تتحضر الحدود التركية مرة جديدة للعب دوراً ما في مستقبل الصراع الدائر على سورية، في ظل التنسيق العربي – التركي المتزايد، وتحديداً من الجانب القطري والقادم الجديد إلى الساحة.. السعودي. هناك على خط الحدود الطويلة الممتدة لنحو 900 كيلومتر، تبدو الأمور كلها مرشحة لجميع الاحتمالات، في ضوء الاستعدادات الكبيرة التي يقوم بها الطرفان، السوري لضبط وضعها ومنع انفلاتها، والتركي – العربي الذي يسعى إلى انتاهكها لتمرير المزيد من المقاتلين والسلاح.
وبعد هدنة طويلة نسبياً من الجانب التركي، تفيد التقارير الأمنية عن عودة حركة النقل في اتجاه الأراضي السورية، وتقول مصادر تركية معارضة، إن معلوماتها تفيد بأن 12 ألف مقاتل ليبي من “الثوار” الذين تحولوا إلى مرتزقة، انتقلوا إلى داخل سورية عبر الحدود التركية، ليرتفع عدد المقاتلين الذي يتحصنون في منطقة حمص إلى نحو 40 ألف مقاتل، وتشير المعلومات التي تقدمها المعارضة إلى أن آخر دفعة من المقاتلين، كانت أكثر من ألف شخص، تمت محاولة إدخالهم عبر منطقة إدلب عبر مجرى النهر، مشيراً إلى أن السلطات السورية استفاقت على هذا المعبر، فأمرت بفتح مسارب السد، ما أدى إلى غرق عدد كبير من هؤلاء والقبض على آخرين، بالإضافة إلى فرار البعض الآخر عبر زوارق صغيرة.
وتقول المصادر، إن المعلومات من الداخل السوري، تشير إلى أن المعارضين للنظام تمكنوا من بناء تحصينات وحفروا خنادق في مناطق كبيرة من حمص استعداداً للمواجهة، لكنهم أخطأوا بأن حصروا أنفسهم في مكان واحد بعد أن استدرتهم القوات السورية إلى ذلك عبر غض الطرف عن الانسحابات التي يقوم بها هؤلاء باتجاه حمص من المناطق التي يتم الضغط عليها من قبل الجيش السوري وقوات حفظ النظام في مناطق مختلفة من سورية.. متوقعة حسماً قريباً للمعركة العسكرية في مهلة لا تتعدى الأسبوعين على الأكثر.
وتشيرالتقارير إلى أن قطر وحدها خصصت مبلغ يزيد عن نصف مليار دولار شهرياً لدعم ما يسمى “الجيش الحر”، الذي يضم بعض المنشقين عن الجيش السوري ومرتزقة من العرب، فيما تدرس السعودية سبل الدعم، وأشارت إلى أن اتفاقاً قطرياً – تركياً قد أنجز على سبل التسليح والتدريب في الأراضي التركية بتمويل عربي إضافي، قيل إن السعودية ودولاً خليجية أخرى لم يسمها ستساهم فيها بمبالغ كبيرة، مشيرة إلى أن العائق الوحيد الذي يقف الآن في وجه الانخراط السعودي الكامل هو دور الإخوان ودور السلفيين في الداخل في المرحلة الراهنة وفي المستقبل إذا ما نجح مشروع الانقلاب على الوضع في سورية، فالسعودية التي ما تزال تخشى دور الإخوان، تدعم التيارات السلفية بقوة، فيما تدعم قطر وتركيا الدور “الإخواني” باعتباره نموذجاً يمكن تسويقه في العالم الغربي.
وأوضحت مصادر مطلعة، أن تركيا وقطر تضغطان بقوة على المنشقين لتوحيد صفوفهم في ضوء الانشقاق الكبير الحاصل بينهم، من أجل تسهيل “تمويلهم” وتسليحهم، ونقلت عن أحد ضباط الاستخبارات التركية قوله، إنه لن يتم تسليم أي سلاح للمنشقين داخل الأراضي التركية بعد الاشتباكات التي حصلت في مخيمات العسكر بين مؤيدي رياض الأسعد ومصطفى الشيخ، مشيراً إلى أن تركيا لا تريد اندلاع مواجهات عسكرية على أراضيها.