Site icon سيريان تلغراف

خدعة من أجل سبق صحفي من بطولة الأميرة كيت تودي بحياة مهاجرة هندية في بريطانيا

تتماهى الحدود لدى بعض الإعلاميين في الكثير من الأحيان ويعتمد هؤلاء على أساليب  من الوارد انهم يرون انها تميزهم عن غيرهم من زملاء المهنة، من أجل الحصول على معلومة أو صورة يصنع منها سبق صحفي، دون الالتفات الى ما قد يُسفر عن ذلك من تداعيات مأساوية في العديد من الحالات. وربما أشهر هذه الحالات مقتل الليدي ديانا وصديقها الثري المصري عماد (دودي) الفايد في نفق آلما الباريسي، بعد مطاردة مصور فضولي لهما.

لم يتورع الصحفيان الأستراليان ميل غريغ ومايكل كريستيان من محطة سيدني الإذاعية عن انتحال شخصيتي الملكة إليزابيث وولي العهد الأمير تشارلز، في اتصال هاتفي بمستشفى الملك إدوارد السابع ، للتأكد من أنباء أشارت الى ان الأميرة كيت ميدلتون في انتظار طفل، وانها تخضع لفحوصات في المستشفى المذكور، كما أفاد موقع “جولولي”.

تلقت الممرضة جاسينثا سالدانا مكالمة “الملكة والأمير” اللذين أخبراها بأنهما يرغبان بمعرفة الحالة الصحية لكيت ميدلتون بالتفاصيل للإطمئنان عليها، فما كان من الممرضة إلا ان كشفت لهما وبالتفاصيل عن الوضع الصحي للأميرة، فيما كان الصحفيان يسجلان المكالة التي أُذيعت لاحقاً.

بعد انتشار الأخبار استناداً الى المكالمة، أعلنت إدارة المستشقى ان الممرضة تعرضت للخداع، وانها تعمل على مراجعة “المعايير الدقيقة” لموظفيها، نتيجة لقيام الممرضة بإفشاء أسرار المرضى ولو عن غير قصد. شعرت جاسينثا سالدانا بأنها المسؤولة عمّا حدث وان سلوكها أدى الى إحراج إدارة المستشقى والأسرة المالكة، فلم تحتمل وقررت بعد أيام وضع حد للأمر بالانتحار.

وعلى الرغم من إعلان وفاة الممرضة المهاجرة من الهند الى بريطانيا قبل 10 سنوات، إلا ان إذاعة “سيدني” واصلت بث التسجيل على موقعها الإلكتروني، فيما بدا وكأنه تباهي بـ “أكبر خدعة ملكية على الإطلاق”، وان أعربت المحطة عن حزنها العميق إزاء وفاة الممرضة، التي تركت خلفها طفلين. كما أشار المسؤولون في الإذاعة الى ان غريغ ومايكل كريستيان علقا عملهما حتى إشعار آخر، وان الرئيس التنفيذي للمحطة طلب منهما عدم الإدلاء بأي تصريح، نتيجة لإصابتهما بصدمة بالغة بحسب تأكيده.

أما الرئيس التنفيذي لمستشفى إدوارد السابع فقال في نعيه المرضة الراحلة: “نؤكد ببالغ الأسى الوفاة المأساوية لجاسينثا سالدانا أحد أفراد فريق التمريض، ويمكننا ان نؤكد انها كانت ضحية الاتصال الزائف الذي تلقاه المستشفى، وساندناها طوال هذه الفترة العصيبة”.

من جانبهما أعربت الأميرة كيت وزوجها الأمير وليام عن حزنهما الشديد لوفاة جاسينثا سالدانا، كما اكد المكتب الملكي انه لم يقدم شكوى ضد الممرضة بسبب انتهاك الخصوصية.

يبدو ان الحد الفاصل يكاد يكون معدوماً بين رغبة الجمهور بمعرفة المزيد من جهة، وخضوع الصحفيين لهذه الرغبة مصحوباً بالتعطش الى إثبات الذات و”الكفاءة” أمام المؤسسة من جهة أخرى .. فعلى عاتق من تقع مسؤولية ما ينتج  عن ذلك من نهايات مؤلمة ؟

سيريان تلغراف

Exit mobile version