يستعدّ مسيحيو سوريا، الذين تعيش بلادهم في نزاع مستمر منذ 21 شهرا، لاستقبال عيد الميلاد هذا العام من دون أي مظاهر احتفالية، بل وسط قلق وخوف من غرق البلاد في الفوضى وصعود الجماعات الاسلامية المتشددة.
تخشى مريم من المستقبل «بسبب قدوم التكفيريين»، الذين ترى انهم قد يرغمونها على «ارتداء الحجاب وعدم الخروج للعمل». أما نادين، فتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لملاقاة والدتها وعدد من أقاربها، بعدما ترددت في القيام بذلك لمدة طويلة.
وتقول هذه المهندسة الاربعينية المقيمة في دمشق «بعدما اقتربت الاشتباكات من المدينة أحسست بالخطر أكثر من ذي قبل». ومع عدم شعورها بوجود حل قريب، أصبحت الهجرة هي الملاذ بعدما بات السلاح «اللغة الوحيدة المتداولة الآن».
لكن ميشال يصر على أنه لن يغادر وطنه أيا تكن الصعوبات، وسيبقى «متمسكا بجذوره» في سوريا، رغم أن المكتب السياحي حيث كان يعمل، أغلق أبوابه جراء الأوضاع الراهنة.
وكما كثر غيره من المسيحيين السوريين، يستعيد ميشال النموذج العراقي، حيث اضطر المسيحيون الى مغادرة هذا البلد مع صعود الحركات الاسلامية المتشددة وتزايد أعمال العنف بعد الغزو الاميركي في العام 2003.
وبينما حذّر مسلّحون متشددون من اقتحام بلدتين مسيحيتين في ريف محافظة حماه، ما لم تنسحب منهما القوات النظامية.
فقد أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن «ما يجري علينا يجري على الآخرين»، مشددا، على أن المسيحيين «موجودون في هذه البلاد وباقون ونحن نؤمن بأن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية».
وفي حلب، يقول رئيس الكنيسة الانجيلية العربية في المدينة القس ابراهيم نصير ان «عدم الشعور بحالة أمان جعل الكثير من المسيحيين يرفعون الصلوات في بيوتهم ولا يذهبون إلى الكنائس خوفا».
يضيف «المسيحيون السوريون جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري، وعدم ارتيادهم الكنيسة ليلة العيد ليس خوفا من استهداف الكنائس، بل بسبب الوضع الأمني المتدهور في المدينة عموما».
سيريان تلغراف