يبدو أن الجديد في التصويب الأميركي على على أسلحة سوريا الكيميائية يأتي هذه المرة من باب حزب الله حيث أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى “تقارير واردة من اثنين من مرافق الأسلحة الكيميائية في سوريا تحمل دلائل جديدة على أن النظام السوري حصل العام الماضي على مركبات خاصة لنقل ومزج العناصر الكيميائية، بالإضافة إلى إدعاء غير مؤكد بأنه تم تدريب حلفائه في لبنان، أي جماعة “حزب الله”، منذ 11 شهراً على إستخدام هذه الأسلحة”.
وفي مقال تحت عنوان “ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا”، تمت الإشارة ان الكاتب إستطاع التواصل مع مصدر على علاقة بأحد المنشقين عن الجيش السوري كان يعمل داخل شبكة الأسلحة الكيميائية، وقدم هذا المصدر معلومات حول الترسانة الكيميائية السورية لتحذير الولايات المتحدة من المخاطر الكامنة هناك، بهدف حث الحكومة الأميركية على مزيد من المشاركة وتعزيز التعاون مع المعارضة السورية”، لافتةً إلى ان “إثنين من القادة العسكريين السوريين قاما بنقل حوالي 100 كيلوغرام من مواد الأسلحة الكيميائية من قاعدة عسكرية سرية في قرية الناصرية الواقعة شمال شرق مدينة دمشق، وذلك وفقاً لرواية الضابط المنشق، ونُقلت هذه المواد عبر الحدود إلى لبنان، وبعد ذلك بيومين وصل شخصان يتحدثان اللهجة اللبنانية إلى قاعدة الناصرية وحصلا على تدريبات في كيفية تفعيل ومزج المواد الكيميائية إلى جانب إحتياطات السلامة اللازمة للتعامل معها”.
وأضافت الصحيفة ان “الشائعات إنتشرت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط حول إحتمال إنتقال الأسلحة الكيميائية السورية ، ولكن المسؤولين الأميركيين لم ينجحوا في الوصول إلى دليل قاطع على إنتقال هذه الأسلحة بالفعل خارج الحدود السورية”.
اذا وبعد الحملة الاعلامية التي بدأت بالتركيز على أسلحة سوريا الكيميائية والتهويل بأن دمشق باتت قاب قوسين او أدنى من استخدامها ضد مسلحي المعارضة السورية حيث تبين لاحقا وباعتراف اميركي مصدره وزارتي الدفاع والخارجية بأن ذلك لم يكن الا مناورة وتكتيك سوريين في ادارة المعركة مع المجموعات المسلحة، إبان ما سمي بـ “معركة المطار” قبل اسابيع قليلة، لكن الولايات المتحدة تجاهلت ما أعلنته احدى كتائب المعارضة السورية المسلحة وتدعى “ريح الصرصر” والتي قامت ببث فيديو تعلن فيه نيتها استخدام السلاح الكيميائي لتسميم مياه الشرب في محافظة اللاذقية، وتكشف ان المادة الكيمائية تعتبر من أخطر الأسلحة البيولوجية التي تستخدم لضرب مياه الشرب في المناطق المدنية حيث ان الجرعة منه ذات وزن 2 غرام تكفي لقتل إنسان بالغ خلال ساعة واحدة فقط، وهدّدت الكتيبة المزعومة بأنها ستقوم بـ”مهاجمة هذه الأهداف وتلويث مصادر الشرب بوضع تلك المادة برؤوس الصواريخ وتطلقها على مناطق ومصادر مياه الشرب، فلماذا لم نسمع إدانة أميركية للمعارضة السورية المسلحة؟
وفي السياق نفسه أفادت بعض وسائل الإعلام بأن أحد قادة الحرس الجمهوري السوري أعلن أن 7 جنود من الجيش السوري النظامي قضوا بعدما ألقى مسلحو المعارضة في منطقة داريا بريف دمشق علب بلاستيكية يتصاعد منها غاز اصفر اللون، ونقل موقع روسيا اليوم عن وسائل الاعلام ما اوضحه القائد العسكري، ان العلب تحتوي على زر أصفر اللون في حال الضغط عليه ينطلق غاز أصفر اللون يؤدي استنشاقه الى تخريب عضلات الضحية ووفاته بعد حوالي ساعة من استنشاقه للغاز.
هذا الكلام كان سبقه تأكيد روسي أن دمشق أبلغت موسكو انها ليست في وارد استخدام هذا السلاح في المواجهات الدائرة حاليا مع المجموعات المسلحة، من جهة ثانية وفي آخر المواقف الرسمية السورية أعاد وزير الاعلام عمران الزعبي التأكيد ان دمشق وان كانت تحوز السلاح الكيميائي فإنها لن تستخدمه، كما ان الموقف السوري كان واضحا منذ بدء الحديث عن السلاح الكيماوي السوري حيث أكدت دمشق ان هذا السلاح لن يستخدم الا في وجه أي عدوان خارجي يهدد الدولة السورية.
ولعل هذا ما أقلق الكيان الصهيوني من الإقدام على أي مغامرة لا تحمد عقباها وهو ما يفسر صدور المعزوفة الأميركية الجديدة حول أسلحة سوريا الكيماوية والتي تأتي هذه المرة على وتر حزب الله، فهل سيكون ذلك مقدمة لأي خطوة قادمة قد تقدم عليها الجماعات المسلحة بهدف الزج بالمقاومة في لبنان بالصراع الدائر في سوريا من باب الأسلحة الكيميائية؟
يوسف الصايغ | عربي برس