صرح ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية اليوم الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول أن موسكو تدعو المعارضة السورية للمساعدة في الإفراج الفوري عن جميع المختطفين الأجانب في سورية، بما في ذلك المواطنين الروسيين.
وقال الدبلوماسي الروسي:” لقد بات الوضع في سورية أكثر تعقيدا وتناقضا، فعملية القوات الحكومية “لتطهير” ضواحي دمشق تتواصل، بينما يسعى المقاتلون الذين يتم طردهم من بعض الأحياء إلى التمترس في أماكن أخرى، عبر استخدامهم للسكان المحليين كدروع بشرية”. ونوه: “في هذا الصدد لم يصبح مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب العاصمة السورية استثناء، فبعد أن شهدت أحيائه مصادمات شديدة، غادرته غالبية ساكنيه في محاولة للعثور على مأوى في أماكن أكثر هدوء وأمنا أو بالنزوح إلى لبنان المجاور”.
وقال لوكاشيفيتش: “وببالغ الأسف نلاحظ استمرار الضغط النفسي الرهيب، في وسائل الإعلام الغربية والعربية، الذي يهدف بوضوح إلى زعزعة المؤسسات الحكومية والشعبية لسورية، إذ يتم نشر وبث مواد تهدف، بناء على خطط مؤلفيها، ألا تدع مجالا للشك أن ما ينقص النصر الحاسم للمقاتلين المسلحين هو فقط الحصول على منظومات الدفاع الجوي المحمولة ونشر منظومات صواريخ “باتريوت” على الحدود التركية السورية”.
وأكد الدبلوماسي:” نرى أن التصريحات الداعية لدعم النشاط الإرهابي تعتبر خطيرة وإجرامية على خلفية التفجيرات المتكررة (تفجير أخر قوى هز حلب يوم 19 ديسمبر/كانون الأول وتسبب في مقتل 40 شخصا) وتشجيع التشكيلات المسلحة غير القانونية من جانب عدد من العواصم الغربية والإقليمية “.
وذكر لوكاشيفيتش: “في خلال الأيام القليلة الماضية صرح هيثم المالح أحد نشطاء المعارضة السورية علنا أنه يعتقد أن مواطني روسيا وإيران هم “أهداف مشروعة” للمقاتلين في سورية، كما تشير الأنباء الواردة عبر وسائل الإعلام الى المأساة الأسرية التي وقعت في حلب بقتل زوج سوري لزوجته الروسية، وهي تؤكد على أن هذه الدعوات بدأ يعتد بها على أرض الواقع، بما في ذلك للتغطية على جرائم جنائية”.
وشدد الدبلوماسي الروسي: “إن المعارضة غير المتصالحة برفضها للطرق البناءة ومقاطعتها للحوار مع الحكومة السورية ووضعها الرهان على الحل العسكري والمساعدات الأجنبية تتدحرج إلى منطق الحرب الأهلية الشاملة”.
هذا، وتنظر موسكو بعين الاعتبار إلى البيان الصحفي الصادر عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والذي رفض فيه التصريحات الخاصة بتهديد المواطنين الروس الموجودين في الجمهورية العربية السورية.
وأضاف الدبلوماسي: “ننتظر أن يتم تدعيم هذه الأقوال بأفعال عملية، بما في ذلك عبر المساعدة في الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المواطنين الأجانب المختطفين في سورية، وعلى وجه الخصوص المواطنين الروسيين فيكتور غوريلوف وعبد الستار حسون والإيطالي ماريو بيلومو والأوكرانية أنهار كوتشنييفا وغيرهم”.
وأشار لوكاشيفيتش: “ومن جديد، انطلاقا من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاقات جنيف لـ “مجموعة العمل”، ندعو جميع اللاعبين الخارجيين إلى التوقف عن التغذية المعنوية والمادية لتوجه المعارضة السورية إلى الحل العسكري لحسم الصراع، لإن مثل هذا الدعم الخارجي يمهد فقط لتدمير سورية ومضاعفة أعداد الضحايا ومعاناة الشعب السوري”. إن موسكو مقتنعة تماما أن تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري ممكن فقط عبر السبيل السياسي السلمي والحوار الوطني والمفاوضات غير المشروطة.
سيريان تلغراف | وكالات