ألف معارض تركماني ـ سوري اجتمعوا في استانبول على مدى يومين برعاية أردوغان والمخابرات التركية وانتهوا إلى إنكار عروبة سوريا والادعاء أنهم أكثر من الأكراد !؟
في تطور يشير إلى نيتهما إعادة إنتاج ما فعلتاه في العراق ، أي زراعة “مسمار جحا” في الجدار الوطني السوري ، عمدت الحكومة التركية وجهاز مخابراتها إلى توليد معارضة سياسية ـ عسكرية تركمانية في سوريا ، مع إنشاء جيش تركماني موحد اللباس من خلال توحيد المجموعات المسلحة التركمانية التي ولدت خلال الأشهر الأخيرة في حلب وإدلب واللاذقية .
في هذا السياق ، عقدت “المعارضة التركمانية السورية” (منذ متى كان هناك معارضة تركمانية في سوريا!؟) مؤتمرا كبيرا في استانبول خلال اليومين الماضيين انتهى أمس وحضره أكثر من ألف تركماني سوري “لبحث انضمامها إلى صفوف الائتلاف السوري المعارض” الذي ولّدته فرنسا وتركيا وقطر في الدوحة مؤخرا.
وحضر المؤتمر شخصيات بارزة من تركيا وخارجها ، من العرب السوريين والأجانب ، حيث ناقشوا “سبل الإسراع بالإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم رؤية واحدة لتركمان سوريا وتنظيم صفوفهم”.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في كلمته الافتتاحية للاجتماع الأول لمنبر تركمان سوريا إن “بلاده تحترم حدودها مع جميع الدول ولكن عندما يلجأ إليها المظلومون لا تعترف بالحدود” مشيرا إلى سياسة الباب المفتوح التي تتبعها تركيا مع السوريين كافة.
وأكد أوغلو أن الشعب السوري مر بالعديد من المحطات الصعبة في تاريخه وعانى الكثير من الآلام مشيرا إلى أن تركيا لم تقف أبدا لا مبالية أمام هذه المعاناة التي يعانيها الشعب السوري.
كما بعث الرئيس التركي عبد الله غول رسالة قرأها كبير مستشاريه ارشاد هورمزلو أكد فيها أن التركمان السوريين جزء لا يتجزأ من الأمة التركية مشيرا إلى أن وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري الصديق في هذا الوقت بالذات نابع من المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق لتركيا.
كما دعا رئيس البرلمان التركي جميل تشيشك خلال كلمته بالمؤتمر الرئيس السوري الأسد إلى الاستجابة لمطالب الشعب (عن أي شعب يتكلم ؟) . وأضاف “لا يمكن لأي أحد أن يحكم البلد رغما عن إرادة الشعب ولا يمكن أن يقف أمام متطلبات الشعب ولكن الوقت ليس متأخرا والربح يعني أيضا خطوة إلى الوراء في سلسلة من الأضرار” على حد تعبيره .
وأكد المشاركون في المؤتمر من تركمان سوريا أنهم يهدفون إلى تمثيل تركمان سوريا سياسيا والسعي لتحقيق أهدافهم وتشكيل نواة قوة سياسية تلعب دورا أساسيا في الثورة السورية وتعمل على ايقاف هدر الدم السوري والعمل على إيصال الإغاثة الإنسانية للشعب السوري”.
وكان لافتا حضور الصحفي السوري سمير العيطة، الذي ألقى كلمة باسم “المنبر الديمقراطي” عبر خلالها عن “اعتزازه بأصوله التركمانية لجهة الأب والأم”، وحيا “المقاومة البطولية للتركمان في سوريا”، دون أن يشير إلى الجرائم التي ارتكبوها ويرتكبونها في ريف اللاذقية وإدلب، والتي كان آخرها حرق الحسينيات في قرية “زرزو” و مهاجمة “كنيسة الجديدة” في جسر الشغور ، وقصف العديد من القرى في ريف اللاذقية بمدافع الهاون والتسبب في مقتل العديد من أهلها لأسباب مذهبية !
وبعد انتهاء المؤتمر ، استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ممثلي “المعارضة التركمانية السورية” المنبثقة عن المؤتمر . وكان لافتا أن هؤلاء زعموا أن عدد التركمان في سوريا “هو ثلاثة ملايين ونصف المليون ، أي أكثر من أكراد سوريا”، وفق تعبير الوفد الذي نقلته صحيفة “حرييت” الصادرة صباح الإثنين . واحتج هؤلاء على أن الأكراد “منحوا تسعة مقاعد في الائتلاف بينما لم يمنح التركمان سوى ثلاثة مقاعد، وهو ما يطابق الذهنية البعثية التي تجاهلت التركمان لعدة عقود”، كما قال رئيس الوفد بكر أتاكان للصحيفة، متناسيا أن قائد الجيش السوري نفسه حتى الأمس القريب، العماد حسن تركماني، كان تركمانيا، وأن رئيس مكتب الأمن القومي السابق نفسه ، هشام الاختيار ، من أصول ألبانية ـ تركمانية !!
يشار إلى أن عدد التركمان في سوريا لا يتجاوز مئة ألف وفق مصادر مراكز الأبحاث الغربية المتخصصة ، بينما يزعم باحث تركي (عبدي نويان أوزكايا) في العام 2007 أن عددهم يتراوح ما بين 750 ألفا و مليون ونصف المليون .
هذا وقد تضمنت الوثيقة الختامية للمؤتمر إشارة إلى أن تركمان سوريا “يرفضون عروبة سوريا ، ويؤكدون على أن هويتها سورية وليست عربية”!
على صعيد متصل، كشفت مصادر مقربة من المجموعات التركمانية المسلحة عن أن المخابرات والجيش التركيين أعدا زيا خاصا للمسلحين التركمان في سوريا من أجل إضفاء طابع “قومي موحد” على مسلحيهم في المناطق التي يحملون فيها السلاح .
وارتأى المعنيون جعل الزي العسكري باللون الأزرق ، مع المحافظة على خلفيته “المبرقعة”، بالإضافة إلى سترة جلدية سوداء خارجية . وهو يشبه إلى حد كبير ملابس القوات الخاصة التركية .
سيريان تلغراف