” إن سقطت سورية سقط العالم العربي في بئر الفتن ولسوف تنقسم بلاده الى امارات ومذاهب ، وسيصبح المشترك فيما بين مصر وسورية والاردن والعراق ولبنان وغيرها من بلاد العرب هو كلمة ” مذبحة” واما اطرافها ففي كل بلد توجد اطراف تكفي لاشعال فتنة تنتج مذبحة .
في مصر سيقتتل الاقباط والمسلمون، وسيقتتل الوهابيون والاخوان من جهة مع باقي المصريين من جهة اخرى، انصار الدولة المدنية سيعلنون نفير الدفاع عن بقائهم وابناء الفكر الالغائي من حاملي لواء الحكم بالقوة والجبر سيفتعلون ما يمكنهم لتمكين ” مرشدهم ” من الحكم والتحكم برقاب العباد. في السودان عشرون سبب وسبب لنشوء مذابح متنقلة لا تنتهي واحدة الا وتبدأ أخرى.
وأنا في لبنان وفي العراق فالاندفاعة الوهابية التي نجحت في تخريب سورية ستستكمل موجتها التخريبية على الطريقة التترية المغولية بنقل الفتنة والقتال الى لبنان والعراق، وحدها هزيمة الارهاب في سورية وسحق التكفيريين بالمعنى الحرفي للكلمة هو ما سيوقف هذا السيناريو الكوارثي.
ولكن كيف يمكن الانتصار ونحن نتستر على الفاسدين الذين يقدمون الغطاء لمهربي الاسلحة ولمدخلي المقاتلين من لبنان الى سورية ؟
على الحدود مع تركيا وضع آخر، فالحدود الطويلة هناك مقسمة بين الجيشين السوري والتركي ولكل منهما مسافات يغطيها بحراسته وبمواقعه بينما تفرغ المسافة الاخرى منه تماما. ذاك اتفاق الاناضول الذي فتح الحدود بين البلدين.
اقفال الحدود التركية ممكن وكذا الحدود مع العراق ومع الاردن ولكن الاهم هو اتخاذ القرار بضرب معبر فليطة النموذجي للتهريب. تهريب السلاح بكميات كبيرة وتهريب الرجال بالالاف وتهريب القياديين المطلوبين والمنشقين المهمين والعابرين من مراسلين ومخابراتيين. هنا فليطة حيث شبكة التواصل والنقل اكثر ازدحاما من مرفأ اللاذقية ومن مطار دمشق . هنا فليطة التي يقول اهلها ان الدولة لم تحكمها منذ عهود العثمانيين. هنا فليطة التي تجاور بريتال اللبنانية بالسمعة السيئة في تعاملهما مع رجال القانون ومع القانون من اصله. الفرق ان فليطة اقوى من بريتال ونفوذها عالمي وروابط صلاتها بمن هم فوق فوق فوق ….اغرب من ان تصدق.
فليطة عشرة اضعاف اهميتها بالنسبة لهذه الحرب في سورية عما كانته بالنسبة لتجارة المخدرات والاثار والممنوعات بشتى انواعها ما قبل الحرب.
فليطة التي قرر ضابط سوري ” جذري ” أن يقتحمها ليفتشها بيتا بيتا وليعتقل المهربين والسارقين والمزورين وتجار الموت والسلاح ، فليطة هذه سبقت الضابط فاوقعت به قبل ان يدخلها فمن يحميها يا ترى ؟
لكل معبر غير شرعي مافيا تحميه تنتشر في مواقع نافذة على طرفي الحدود، ففي دير العشاير الكل يعرف من هم امرائه على الجهتين ومن يستفيدون منه ماديا ولماذا يغطيهم امنيون هناك وهناك.
وفي منجم ذهب مجدل عنجر تشهد مليارات شقيق احد السياسيين التسعة بقدراته الخارقة على نقل كل ما يحتاجه المخالفون للقانون في سورية، وهذا الشهير بقدرته الفائقة على تدفيع الخزينة اللبنانية ” بنودا جزائية سحرية بمئات ملايين الدولارات” يحكم امارة مجدل عنجر الوهابية ويسيطر على معابرها مع الثورة السورية والاغرب انه مسيحي من زحلة اسمه بيار – ف وشريكه في سورية رجل انا شخصيا بكل ما املك من تهور اسميه انا شجاعة مهنية اخشى من ذكر اسمه لانه يستحق لقب ” الرجل الذي لا يمس “
لتنتصر سورية ولينتصر الشعب السوري على من يضمرون له نية المذابح والتطهير العرقي والطائفي الشامل، يجب علينا ان نحاول قول كلمة الحق لعلنا نقدم يد عون الى قائد معركة تدور رحاها على عشرات الجبهات ولكن اهمها هي جبهة الاختراقات الداخلية التي تحمي خطوط امداد تنطلق من طرابلس الغرب وتمر بمال الدوحة والسعودية لتصل سلاحا ومقاتلين تكفيريين الى موانيء لبنان والى اراضيه التي منها معابر تصل فليطة بالعالم الخارجي بطريقة تثير الغثيان. فدماء الجيش العربي السوري تسيل، بينما تستمع مافيات متعاونة في تعداد ارباحها اليومية وهي بملايين الدولارات.
مسيحي على الجهة اللبنانية وسورية من غير التكفيريين وبريتال الشيعية وعرسال السنية سوية في خدمة التكفيريين الذين تدبر فليطة ” امورهم وتمدهم بما يحتاجونه .
فليطة ، مقر اكبر تجار المخدرات في غرب اسيا ، اصبحت اليوم اهم ممرات السلاح الذي به يقتلون الشعب السوري وجنود جيشهم ، فمتى سيأتي يوم الحساب ؟
سيريان تلغراف | خضر عواركة – عربي برس