المئات من العائلات تنزح من المخيم باتجاه حيي الزاهرة الجديدة والقديمة القريبين من المخيم مشياً على الأقدام وهي تحمل بعض حاجياتها الخفيفة. شدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم على ضرورة أن يحرص الفلسطينيون على عدم إيواء أو مساعدة المجموعات الإرهابية الدخيلة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق والعمل على طردها وذلك بعد تسلل تلك المجموعات إلى المخيم والمعارك التي جرت فيه ومازالت بين تلك المجموعات وعناصر اللجان الشعبية الفلسطينية.
ونزحت أمس المئات من عائلات المخيم باتجاه حيي الزاهرة الجديدة والقديمة القريبين من المخيم مشياً على الأقدام وهي تحمل بعض حاجياتها الخفيفة. وقال أحد النازحين لـ«الوطن»: «الاشتباكات على أشدها في المخيم بعد أن كانت تدور في حي التقدم آخر المخيم وامتدت اليوم لتصل إلى أول شارع اليرموك من جهة القاعة». وبحسب شخص آخر «فإنه شوهدت أعداد كبيرة من عناصر الجيش العربي السوري متجمعة عند دوار الكرة الذي يتفرع منه شارع الثلاثين المحاذي لمخيم اليرموك من الجهة الغربية»، معرباً عن اعتقاده بأن ذلك ربما يكون تمهيداً لعملية عسكرية لتطهير المخيم من المسلحين.
وفي بيان لها قالت اللجنة الشعبية الفلسطينية في المخيم إنه «منذ أشهر واللجان الشعبية تدافع عن أمن مخيم اليرموك ضد محاولات استهداف حرمات وأعراض وكرامة شعبنا التي تحاول العصابات الإرهابية استباحتها، وبعد أن فشلت محاولات تلك العصابات اقتحام المخيم لاتخاذه رهينة وتحويله إلى منصة أو ممر للاشتباك مع الجيش العربي السوري، كثفت في الأيام العشرة الأخيرة من هجماتها الإرهابية ضد المخيم وقامت المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة وعلى رأسها ما يسمى بجبهة النصرة بقصف المدنيين من أبناء شعبنا ومارست عمليات قنص واسعة».
وأوضح البيان، أن «المخيم شهد أول أمس قصفاً عنيفاً غير مسبوق من تلك العصابات تزامن مع اختراقها لوسط المخيم، ونتيجة لذلك القصف المدفعي والصاروخي الذي طال مسجد عبد القادر الحسيني وغيره من الأماكن المأهولة في المخيم سقط عشرات الشهداء والجرحى بقذائف الحقد التكفيري الأعمى، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع حملة إعلامية وسياسية مسعورة حاولت التنصل وتبرئة تلك العصابات من قصف مسجد عبد القادر الحسيني وغايتها بذلك التعتيم على الجريمة الكبرى بحق شعبنا في مخيم اليرموك التي تمت تحت يافطة (معركة تحرير مخيم اليرموك) والتي أدت إلى تهجير قسم كبير من شعبنا في المخيم خدمة للمخطط الصهيوني الأميركي في ضرب حق العودة المقدس ودفع اللاجئين الفلسطينيين إلى منافي الشتات بعيداً عن الجغرافية السياسية الحاضنة لحقهم في العودة والمقاومة».
ودعت اللجنة كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية إلى فضح وتعرية برنامج تهجير الفلسطينيين ودفعهم نحو المنافي البعيدة لضرب حق العودة المقدس. وطالبت «بضرورة تعاون الجميع وفي المقدمة فصائل المقاومة الفلسطينية لطرد جماعات تنظيم القاعدة الإرهابي من المخيم حتى يتمكن أبناء شعبنا من العودة إلى مخيمهم، ووضع حد لمحاولات توريطهم والزج بهم في الأزمة السورية الداخلية على خلفية عقابهم بسبب رفضهم أن يكونوا ورقة للاستثمار ضد سورية الحاضنة المقاومة لحقنا في العودة إلى فلسطين».
وبحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن» فقد وقع انفجار في حي القابون بدمشق وشوهدت سحابة دخان كبيرة غطت سماء المنطقة، من دون أن تتحدث عن سبب الانفجار، في حين تحدثت مصادر أهلية أخرى لـ«الوطن» عن أن وحدات من الجيش العربي السوري دكت مراكز تجمع وأوكار المسلحين في بلدات حجيرة وبيت سحم وعقربا بريف دمشق ودمرت تلك المراكز والتجمعات، موقعة الكثير من المسلحين بين قتيل وجريح. من جهتها، قالت وكالة «سانا» للأنباء إن وحدة من الجيش قضت في عملية نوعية لها على عدد من المسلحين ودمرت أوكار أسلحتهم وأدواتهم الإجرامية في حجيرة. وذكر مصدر مسؤول لمندوبة «سانا» أن العملية أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين بالقرب من شارع فايز منصور ومنهم عمر اللويسي وبرهان أبو عيشة وأحمد قرقوش.
وأضاف المصدر أنه تم تدمير وكر لصناعة العبوات الناسفة والصواريخ محلية الصنع في المنطقة. وأشار المصدر إلى أن وحدة من قواتنا المسلحة قضت في عملية ثانية على عدد من الإرهابيين ودمرت مدفع هاون في منطقة الأكشاك بالبلدة. كما ذكرت «سانا» أن وحدة من الجيش قضت على عدد من المسلحين وصادرت أسلحة كانت بحوزتهم خلال عملية نفذتها ضد تجمعاتهم في بلدة الذيابية بريف دمشق. وذكر مصدر مسؤول لمندوبة «سانا»، أن العملية أدت إلى القضاء على الإرهابي غصاب المنظوري الملقب بالزرقاوي متزعم مجموعة إرهابية مع ثلاثة إرهابيين آخرين. كما قضت وحدة من الجيش خلال ملاحقتها للمجموعات المسلحة في بلدة عربين بريف دمشق على عدد من الإرهابيين ودمرت عتاد إجرامهم. وذكر مصدر مسؤول لمندوبة «سانا» أنه تم القضاء على أربعة إرهابيين في ساحة غبير في البلدة كانوا يرتكبون أعمال قتل ونهب وسطو.
وفي حلب قالت «سانا» إن 40 إرهابياً قتلوا في انفجار سيارة خلال قيامهم بتفخيخها بالمتفجرات في منطقة بستان القصر بالمدينة، في حين صادرت الجهات المختصة أسلحة رشاشة وبنادق حربية آلية وصواريخ لاو إسرائيلية الصنع وقضت على أعداد من الإرهابيين من جبهة النصرة في منطقة المسمية بريف درعا الشمالي.
أما في حماة فقد أغلقت الجهات المختصة، مداخل المدينة حرصاً على سلامة المواطنين من هجمات قد يشنها مسلحون على دوائر الدولة ومؤسساتها وعلى تجمعات سكانية كبيرة، استجابة لدعوات ما يسمى «المجلس العسكري لقيادة الثورة في حماة» لكتائبه.
وفي حمص رصدت إحدى وحدات الجيش العربي السوري تجمعاً لعربات تقل مسلحين وأسلحة وذخيرة بالقرب من مطعم البلوثتون في حي الحميدية بحمص القديمة وقامت باستهدافها ما أدى إلى تدمير معظم تلك العربات وقتل من كان بداخلها، في حين استهدفت وحدة أخرى تجمعاً للمسلحين بالقرب من مدرسة حمص الأولى بحي باب هود وأوقعت ما لا يقل عن 20 مسلحاً بين قتيل وجريح. وبالانتقال إلى ريف المدينة، فقد اشتبكت وحدة من القوات المسلحة مع مجموعة مسلحة من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة بالقرب من قريتي السمعليل وبرج قاعي بريف الحولة وتمكنت من القضاء على معظم أفراد تلك المجموعة ودمرت لها مدفع هاون ورشاشاً وعرف من بين القتلى، الإرهابيون (منير هرموش – وسام الساعور – زاهر بكار).
إلى ذلك، استهدفت وحدة أخرى من الجيش تجمعاً لمجموعة مسلحة أخرى في منطقة الرستن بالقرب من مشفى البر وقتلت 15 مسلحاً من أفرادها وأصابت آخرين عرف من بين القتلى (متزعم المجموعة عبد اللـه منصور – خالد مصطفى فرزات – محمود خطاب – خالد آدم – محمد منصور – إضافة إلى إرهابيين أفغانيين غير معروفة أسماؤهما). من جهة أخرى فجر مسلحون عبوة ناسفة بدورية لإحدى وحدات الجيش العربي السوري على طريق شنشار بالقرب من مفرق قرية الحمرا بريف القصير ما أدى لاستشهاد عنصرين وإصابة خمسة آخرين بجروح.
سيريان تلغراف