استنادا الى المعلومات القادمة الى اسرائيل من سفرائها في الدول الاوروبية المختلفة ومن مصادرها الخاصة في الولايات المتحدة فان هذه الدول ترغب في الشراكة معا لانهاء حالة الجمود في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وهذا امر يتم تأكيده بشكل علني بين الحين والاخر على لسان هذا المسؤول او ذاك في تلك الدول، لكن ما يهم اسرائيل هو الالية التي ترغب تلك الاطراف باستخدامها لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت مصادر مطلعة لـ (المنــار) أن المسؤولين الاسرائيليين وبعد لقاءات ومشاورات مع نظراء لهم في تلك الدول خرجوا بانطباع بأن هذه الدول لا تغرق نفسها بالاوهام وانما تدرك أن الوصول الى انهاء الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين قد لا نشهده خلال الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما، وأن التحرك الذي ستقوم به تلك الاطراف سيكون تحركا عقلانيا ولن يرفع سقف الامال والتوقعات من دوران عجلة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. لكن تلك الدول المعنية في اطلاق عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة، ترى بأن هناك اهمية لتحقيق تقدم في بعض المسائل التفاوضية كموضوع ترسيم حدود الدولة الفلسطينية القادمة والاتفاق على الترتيبات الامنية وهي مسائل الاتفاق بشأنها يشكل تقدما مهما باتجاه اتفاق دائم، وفي نفس الوقت فان اغلاق تلك الملفات (ملف الحدود والترتيبات الامنية) قد يشكل عاملا مهما لتوفير آلية لادارة الصراع وابقائه تحت السيطرة.
وتضيف المصادر أن الجهات ذات الاختصاص في اسرائيل توصي المستوى السياسي بضرورة التعامل بعقلانية اكبر بعد الانتخابات فيما يتعلق بعمليات البناء الاستيطاني وعدم محاولة اثارة الدول الاوروبية التي قد تجد نفسها مضطرة وفي ظل المتغيرات في العالم العربي الى اتخاذ خطوات غير مسبوقة ضد اسرائيل، وان على اسرائيل أن لا تعول كثيرا على الفيتو الامريكي في المرحلة المقبلة، فاي خطوة اوروبية ستتخذ بتنسيق مسبق مع واشنطن في اطار قرار اوباما بضرورة اشراك اوروبا في حل المسائل المعقدة في المنطقة وهو ما نشهده في ساحات ساخنة كالساحة السورية وقبل ذلك في ليبيا وساحات اخرى وتوزيع الادوار الذي شهدناه في الاشهر الاخيرة في الدول العربية في شمال افريقيا بين الولايات المتحدة وفرنسا.
وحول رؤية المؤسسات ذات الاختصاص في اسرائيل لمستقبل الاوضاع في الشرق الاوسط في العام 2013، تقول المصادر أن هذه المؤسسات ترى بأن العام الجديد سيكون عام اغلاق الملفات ، بما في ذلك الملف الايراني، حيث تتوقع أن يتم احراز تقدم في مفاوضات التسوية الامريكية الايرانية حول برنامج ايران النووي حيث تسعى الولايات المتحدة بكل قوتها الى ابقاء هذا الملف في اطار دوائر المعالجة السياسية الدبلوماسية وستكون هناك رغبة ايرانية في اغلاق هذا الملف قبل استحقاقات داخلية ايرانية كاستحقاق الانتخابات الرئاسية في منتصف العام 2013. كما تأمل الولايات المتحدة ومن معها من الدول الغربية والاقليمية في ان يكون عام 2013 عام لاغلاق الملفات المفتوحة في المنطقة.
سيريان تلغراف