بدا ان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سار بين الالغام في زيارته «الاستكشافية» إلى دمشق التي يغادرها اليوم الخميس، ما بين السعي الى دفع مبادرة خطة جنيف والحذر من تأويلاتها ومحاذيرها التي قد تطيحها، خصوصا في ما يتعلق بشروط المرحلة الانتقالية واستطراداً صلاحيات الرئاسة وحصانة الجيش والمؤسسة الامنية، ودور المعارضة الخارجية فيها.
وكان الإبراهيمي قال لمسؤولين في المعارضة إنه قد يمدد إقامته في دمشق بانتظار أن يحصل على رد سوري على ما عرضه حتى الآن. كما قال إن الرئيس السوري بشار الأسد أحاله إلى لجنة لدراسة الافكار التي حملها ووعده أن يجيب عليه قبل مغادرته دمشق من دون أن يحدد أي موعد لمقابلته.
لكن يبدو أن الإبراهيمي حزم أمره بمغادرة دمشق اليوم، إلى بيروت قبل ان يزور موسكو السبت المقبل، التي يلتقي فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، لتقييم ما آلت إليه محاولته الأولى في دمشق لنقل خطة جنيف إلى الأسد. ومن المؤكد أنه لو كانت هناك بوادر انفتاح ما، ما كان الإبراهيمي ليطلب الذهاب إلى موسكو التي تعدّ الشريك الأول للرئيس السوري والجهة الوحيدة التي يستطيع اللجوء إليها للضغط عليه.
والأرجح أن إيفاد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى موسكو، قبل وصول الإبراهيمي إليها، كما قال ديبلوماسي أوروبي، يدخل في إطار إبلاغ موسكو بما جاء به الإبراهيمي قبل وصوله إليها.
وقالت مصادر سورية إن الإبراهيمي كان حذراً جداً في مقاربته للملفات التي ينقلها، سواء في لقاءاته في القصر الرئاسي أو الاجتماعات التي عقدها مع قادة المعارضة السورية في الداخل من «هيئة التنسيق الوطني». وقالت مصادر سورية إنه أبلغ المعارضة أنه قد قام بنقل فكرة الحكومة الانتقالية للأسد إلا انه لم يخض في طبيعة الصلاحيات التي ستحظى بها، بحسب اتفاق جنيف ولا في الموقع الرئاسي خلا