4 دول في مهب الريح تتصارع عليها دول العالم الكبرى وسترسم صورة لباب المندب والخليج والشرق الأوسط وأفريقيا، الديار التي تفتح هذا الملف الهام تشرح عن الأربع دول حيث ساحة الصراع تفاصيل هامة بشأن التطورات، البحرين قد تكون قنبلة موقوتة يتم تفجيرها بوجه إيران، أم إيران تفجرها بوجه الغرب أو بوجه السعودية ولبنان قد يفجر حرباً ضد إسرائيل إذا أرادت إسرائيل المغامرة بعد القبة الصاروخية التي تعتبر إسرائيل أن الفرصة مؤاتية لإنهاء صواريخ حزب الله ، أما في مصر فصراع مع الحزب الحاكم، إذ أن الحزب المسيطر على كل شيء مثل الشيوعية في روسيا ومثل البعث في سوريا والعراق سابقاً، الآن الأخوان المسلمون هم الحزب الحاكم في مصر، ولكن مظاهرات شعبية تتحرك. أما نقطة الإشتعال الكبرى فهي سوريا، فسوريا ليست دولة عادية والإسلاميين المتطرفين إنتشروا في سوريا وإذا سلحتهم دول أوروبا وأميركا فستقع ترسانة الصواريخ السورية والأسلحة الكيميائية بيد المنظمات الإسلامية المتطرفة لذلك الدول ضائعة بين السعي لإسقاط النظام وبين تدجينه وترويضه ليخضع لإرادتها.
تعيش 4 بلدان عربية في مهب الريح، ومصيرها غير معروف، والدول الكبرى التي تقرر الامور، مثل روسيا وأميركا، تقع في إحراجات ومشاكل كثيرة حيال ما يحصل.
في مصر، هل الدستور هو دستور الرئيس محمد مرسي ام دستور الشعب، وفي سوريا صلابة الجيش النظامي بعقيدته القومية العربية. وفي لبنان، عند وصوله الى حافّة الخطر، هدنة قبل الكارثة، عبر اجتماعات بري مع لجنة 14 آذار، وفي البحرين مظاهرات المعارضة الشيعية تكاد تطيح بملك البحرين.
دول في مهبّ الريح، فمصر تعيش الليلة مظاهرات طيلة الليل، ويستعدّ المؤيدون والمعارضون لمظاهرات حاشدة غداً السبت في استفتاء أراده رئيس جمهورية مصر محمد مرسي على قياسه، فأخذ كل الصلاحيات ووضعها في الدستور. فانسحبت الاحزاب والكنائس من لجنة وضع الدستور، لكن الرئيس محمد مرسي مضى فيها واستمر وحدد موعد الاستفتاء الذي هو يوم السبت.
مصر تعيش حالة عدم استقرار كلي، وهي فعلاً في مهبّ الريح، فملايين المصريين يبحثون عن مصر، ولم يكن احد يتوقع ان يقرر الاخوان المسلمون ترشيح رئيس الجمهورية، على اساس انهم وُعدوا بعدم الترشيح، لكن الرئيس بات يريد الرئاسة ويريد دستور يعطيه حرية التصرف في ضوء الدستور، وهذا ما لن تقبله القوى المدنية والقوى السياسية، التي انسحبت من لجنة وضع الدستور. فالجيش المصري ممتعض من انه في حال حصول حادث للرئيس وغيابه، سواء بالموت او بالمرض، فالدستور لا يحدد ان المجلس العسكري هو الذي يأمر الجيش، بل يبقى الامر بالفراغ. ثم ان كل كلمة في الدستور يلزمها تفسير خاص، نظرا لان الاخوان المسلمين استعملوا اللغة بالفقه الاسلامي، ووضعوا مواد الدستور، على اساس الشريعة الاسلامية. وبالتالي، خرجت الامور عن المنحى الدستوري والقانوني والعلم السياسي، الى مجال الفقه الاسلامي.
وهنا ستضطر المحاكم المصرية لاعادة النظر بكل قوانينها، بعد وضع الدستور، لان الدستور حدّد اصول المحاكمات الجزائية والجنائية ويريدها على اساس الشريعة الاسلامية، بينما دستور 1981 وهو آخر دستور تم اقراره في مصر في زمن الرئيس حسني مبارك، حدد ان المجلس العسكري يتسلم السلطة.
لذلك مصر تدخل مرحلة جديدة، وهناك الملايين من المصريين الان في الشارع، وغدا سيكونون في الشارع ايضا، وحتى الساعة السابعة والنصف، بتوقيت الشرق الاوسط، لم يكن الجيش المصري قد انتشر في مصر لتنفيذ أمر الرئيس محمد مرسي، بالحفاظ على الامن اثناء الاستفتاء. فيما التجمعات حاصلة في ميدان التحرير وكورنيش النيل ومقابل مبنى الاذاعة والتلفزيون وفي محيط قصر الاتحادية، حيث الرئيس محمد مرسي.
والمصريون يعتبرون ان مصير مستقبلهم يتقرر في هذا الدستور، والدكتور البرادعي صرّح بأن افضل دستور لمصر، هو الدستور الذي تم وضعه سنة 1923، يوم وضعه مشرّعون بريطانيون، وقلّص من صلاحية الملك فاروق، وأعطى الحكومة ومجلس النواب صلاحيات تمثيل الحكم. لكن سنة 1938 الغى الملك فاروق دستور 1931 واخذ صلاحيات الحكومة ومجلس النواب ووضعها في قانون مصر الملكية. وبات هو الآمر والناهي في هذا المجال.
الان، الصراع ليس مع اميركا بل هو مع الاخوان المسلمين، ويبدو ان الاخوان المسلمين درسوا الامور جيداً في مصر، وهم يفاجأون الشعب المصري والمجتمع الدولي خطوة وراء خطوة، للسيطرة على مقاليد الحكم، ذلك انهم حصلوا مع السلفيين على 57 % من اصوات مجلس الشعب، على اساس ان الاخوان لن يترشحوا الى رئاسة الجمهورية، وبعدما حصلوا على 57% قرروا ترشيح رئيس الجمهورية من الاخوان المسلمين، فحصل استفتاء بين الرئيس مرسي مرشح الاخوان المسلمين وبين احمد شفيق مرشح القوى التي كانت حاكمة وهيئات اخرى، وكان الفارق 1% مما يعني ان 6% من الشعب المصري عاقبوا الاخوان المسلمين على اساس طعنوا بوعدهم بعدم الترشيح لرئاسة الجمهورية.
وبسرعة البرق، قرر الاخوان المسلمون صياغة الدستور والتصويت عليه، بينما كان الاتفاق ان الانتخابات تجري فيحصل انتخاب مجلس الشعب، او مجلس النواب المصري، وتتألف الحكومة منه، ثم بعد 6 اشهر، يتم صياغة الدستور. لكن الرئيس محمد مرسي، استعجل الامور واراد وضع الدستور خلال ايام، في حين ان الاخوان المسلمين في معركتهم الانتخابية قالوا انه خلال 6 اشهر يجب وضع الدستور. فلماذا استعجل رئيس جمهورية مصر الدكتور محمد مرسي، وهو من الاخوان المسلمين وضع الدستور خلال ايام، وخاصة ان لا حاجة لتغيير الدستور كله، لان المشكلة بالنسبة للشعب كانت حكم حسني مبارك، وليس الدستور.
لكن الاخوان المسلمين، رأوا ان الفرصة التاريخية قد تذهب منهم بعد 6 اشهر، فقرروا اجراء الانتخابات خلال ايام. وعلى هذا الاساس، اصطدم الاخوان المسلمون مع نصف الشعب المصري على الاقل، ومن اجل الحفاظ على وضعهم، طلب الاخوان المسلمون من الجيش حماية الاستفتاء، ووضعوا الجيش المصري امام الامر الواقع، اما تنفيذ امر رئيس الجمهورية، واما سقوط البلد في ثورة داخلية، لانه في حال عدم الاستفتاء على الدستور، فان مصر هي في مهبّ الريح، ولا احد يعرف ماذا تخبىء الايام.
سوريا
واما سوريا، فهي ايضاً في مهب الريح، فبعد سنة و8 اشهر، صمد الجيش السوري ونظام الرئيس الدكتور بشار الاسد، في وجه أعنف خضّة داخلية ومشكلة وانتفاضات شعبية وثورات، وبقيَ في مكانه. والذين كانوا يعتقدون ان معركة الاطاحة بالرئيس بشار الاسد ستكون خلال اسبوعين او ثلاثة او شهر، مثلما حصل في مصر او في تونس او غيره، فتفاجأوا بصلاةبة الجيش السوري والتزامه بالعقيدة العربية وبمبدأ القتال مع الحفاظ على النظام.
وبعد سنة و8 اشهر بقي النظام قوياً وظهرت اشارات من روسيا داعمة لسوريا، ومن الصين وايران والعراق، لكن المراهنين على سقوط الاسد جاءهم تصريح مسؤول روسي ومساعد وزير الخارجية الذي قال ان الرئيس الاسد بدأ يفقد السيطرة على سوريا.
وواقع الامور هو ان الرئيس الاسد افسح المجال للجنة المراقبين العرب، كي تأتي بالحل، وفشل، ثم افسح المجال للجنة مراقبين دوليين، ولم يكملوا مهمتهم، ثم افسح المجال للاخضر الابراهيمي موفد الامم المتحدة، الذي جال على موسكو وواشنطن وباريس ولندن، واعتبر ان الحل السياسي هو الافضل، وان مؤتمر جنيف الذي اجتمعت فيه دول العالم الكبرى، ودول اخرى، اقر بأن الحل في سوريا هو سياسي.
راهنت تركيا على قيام شخصية علوية، سياسية او عسكرية، للانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد، لكن هذا الامر لم يحصل، وراهنت دول الخليج على انقسام الجيش وخروج السنّة من الجيش السوري والقتال ضد النظام، لكن هذا الامر لم يحصل. وعندما فشلوا في كل خططهم، سواء معركة حلب التي احترقت فيها الاسواق القديمة، ومعركة دمشق، حيث منع الجيش السوري المسلحين من الاقتراب من العاصمة، يقف الرئيس بشار الاسد في مركز قوة لان كل المحاولات ضده، رغم الدعم من الخارج للمسلحين لم تصل الى نتيجة، حتى ان حرب شوارع في حلب خسرها المسلحون خلال ساعات، بعدما كانوا دخلوا بالآلاف الى حلب.
وبالعادة، فان الجيش النظامي عندما تكون المعارك في قلب الشوارع يخسر، لكن معركة حلب اظهرت ان الجيش السوري بنظامه ما زال يقاتل بعناد وبصلابة العقيدة القومية العربية.
اما بالنسبة لدمشق، فحاول مسلحون الدخول الى دمشق بعد تفجير عدة سيارات، وبعد انفجار مركز الامن القومي على اساس ان معركة دمشق يمكن الدخول فيها من خلال ريف دمشق ومن خلال عدة احياء تسيطر عليها المعارضة. لكن معركة ريف دمشق التي هي اكثر منطقة حشد فيها المسلحون قواهم، تم تدميرها من قبل الجيش النظامي بهذه القوة، وشلّ قدرتها، حتى وصلت المعركة الى حدود لبنان وسوريا في جرود عرسال وفي جبال الزبداني، وحسمها الجيش النظامي، اضافة الى حسمه منذ اسبوع معركة الهجوم على المطار، ومحاولة الدخول الى شوارع ، واسقط الجيش محاولة السيطرة على المطار، واغلاق طريقه، عندما نصب مسلحون على بعد 12 كلم كميناً كبيراً للجيش السوري على طريق المطار وحصلت معركة، كما قصفوا المطار بمدافع هاون، لكن الجيش النظامي ابعدهم، حيث ذكرت تقارير مراسلين صحافيين ان القصف المدفعي كان يسمع في البعيد، اي على مسافة 300 كلم تقريباً من المطار، ومعنى ذلك ان الجيش استطاع ابعاد المسلحين عن دمشق بدائرة 30 كلم.
ما ان فشلت دول حلف الناتو وأميركا في إسقاط الرئيس الدكتور بشار الاسد، وما ان كشفت الجامعة العربية ان سوريا صلبة، وقرارات الجامعة العربية بحق سوريا ظالمة، وخارجة عن روح العروبة الحقيقية، حتى بدأوا باطلاق اشاعات استعمال الاسلحة الكيمائية واستعمال صواريخ سكود. وضابط يعرف بفاعلية صاروخ سكود، فانه يدرك تماما ان هذا الصاروخ لا يطلق على مسلحين افراد، بل يطلق على ثكنة عسكرية كبرى، على مطار، على منطقة عسكرية كاملة، ولا يتم اطلاق صاروخ سكود لو وُجد مئة مسلّح ضمنها احراج وجبال. لكن من اجل تشويه صورة نظام الرئيس بشار الاسد، تم القول ان السلاح الكيمائي يتحضّر الرئيس بشار الاسد لاستعماله، وانه يقصف بصواريخ السكود المسلحين.
هذه الحملة تم اطلاقها ضد نظام الرئيس الدكتور بشار الاسد، من اجل تبرير تدخل خارجي، اذ ان تشويه صورة الرئيس الاسد امام العالم انه يستعمل صواريخ سكود ضد الافراد، وانه يتحضّر لاستعمال السلاح الكيمائي، ما هو الا لتغطية فشل حلف الناتو وتركيا ودول الخليج، في اسقاط النظام السوري، فلجأوا الى اطلاق اخبار كاذبة، مثل استعمال صاروخ سكود، او السلاح الكيمائي.
والرئيس بشار الاسد ليس بحاجة، مع القوات المسلحة السورية لاستعمال السكود او الاسلحة الكيمائية بل هو يسيطر على الارض ويتعامل مع المبادرات الدولية بشكل طبيعي، حتى ان الناس التي كانت راغبة بالثورة وتريد حريات كاملة في سوريا، تغيرات كثيرا وباتت تدعم النظام وانتشرت لجان احياء من شبان وشابات تنتظر امام الافران، وتأخذ 100 ربطة وتقوم بتوزيعها على المنازل، دعما للاهالي ودعما للنظام، بعدما كانت تعتقد ان المعارضة ستقوم بايصال سوريا الى الحريات والديموقراطية. لكن ما شاهدوه من ثقافة التنظيمات الاسلامية المتطرفة، جعلت الشعب السوري يرفض هذا المنطق، ويعود بالتضامن مع النظام ومع دولته.
وما تم فعله والقيام به ضد سوريا، لا يُقاس بأي حرب في العالم، ذلك انه تم صرف مليارات من دول الخليج على الداخل السوري، وتم فتح الحدود من جهة تركيا، واعطاء الجيش السوري الحر مراكز واماكن، اضافة الى تسهيل مرورهم، واعطائهم اسلحة وذخيرة. ثم دخول حلف الناتو وتمويل المجلس الوطني ثم دعوات مستمرة كي ينقسم الجيش السوري، ولكن الرئيس بشار الاسد، كان صامداً بشكل مميز، فكما جاء اليه كولين باول بعد حرب العراق، طالبا منه الموافقى على 9 نقاط، والا فان اميركا قد تكمل هجومها على العراق، فأجابه برفض النقاط الـ9، وخاف كثيرون، لكن صلابة الرئيس بشار الاسد انتصرت، وانتصرت رؤيته بالصمود في وجه أكبر قوة وهي اميركا. واليوم يستعملون كل الوسائل لاسقاط نظامه، ويعطون تواريخ وايام معدودة وغيرها، حتى هذا المسؤول الديبلوماسي الروسي الذي ادلى بتصريح بأن الرئيس الاسد بدأ يفقد جزء من السيطرة على بلاده، هو كلام قاله الرئيس الاسد لمساعديه اننا فقدنا جزء من السيطرة ولكن السيطرة الفعلية على البلد لم نفقدها، والمسؤول الروسي هو جزء من جناح في روسيا، يقول بسحب الخبراء الروس والمواطنين الروس من سوريا، والتخلي عن قاعدة طرطوس لان لا مصلحة لنا بالحرب في سوريا، وهو من جناح قديم، غير جناح الرئيس بوتين، الذي فوراً اعطى تعليمات بنفي الخبر، وبأن روسيا لن تغير سياستها، وفي روسيا جناحان، جناح لدعم سوريا حتى النهاية، ومنهم يريد الخروج من سوريا، وهذا الديبلوماسي هو من المحافظين الذين يريدون الانسحاب. لكنه تم الاعلان من الكرملين مباشرة، ان روسيا لم تغير سياستها.
سوريا في مهب الريح صحيح، ولكن 200 الف جندي يقاتلون وهم يسيطرون على الارض، والقوى المسلحة بدأت تصاب بأوضاع صعبة فالشعب السوري بدأ يكرهها، والشعب السوري لم يعد متعاطفا معها، خاصة بعد عملية الذبح وقطع الرؤوس والابادات التي قاموا بها، وكل يوم يمرّ يتحول الشعب السوري مع نظامه، في حين انه في بداية المظاهرات، كان كل يوم يمر يزداد عدد المتظاهرين ضد الرئيس الاسد، حتى وصلوا الى الملايين. لكن اليوم هنالك مثل واضح من حلب، التي احتل المسلحون نصفها، وسيطروا عليها، ولم يستطيعوا اعلان اسم شخصية واحدة من حلب تضامنت معهم وقررت استلام السلطة المدنية في حلب، بل ان عائلات حلب كلها ترفضهم، خاصة وان شبان وشابات ومواطنين سوريين حول دمشق وفي حمص وحماة وحلب، وجبل الزاوية، بدأوا يجدون بين مقاتلي الجيش السوري الحر اشخاص غرباء عن سوريا، ولا علاقة لهم بالنضال ضد النظام، بل هم جاؤوا لاقامة امارات اسلامية، لم يطلبها الشعب السوري ابدا بل كان يطلب الحريات. والشعب السوري له الحق بالحرية، ومطلوب من الرئيس الاسد، بكل احترام مواطنيه الحرية اكثر، لكن اليوم لم تعد المسألة مسألاة حرية، اليوم مسألة اما نظام الرئيس الاسد واما نظام طالبان جديد في دمشق، واميركا ناشطة في هذا المجال فهي تعيد تكريس نظام طالبان في افغانستان ولكن من دون العرب، وكرست نظام طالبان في العراق وكرست نظام طالبان في جزء من اليمن، لا بل كل اليمن، والان تحاول تكريس نظام طالبان عبر جبهة النصرة لاهل الشام والاخوان المسلمين وغيرهم في دمشق، ودمشق لم تقبل نظام طالبان ولم تخضع لسياسة الولايات المتحدة.
والشعب السوري حصل فيه تغيير جذري منذ شهر تقريبا وبدأ يتعاطف مع الجيش السوري، حتى ان كثيرين بدأوا يحملون السلاح، ويواجهون اية مظاهرات، ثم ان المعارضة المسلحة التي كانت تتكل كل يوم جمعة على المظاهرات الشعبية، لم تعد تدعو الى المظاهرات لان الناس لم تعد تريد التظاهر، ولم تعد تريد النزول الى اىلشارع بل تريد الامان والاستقرار في منازلها، وهكذا سير
دّ بشار الاسد الصفعة الكبرى لحلف الناتو ودول الخليج والجامع ةالعربية التي تعتقد كل يوم وتصرّح بأن ايام الرئيس الاسد هي معدودة، بينما الموضوع ليس الرئيس الاسد شخصيا بل العقيدة القومية في سوريا، الرافضة للتطرف الاسلامي، والمطالبة بالتعددية وبالحريات، وفي ذات الوقت، عندها عداء يتعلم فيه الطالب السوري والطالبة منذ صف الابتدائي ان اسرائيل هي العدو وان سوريا دولة مقاومة، وهذا ما يميز سوريا عن بقية الدول العربية.
سوريا في مهبّ الريح صحيح، ولكن القيادة قوية، والامر الجديد الذي بدأ يظهر هو صمود الشعب مع الجيش، وحب الشعب السوري للجيش السوري، واحتضان الجيش السوري من قبل المواطنين، والمظاهرات التي كانت بمئات الالوف، لم يعد يوجد منها مظاهرة بـ5 الاف، لان الناس لا تريد رؤية الغرباء من دول آسيوية ومن تنظيمات اسلامية، رأتهم بأمّ عينها، فمنهم الاتي من الصومال وباكستان وافغانستان وكازاخستان والشيشان ومن موريتانيا، ومن ليبيا ومن تنظيمات اصولية في العراق واليمن، ومن مساجين في سجون دول الخليج ارسلوهم الى تركيا كي يدخلوا الى سوريا ويقاتلون هناك. والشعب السوري ليس غبي، وصحيح ان المعركة عنيفة، لكن بشار الاسد يثق بشعبه ويثق بالقضية. والشعب السوري يثق بالقضية، وبات الان يتعلق بنظامه بعدما رأى وجوهاً غريبة آتية من سوريا تحت عنوان الديموقراطية.
ومن هنا، تصعيد الغرب بأن بشار الاسد يستعمل صواريخ سكود ويريد استعمال الاسلحة الكيمائية.
ايام المسلحين معدودة، واما النظام فقوي، رغم اختلافنا مع النظام بشأن اعطاء مزيد من الحريات للمواطنين، لكن هذا الاعتراض الذي لدينا، يُبحث خارج مؤامرة على سوريا، يبحث بدم بارد ودماغ بارد، وليس في ظل مؤامرة، وللاسف ارادتها الدول العربية على سوريا اكثر من حلف الناتو.
وبالنسبة للوضع الميداني في سوريا، فقد سيطر الجيش النظامي على بقية حلب، واصبح المسلحون يعيشون في أنفاق حلب القديمة تحت الارض، اما في المدينة فلم يتجاوب اهالي حلب معهم ابداً. بل ان الاهالي بدأوا يقدمون ما يحتاجه الجيش السوري الموجود في حلب، كذلك في دمشق، بعد حادثة جرمانا الوحشية حيث تم تفجير اول سيارة ولدى اجتماع الناس قاموا بتفجير ثاني سيارة، هجم قسم كبير من حي جرمانا الى مناطق اخرى، لكن خلق ها الامر حقدا ، متسائلين اية ديموقراطية يريدون هؤلاء يفجرون سيارة، وعندما تأتي الناس لرؤية ما حصل فيفجرون سيارة ثانية، فهل هذه هي ديموقراطية حلف الناتو ودول الخليج.
في ريف دمشق سيطر الجيش النظامي، وحول المطار سيطر الجيش النظامي كلياً، وفي حماة معارك في ريفها ولكن سيطرة تامة على المدينة، اما حمص فبدأت تعود الى هدوئها، والى عودة اهاليها.
كما ان الاكاذيب التي صدرت، بأن الصليب الاحمر يتم منعه من نقل المصابين، كذّبه الصليب الاحمر ببيان رسمي، وقال ان السلطات السورية متعاونة للغاية، لكن المسلحين هم الذين ينزلون الجريح من لاسيارة ويقطعون رأسه وهم تنظيمات اسلامية غريبة. فيما الجيش السوري يصمد في كل المواقع، ويسيطر على وضع الارض، وهو عملياً لم يستعمل الا 20% من طاقته، في معركة لا يريدها الرئيس الاسد ان تكون معركة تشكل مجزرة من قبل الجيش، بل يريد ردع كل عملية وتحجيمها.
فيما الدول الكبرى تضع صواريخ باتريوت على حدود تركيا سوريا من دون سبب الا النية في العدوان، كما ان الاعلان عن ضرب 3 صواريخ سكود، لم تؤيده وزارة الدفاع الاميركية، لان الاقمار الاصطناعية التقطت اشارات لصواريخ سكود والاسلحة الكيمائية هي الكذبة الكبرى.
ويبقى امام الرئيس بشار الاسد معارك كثيرة، لكنه اجتاز الاصعب فيها، يوم اندمجت الجامعة العربية مع حلف الناتو مع اسرائيل في اكبر مؤامرة ضد سوريا.
البحرين
اما في البحرين، فبعد موت ناشط شيعي في السجن اثر تعذيبه، حصلت مظاهرات كثيرة في المنامة، ونزل المتظاهرون الشيعة مطالبين باسقاط الملك ومطالبين بالتحقيق ومعاقبة الذين قاموا بالتعذيب.
ومقابل المظاهرات اعلن ملك البحرين العفو عن 5 مساجين من الطائفة الشيعية شملهم العفو وخرجوا من السجن، واستمرت المظاهرات في البحرين، والبحرين تاريخيا نقطة صراع بين ايران ودول الخليج ذلك ان الاكثرية فيها هم من الشيعة، لكن العائلة الحاكمة هي عربية، اضافة الى ان العائلة الحاكمة مع قبائل عربية، تشكل المفصل الاساسي في المدن، فيما الشيعة سكنوا خارج المدن، نظراً لحالتهم البائسة، لانهم لم يحصلوا على مساعدات في زمن شاه ايران.
اما بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران، فقد قدمت ايران مساعدات للشيعة في البحرين، وتغيرت اوضاعهم، وباتوا يطالبون بالاشتراك في الحياة السياسية، وعندما شعر ملك البحرين بخطورة الوضع، قام بتغيير الدستور، ولم يعد امير البحرين، بل اصبح هو ملك البحرين. وعبر الملكية، لم يعد هنالك من مدة زمنية للحكم، اضافة الى ان سلطات الملك هي كثيرة،.
ودول مجلس التعاون الخليجي خائفة جدا من سقوط نظام البحرين، وقد انقذته في المرة الماضية عبر ارسال قوى اسمها درع الجزيرة، فاستطاعت حماية النظام وابقاءه. ثم انسحبت قوى درع الجزيرة، وابقت ضباط وبعض الخبراء، لكن البحرين ما زالت في المجهول، وفي مهبّ الريح بشأن الحكم فيها. ذلك ان احزاب شيعية تريد ممارسة العمل السياسي واصدار صحف، والملك يمنعها منعاً باتاً بالاشتراك مع مخابرات بريطانية ومخابرات باكستانية.
اضافة طبعاً الى مخابرات من مجلس دول الخليج باستثناء قطر التي لديها موقف سلبي تجاه البحرين.
وزيرة خارجية اميركا، اثر مقتل السجين الشيعي نتيجة التعذيب، استنكرت الحادث، وطالبت ملك البحرين بالاصلاحات، ويبدو ان ملك البحرين افرج عن 5 مساجين فورا هم من رموز الشيعة، وسيكون امامه ضرورة عملية لاصدار دستور جديد في البحرين يسمح بالحياة السياسية.
ولقد وصلنا الان الى لبنان، وفي لبنان ايضاً بلد في مهبّ الريح، حيث البلاد مقسّمة عامودياً بين حركة 8 آذار و14 آذار، والانتخابات النيابية التي تفرز مجلس نواب جديد وحكومة جديدة، ومجلس النواب هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية القادم، فانها هي باتت صلب المعركة الان بين 8 اذار و14 آذار.
سنة 2005 و2006، كانت المعركة الكبرى بين 8 و14 اذار، هو انشاء المحكمة الدولية، وعندما تم بحث انشاء المحكمة الدولية، استقال 6 وزراء شيعة من الحكومة، معتبرين ان الحكومة، وفق الدستور، يجب ان تنطلق من الميثاق الوطني، الذي يعبّر عن التعايش بين اللبنانيين، واعتبرت الطائفة الشيعية باستقالة 6 وزراء من اصل 30 وزيراً وكلهم شيعة الذين استقالوا سيسقط حكومة السنيورة، الا ان الحكومة استمرت، خاصة وان الوزراء الذي جاء بهم الرئيس اميل لحود صوّتوا الى جانب المحكمة الدولية.
واليوم، يحصل كباش جديد حول قانون الانتخابات، فحزب الله وحركة أمل الذين اعتبروا ان حكومة السنيورة طعنت بهم بشأن المحكمة الدولية، لن يجعلوا من قانون 1960 محطة انطلاق لـ14 اذار كي تضربهم ضربة جديدة، وتتجه بلبنان الى عكس مساره. فدول الخليج وحلف الناتو يريدون ان تنتصر 14 آذار ويعتقدون ان النظام السوري سيكون ضعيفاً، وحكومة 14 آذار، اذا جاءت نتيجة اكثرية نيابية، فانها ستسحب الشرعية عن سلاح المقاومة، والمعركة هنا سنة 2013 و2014، إما تكريس شرعية سلاح المقاومة على قاعدة الجيش والشعب والمقاومة، وإما تكريس مبدأ الشعب والمقاومة من جهة وقسم من الشعب والسلطة ضد المقاومة. وهذا الامر لا يقبل به حزب الله ولا يريد ان يصل الى هذا الوضع.
وما قام به الرئيس نبيه بري، في الاسبوع الحالي، هو نشاط وفتح نافذة في طريق الحوار، معتبراً ان اجتماع اللجنة الفرعية لبحث قانون الانتخابات، يشكل هدنة في الاعياد، وتمرّ البلاد لتنتظر ما بعد الاعياد، والبحث بشأن قانون الانتخابات.
لكن يعلم الجميع انه منذ سنة طرح وزير الداخلية العميد مروان شربل، البحث قانون الانتخابات ولم يتجاوب احد معه. والان لم تعد المعركة الانتخابية بين 8 آذار و14 آذار، بل اصبحت اكبر من ذلك. فرئيس الجمهورية اللبناني العماد سليمان الذي طالب بالاسراع بالقرار الاتهامي، فأسرع به الرئيس الاول في بيروت ابو غيدا، وارسل القرار الاتهامي الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، فطالعها القاضي صقر صقر بالمذكرة، وقام بردّ القرار الاتهامي الى الرئيس ابو غيدا، طالباً منه استدعاء اللواء علي المملوك للتحقيق معه، واستدعاء الوزيرة بثينة شعبان كشاهدة.
في هذا الوقت، ظهرت تسجيلات صوتية بين النائب عقاب صقر وبين افراد من المعارضة السورية، او قياديين، لا ندري، والامور الان تحت العلاج التقني بالنسبة لمعرفة ذبذبة الاصوات. وسيكون على الرئيس أبو غيدا ارسال مذكرة جلب بحق اللواء علي المملوك، ومذكرة تبليغ للشاهدة الوزيرة بثينة شعبان.
وبعد ظهور التسجيلات والحديث عن السلاح، وكلام الرئيس سعد الحريري انه يدعم اعمال عقاب صقر، النائب في كتلة المستقبل، ادّعى القضاء السوري على الرئيس سعد الحريري، وعلى النائب عقاب صقر، وعلى لؤي المقداد، بتهمة التآمر على السلم الاهلي في سوريا، وقتل مدنيين وجنود نظاميين. وباتت اكبر معركة قضائية بين البلدين، غير مفهوم نتائجها، فلبنان يصدر مذكرة جلب بأعلى شخصية أمنية الان في سوريا هو اللواء علي المملوك، وسوريا تصدر مذكرة توقيف بحق الرئيس سعد الحريري، وبات الموضوع اكبر من قانون الانتخابات. واذا استمر الامر كذلك، فقد لا تحصل الانتخابات النيابية، وسيكون على حزب الله والرئيس بري بالتحديد، اخذ موقف من موضوع النائب عقاب صقر والسلاح الى سوريا، ودور عقاب صقر في تركيا وغيره، لان دمشق ابدت عن استيائها من موقف حلفاء لها دعمتهم عندما كانت في لبنان، واليوم عندما يخوض النظام السوري أعنف معركة ضد مسلحين يقررون النأي بالنفس، والحياد في المعركة بين النظام والمسلحين، حيث ان الرئيس بشار الاسد كان ينتظر خطاباً في عيد استقلال لبنان مؤيداً لموقف سوريا النظام وللرئيس بشار الاسد، لكنه لم يعلّق على الامر. كذلك كان ينتظر من رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ايضا تصاريح انهم مع سوريا ونظامها وسيادتها، بدل الوقوف على الحياد، والا فماذا يعني 20 سنة من التعاون مع هؤلاء، وعندما وقع النظام السوري في معركة مع اخصام مسلحين وليس اخصام مدنيين، يقوم حلفاء سوريا الاقرب اليها بالوقوف على الحياد، والتصريح علناً بذلك، والتشهير بالوزير ميشال سماحة، وبث افادته، وتسمية الرئيس الدكتور بشار الاسد، واللواء علي المملوك، والتشهير بهم، في وقت تعاني سوريا من تفجير سيارات امام مراكزها الامنية، ورئاسة اركانها ومبنى الامن القومي واغتيال ضباط لها، فيما يقف اركان الدولة في لبنان على الحياد، لا بل يقدمون لحلف الناتو ولاميركا وللعالم الصورة البشعة عن سوريا، حيث تم تصوير القنابل والعبوات الناسفة، وكل التسجيلات التي تدين سوريا على ان هذه العبوات مُرسلة من سوريا لتفجيرها في لبنان.
لقد كانت سوريا تنتظر ان يكون الامر في غير السرية لدى الجهاز الامني الذي وقف سماحة، وان يكون موضع تحقيق سري، وعندها لا مانع طالما ان التحقيق القضائي سري، وعادة لا يتم الاعلان عن الاسلحة والمؤامرة قبل مثول المتهم امام قاضي التحقيق، ويدلي بافادته ولا يتم تسريب اي شيء عن التحقيق، فيما تم استقبال اللواء اشرف ريفي والشهيد اللواء وسام الحسن من قبل رئيس الجمهورية، بشأن عبوات ميشال سماحة، واللواء علي المملوك، كذلك الرئيس نجيب ميقاتي هنأ شعبة المعلومات، اما الرئيس نبيه بري فلاذ بالصمت، اما اكثرية الوزراء فتنكروا لسوريا.
اما اخصام سوريا، فجاءتهم اكبر شهادة يريدون المتاجرة بها، وهي ان سوريا دولة ارهاب تصدّر القنابل الى لبنان، حتى ان شكوى سوريا بشأن تسلل مسلحين الى سوريا، كانت اطراف 14 اذار تقول انها اكبر كذبة يقول بها النظام السوري لتشويه صورة اللبنانيين، وان الذي يرسل مسلحين هو حزب الله، وقد يكون حزب الله يرسل مسلحين، ولا نعرف هذا الامر في “الديار”. لكن لم يقع اي اسير من حزب الله لدى المسلحين في سوريا. انما دخول مجموعة من 25 عنصر الى سوريا، واشتباكهم مع قوى مسلحة ومقتل 14 واعتراف موقوفين ثلاثة لدى السلطات السورية بأنهم ينضمون الى مجموعات اسلامية، تذهب للقتال في سوريا على دفعات، وانها ليست المرة الاولى التي تأتي جماعات من عكار والضنية والمنية وطرابلس للتسلل الى سوريا، بل هم جزء تابعين لجبهة النصرة لاهل الشام، وتابعين للجماعة الاسلامية، ولجمعية الدفاع عن أهل السنّة.
ورغم ظهور ان 25 شاباً دخلوا الى سوريا من حدود لبنان ولم يستطع الجيش اللبناني منعهم او توقيفهم، ورغم هذه الحادثة، فان الرئيس ميقاتي، من اجل الشارع الطرابلسي، لم يتجرأ على استنكار التسلل الى سوريا. اما رئيس الجمهورية فلم يتكلم في بداية مجلس الوزراء عن هذه النقطة وعدم التسلل للقتال في سوريا. كذلك الرئيس نبيه بري والوزراء والنواب.
وبالتالي، فان وضع لبنان، اذا استمر بهذا الشكل، لن يكون الصراع بين 8 و14 اذار على انتخابات نيابية، ولن يكون خلافاً على تشكيل حكومة، بل هو خلاف اساسي جذري قائم على مبدأ
هو إما ان تحصل على حصانتك وهويتك العربية بقوتك وعزّة نفسك، كما تفعل سوريا وحزب الله وغير قوى وحماس، وبين فئة تريد التسليم للمجتمع الدولي الذي لم يحمِ لبنان منذ عام 1943 وحتى 1982 يوم اجتاحت اسرائيل لبنان واحرقت عاصمته بيروت.
لذلك نقول ان لبنان هو في مهبّ الريح، لان المعركة أعمق، ولان 8 آذار تعرف ماذا تريد، وقادة 14 آذار يعرفون ماذا يريدون، واجتماع الرئيس بري مع لجنة من نواب 14 آذار لا يغيّر ولا يقدم اي شيء. قادة 8 آذار، خاصة المقاومة، تريد ان تمتلك قوة صاروخية تردع بها اسرائيل، ولن تتراجع عن هذا الامر، و14 آذار تريد تحييد لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي، مثلما هو الاردن وبقية الدول التي وقّعت مع اسرائيل. وما الدعم الدولي من حلف الناتو واميركا لـ14 آذار، الا لان 14 آذار مستعدة لتوقيع معاهدة سلام او استسلام مع اسرائيل، على اساس ان النظام في سوريا قد يسقط، وان حزب الله سيضعف، وهم يراهنون على سنوات وليس على اشهر.
من هنا، نصل الى النتيجة النهائية، هل هنالك حكومة جديدة في لبنان، كما تطالب 14 اذار، وجوابنا لن يحصل ذلك، هل هنالك قانون انتخابات جديد، وجوابنا ان ذلك لن يحصل، ويبقى السؤال، هل تحصل انتخابات نيابية، وجوابنا لا نعرف.
سيريان تلغراف