مجهولة ، فإن المسلحين كانوا يهدفون بالسيطرة على “دير بعلبلة” فتح طريق إلى حي “الخالدية” المحاصر منذ عدة أشهر من خلال السيطرة على حي “البياضة” (المؤشر بخطوط على الخارطة المرفقة) ، لكن خطتهم باءت بالفشل .
وكانت صفحة “شبكة شام” نشرت صورة (المرفقة) ادعت أنها للمئات من الذين “ذبحهم” الجيش وحرق جثثهم بعد دخول الحي ، لكن الدقيق في الصورة يشير إلى أن جميع القتلى هم من الرجال ، وأن أيا من الجثث لم يتعرض لأي تمثيل من أي نوع ، وما يظهر عليها هو آثار اشتباك بالأسلحة النارية .
واللافت أن العديد من الجثث أصيب بانتفاخ في البطن ، ما يعني أنها لأشخاص قتلوا قبل أيام ، فالانتفاخ هو من علامات تحلل وتفسخ الجثث ، ولا يمكن لأي جثة أن تصاب بانتفاخ البطن إلا بعد أيام على مقتل صاحبها ، الأمر الذي يؤكد أن هذه الجثث لمسلحين قتلوا خلال الاشتباكات مع الجيش ، وقبل دخول الجيش إلى الحي .
يشار إلى أن حي “الخالدية” محاصر منذ فترة طويلة ، حيث فشل مئات المسلحين المرابطين فيه من الخروج أو الاتصال مع المناطق الأخرى ، وبسقوط “دير بعلبة” ، من المتوقع أن تكون المعركة القادمة هي حي “الخالدية” نفسه ، وهو آخر جيب يسيطر عليه الارهابيين في مدينة حمص .
يشار أيضا إلى أن “لواء خالد بن الوليد” ، والمجموعات الأخرى في المدينة وما حولها ، لاسيما الرستن وضواحيها ، مرتبطة بالسعودية مباشرة ، حيث تتلقى دعمها من المخابرات السعودية منذ تأسيسها صيف العام الماضي ، كما أن الميول السلفية ـ الجهادية هي التيار المهيمن بشكل شبه كامل في صفوفها .
سيريان تلغراف