Site icon سيريان تلغراف

فضيحة خالد مشعل المدوية في مخيم اليرموك

منذ يومين وقنوات الفتنة وسفك الدم، تهلّل لما سُمّي تحرير مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق والسيطرة عليه، وليس بعيداً عن مقر إقامة خالد مشعل في قناة “الجزيرة”، كان يتمّ التهليل للخبر، فيما القنوات السورية تنفي الخبر نقلاً عن اللجان الشعبية الفلسطينية، وما بين النفي والتأكيد يوجد شيء واحد ثابت وأصبح مؤكداً، وهو: أن من كان يقصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية، هو من يدّعي اليوم تحرير هذا المخيم (من الشعب الفلسطيني)، وبالتالي “الجيش الحر” التابع لتنظيم القاعدة الذي هو من الحلفاء الجدد للسيد خالد مشعل، هم من قصف باصاً مدنياً وقتلوا عدداً من الأطفال الفلسطينيين، وهم من قصف مركز إعاشة وقتل وأصاب عشرات الفلسطينيين، فضلاً عن مئات القذائف التي أطلقت من يلدا باتجاه المخيم، والذين هم العصابات الإجرامية التي يتباهى خالد مشعل برفع علمها في غزة عوضاً عن رفع العلم الفلسطيني!!.

فضائح بالجملة

خلال الأسابيع الماضية نزح آلاف بل عشرات آلاف الفلسطينيين من مخيم الحسينية وغيره من المخيمات، ليس لأن الجيش العربي السوري دخل الحسينية، بل لأن عصابات “الجيش الحر” التابع لتنظيم القاعدة والمدعوم من خالد مشعل، دخل هذا المخيم، وفي مخيم جرمانا حيث أصبح في البيت يعيش ما يقارب من ست أسر فلسطينية مع بعض، قاتلت العصابات قتالاً حتى الموت لتهجير الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مخيم جرمانا، وسط صمت مطبق من معظم التنظيمات الفلسطينية، ومخيم اليرموك لأكثر من شهر يتعرّض للقصف من بساتين يلدا كذلك وسط صمت مطبق، وحين يكون الخبر مؤكداً بما لا يقبل الشك أن “الجيش الحر” قصف مخيم اليرموك وقتل عدداً من النساء والأطفال الفلسطينيين نرى الصمت مطبقاً، ولكن إذا سقطت قذيفة عشوائية مجهولة المصدر يتمّ كتابة آلاف التنديدات بها والتلميح لإمكانية أن يكون الجيش العربي السوري هو مطلق القذيفة، علماً بأن كل القذائف التي سقطت على مخيم اليرموك لم تأتِ منها أي قذيفة من مراكز تواجد الجيش العربي السوري، وبالتالي حتى القذائف العشوائية مجهولة المصدر لم يصدر أي منها من مراكز وجود الجيش العربي السوري، ولكن حديث قنوات الفتنة عمّا يسمّى السيطرة على مخيم اليرموك يؤكد بما لا يقبل الشك وبالدليل القاطع من هي الجهة التي كانت تقصف هذا المخيم وتقتل الأطفال والنساء.

من له مصلحة بتهجير الفلسطينيين..؟

يوجد ثلاثة أطراف فقط لها مصلحة بتهجير المهجرين وهم أولاً الكيان الصهيوني وثانياً الدول العربية الموقعة على اتفاقات سلام وتريد تصفية القضية الفلسطينية وبالذات حق العودة، وثالثاً خالد مشعل وأمثاله الذين يقاتلون بمواقفهم السياسية والإعلامية لإدخال الشعب الفلسطيني في الأزمة السورية وتحويلهم إلى طرف في الصراع، ولو لم يكن خالد مشعل جزءاً من المؤامرة على حق العودة لما رفع علم الاحتلال الفرنسي لسورية الذي يحمله تنظيم القاعدة في سورية، ولكان بقي على الحياد صامتاً، ولكان تجرأ على إدانة الهجوم على مخيم اليرموك، ولطلب من حلفائه القطريين والأتراك تجنيب الشعب الفلسطيني الدخول في الأزمة السورية، ولكن من المؤكد أن هناك من يريد تهجير المهجرين وتصفية حق العودة، لأن وجود نصف مليون فلسطيني في سورية كفيل بتحويل أي مبادرة سلام عربية كالتي حملها نبيل العربي لواشنطن مجرد حبر على ورق بدون سورية، والمؤامرة على الشعب الفلسطيني في سورية ليست أكثر من مؤامرة على حق العودة من جهة وعزل سورية عن القضية الفلسطينية من جهة ثانية من خلال سحب الورقة الوحيدة لديها وهي ورقة حق العودة، التي هي الفيتو السوري الوحيد على أي مؤامرة عربية على فلسطين.

فضيحة الجامعة العربية..!

ومع الاجتماع الذي تمّ في جامعة العهر العربية التي ترفض الحوار بين السوريين، وتطالب السلطة الفلسطينية بالحوار مع الكيان الصهيوني، لما سمّي لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، والتي اجتمعت دون سورية التي تعيش حالة حرب مع الكيان الصهيوني وبحضور مصر والأردن وقطر والمغرب الذين تربطهم أطيب العلاقات مع الكيان الصهيوني، بدأ هجوم شرس على كل المخيمات الفلسطينية في سورية، والهدف واحد هو القول لسورية يمكن للعرب فتح علاقات مع الكيان الصهيوني والتنازل عن حق العودة دون أن تتمكن سورية من الاعتراض، لأن المهجرين الفلسطينيين في سورية سيتمّ تهجيرهم وسحب هذه الورقة (الفيتو السوري) من يد سورية، وما تزامن الهجمات على المخيمات الفلسطينية مع اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية إلا فضيحة كبرى لجامعة العهر العربية، تثبت بما لا يقبل الشك أن المتورط بسفك الدم الفلسطيني في سورية ليس فقط قطر وتركيا والسعودية، بل جامعة العهر العربية وبعض الأطراف الفلسطينية المستفيدة والتي يحرجها أي انتصار للمقاومة الفلسطينية مهما كان صغيراً.

للحديث تتمة..

كذبة السيطرة على مخيم اليرموك ليست إلا أمر عمليات للعصابات الإجرامية من قبل قنوات سفك الدم العربي، ولكن حين ينشر مثل هذا الخبر وجب على كل الفصائل الفلسطينية أن ترد عليه وتدعو تنظيم القاعدة للخروج من المخيمات الفلسطينية والكفّ عن زج الشعب الفلسطيني في أتون الأزمة السورية، فلا حاجة لأن تطلب من تنظيم القاعدة الكفّ عن استهداف مطاحن الدقيق وحرق ونهب مستودعات القمح وتجويع السوري والفلسطيني، ولكن من واجب أي تنظيم فلسطيني يؤمن بحق العودة أن يدين ما صرحت به العصابات الإجرامية عمّا سمّته تحرير مخيم الفلسطينيين من الشعب الفلسطيني، وإذا كان خالد مشعل متواطئاً على حق العودة فواجب كل تنظيم فلسطيني يؤمن بحق العودة أن يدعو بوضوح وليس بطرق مبهمة لمنع إدخال اللاجئين الفلسطينيين في الأزمة السورية وعليهم أن يردوا على من يدّعي بأنه دخل هذه المخيمات بعبارة صريحة وليس بعبارات مبهمة!!.

سيريان تلغراف | كفاح نصر – جهينة نيوز

Exit mobile version