بالتزامن مع انطلاق ما أسمته كتائب المعارضة المسلحة في ريف دمشق بآوان الزحف إلى دمشق، ومعركة تحرير دمشق، تركزت قوتها على القسم الجنوبي الشرقي والجنوبي، حيث كانت الخطة تهدف إلى السيطرة مطار دمشق الدولي بشكل أساسي، والمطارات العسكرية وهي مطار المزة ومطار عقربا ومطار مرج السلطان، فكان رد القوات النظامية استباقياً وقامت بتدمير عدد كبير من القوات المهاجمة.
كانت قوات المعارضة تحشد قواتها وحددت موعد المعركة في يوم السبت الأول من شهر كانون الأول ديسمبر، وكانت القوات النظامية قد سحبت عدداً كبيراً من قواتها في الأيام السابقة، حيث سمحت لقوات المعارضة بحشد عناصرها بشكل سريع، ولكن ما فاجأ المعارضة أن الجيش السوري بدأ المعركة يوم الخميس؛ أي قبل الموعد المحدد للزحف الشامل لقوات المعارضة بيومين، وبدأت العملية العسكرية بقطع الاتصالات، وضرب مراكز تجمعات المعارضة في الغوطة الشرقية والغربية وتحديداً في داريا والقرى المحيطة بطريق مطار دمشق الدولي، والقضاء على عدد كبير منهم.
فكر المعارضون أن الجيش السوري لن يكون قادراً على تشتيت قواته على طول الريف الغربي والجنوبي والشرقي لدمشق، وسيركزها للدفاع عن مطار المزة العسكري، وخصوصاً بسبب عدد العناصر التابعة لجبهة النصرة المتواجدة هناك، ولكن الجيش السوري فاجأ الجميع، وتزامناً مع تصديه لعناصر المعارضة في داريا وعقربا وبيت سحم، كانت مجموعات أخرى تضرب تجمعات ومراكز إمداد في مدينة دوما والقرى المحيطة وتتقدم للسيطرة عليها.
هنا قامت ميليشا الجيش الحر بتجميع عدد من الكتائب للدفاع عن أماكن تمركزها، واختاروا هدفاً يحقق لهم نصراً معنوياً لتعويض خسارتهم على طريق المطار وخسارتهم الكبرى بسيطرة الجيش السوري على مدينة حرستا، وكان الهدف هو مقر إدارة المركبات.
التعريف بالموقع :
إدارة المركبات ثكنة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع، ولن نتحدث أكثر عن دورها، ولكنها عبارة عن مباني إدارة وليست ثكنة ذات طابع قتالي أو عسكري، تقع على محور ساخن حيث تتوسط المنطقة بين مدينة حرستا في الشمال، وعربين في الجنوب، وبلدة مديرا في الشرق، وقد أتى اختيار الموقع من ما يسمى المجلس العسكري الثوري في ريف دمشق، كونه يعتبر هدفاً سهلاً كما اعتقدوا.
أتى أمر العملية يوم الخميس 6 كانون الأول وحشد للعملية سبعٌ من ألوية وكتائب ما يسمى الجيش الحر وهي: (كتائب أسود الله – لواء شهداء دوما – لواء درع العاصمة – لواء الحبيب المصطفى – كتيبة بيعة الرضوان – كتيبة البدر – كتائب ثوار الغوطة الشرقية) وكان قائد لواء درع العاصمة المدعو أبو محمود هو قائد العملية، أو على الأقل بحسب ما قال لعناصر مجموعته.
خمسة أيام من الهجمات المتتالية لعناصر المجموعات المسلحة على محيط الإدارة، بدأت بعملية هجوم بعدد كبير من العناصر على سور الإدارة وفشلوا في اقتحامه، وتم اللجوء في اليوم الثاني والثالث إلى استخدام مدرعة كان المسلحون قد سيطروا عليها في إحدى العمليات، وقاموا بضرب سور الموقع العسكري بقذائف الدبابة، وقاموا في اليوم الرابع بتصوير مشاهد قالوا إنها بيان السيطرة على مبنى إدارة المركبات، ولكن ما ظهر في التصوير هو عنصر يتلو البيان على عجل وخلفه على بعد عشرات الأمتار مدرعات تقف في مخازنها، وتصوير لهذه المدرعات من بعيد، وبعد أن نشرت هذه المقاطع على صفحاتهم الإلكترونية تحت عنوان “تحرير إدارة المركبات” تم سحبها في اليوم التالي، واستبدلت بصور لعمليات إطلاق صورايخ قيل إنها من نوع كاتيوشا 107، استهدفت مبنى الإدارة في اليوم الخامس.
ما يعني حتى الآن أن كتائب المعارضة المسلحة لم تستطع بعد ما يقارب الستة أيام من السيطرة على موقع عسكري اعتقدته صيداً سهلاً.
وبحسب مصدر من داخل الكتائب المهاجمة فقد تكبد المهاجمون خسائر كبيرة في الأرواح، ولكنه لم يحدد العدد الكامل لقتلى المسلحين، ولكنه زودنا بأسماء 37 عنصراً هم من أبناء مدينة حرستا فقط، تأكدنا فقط من أسماء 26 منهم، أما أبناء القرى والبلدات المجاورة فلا يعرف أسمائهم، وهنا نذكر أسماء هؤلاء بعد أن تأكدنا منها جميعاً، ونؤكد أن هؤلاء من أبناء مدينة حرستا وهم مقاتلين في صفوف الجيش الحر وسقطوا في المعارك الدائرة على أبواب إدارة المركبات حصراً، وذلك منذ يوم الجمعة 7 كانون الأول.
والأسماء هي (محمد الريس، خالد القفه، يحيى محمد عنتر، بلال فوزي اوتوز، خالد محمد كتكوت، محمد خير بكيرة، عبدالله اللحام، أحمد عبدو كتكوت، أحمد بشير الطرابيشي، عمر محمد المداح، محمد عجينة، أحمد دياب عفوف، خالد كتكوت، عدنان كتكوت، عصام الجزائرلي، عبد العزيز الميداني، أحمد حسن عيون، سامح ريحان، عبد الرحمن عنتر، محمد إسماعيل أبو قفه، رضوان يوسف قدادو، أكرم حليمة، طارق صديق، عثمان عوض، رضوان قدادو، محمد بشير ديب).
سيريان تلغراف | امجد اميرالاي – عربي برس