تعرّض معهد “المجلس الأطلسي” في تقرير له للوضع السوري الراهن وتغلغل القاعدة في صفوف المسلحين مشيراً إلى أن ملايين السوريين لا يزالون يطالبون ببقاء ما أسماه حكومة الأسد.
ويقول المقال الذي كتبه “فريدريك سي هوف” المستشار الخاص السابق للرئيس الاميركي باراك اوباما في عملية انتقال السلطة في سورية ونائب “جورج مارشال” مبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص لما يُصطَلح عليه “السلام بالشرق الأوسط”: بينما يعيش الشعب الأميركي حالة الحداد على مجزرة أطفال ولاية “كنديكت” وتناقش الحكومة قوانين حمل السلاح، يعيش أطفال سورية وشعبها في رعب يومي من الجماعات المسلحة المستعدة لارتكاب فضائع لا يمكن حتى الحديث عنها.
وأعرب الكاتب عن قلقه الشديد من مرور الوقت على هذا الوضع واحتمال تحوّل سورية إلى دولة فتكت بها الأزمة قائلاً: ان مرور الزمن لا يداوي جرحاً بل هو أعدى أعداء شعوب المنطقة.
و قال الكاتب: إن ملايين السوريين لا يزالون يطالبون ببقاء حكومة بشار الأسد., و ذلك ضمن إعتراف مباشر بشعبية الرئيس السوري, و لكن هذا الإعراف ليس سوى لوضع خطط لضرب سورية.
حيث ولدى اعترافه ضمنياً بشعبية الرئيس السوري و بانعدام الانسجام بين مجموعات المعارضة وضياع الهدف ينصح “سي هوف” المعارضة بالإسراع في صياغة هيكليتها الإدارية موحدةً بين ما يُسمّى بـ”مجلس المعارضة” و”المجلس العسكري الأعلى” بعد إقصاء “جبهة النصرة” منه، قائلاً: على المجلس المذكور تشكيل حكومة مؤقتة ونقل مقرها (حسب الكاتب) إلى شمال سورية مطالباً المجتمع الدولي لاسيّما أميركا بدعمها بقوّة كحكومة “قانونية”(!) لسورية.
ويقترح الكاتب على أميركا وباقي الدول الإسراع بتكوين علاقات أمنيّة مع “الحكومة الجديدة” في حال تشكيلها ومدّها بالسلاح والتدريبات اللازمة بالتزامن مع دعم مساعي “الأخضر الإبراهيمي” الرامية لانتقال سلمي للسلطة وتنحي الرئيس الأسد وأعوانه طواعية، وأضاف: ان تأمين السلاح في الوقت الراهن يُعدّ بمثابة التذكرة للتدخّل في صياغة مستقبل سورية.
وفي معرض إشارته إلى أن حضور القاعدة، في إطار “جبهة النصرة”، في سورية يقلق الشعب السوري أردف المقال قائلاً: مع أن المعارضة لا تدرك الآن الخطر الذي تشكله “جبهة النصرة” على سورية، فإنها ستفهم ذلك في حال سقوط الحكومة الحالية؛ (افتراضياً) فبعد رحيل الأسد لن تكون القاعدة مستعدة لترك المشهد السياسي بسهولة، بل ستسعى الى البقاء في السلطة والاستمرار في تنفيذ مآربها الدموية.
سيريان تلغراف